
أبلغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران أول أمس “الخميس” بأنها ستعاود فرض عقوبات الأمم المتحدة عليها إذا لم تستأنف المحادثات بشأن برنامجها النووي على الفور وتتخذ خطوات ملموسة حيال ذلك بحلول نهاية شهر آب القادم.
وذكرت رويترز أن وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أجروا أول اتصال هاتفي لهم مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منذ أن شنت “إسرائيل” والولايات المتحدة غارات جوية في منتصف حزيران الماضي مستهدفة البرنامج النووي الإيراني.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي عقب الاتصال الهاتفي إن الوزراء دعوا إيران إلى استئناف الجهود الدبلوماسية فورا للتوصل إلى اتفاق نووي «مستدام يمكن التحقق منه»، وحذروا من أنهم سيستخدمون آلية العقوبات إذا لم تفعل ذلك.
لكن عراقجي رفض التهديد وقال في منشور على منصة إكس إنه أبلغ الوزراء بأن «الولايات المتحدة هي التي انسحبت من المفاوضات في حزيران ولجأت للخيار العسكري، وليس إيران…»
وأضاف عراقجي «إذا أراد الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث (الترويكا)أن يكون لها دور، فعليها التصرف بمسؤولية والتخلي عن سياسات التهديد والضغط التي عفا عليها الزمن، بما في ذلك سياسة ’معاودة فرض العقوبات’ التي ليس لها أي أساس أخلاقي أو قانوني على الإطلاق».
وأضاف عراقجي إن المحادثات لن تكون ممكنة إلا «عندما يكون الطرف الآخر مستعدا لإبرام اتفاق نووي عادل ومتوازن ومفيد للطرفين على الصعيد النووي».
والدول الثلاث إلى جانب الصين وروسيا هي الأطراف المتبقية في اتفاق 2015 مع إيران، والذي رُفعت بموجبه العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وينتهي قرار مجلس الأمن الدولي في 18 تشرين الأول، ومن شروطه إمكان معاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة السابقة. وستستغرق هذه العملية نحو 30 يوما.
وقد حذر الأوروبيون مرارا من أنه ما لم يتسن التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فإنهم سيطلقون “آلية معاودة فرض العقوبات”، التي ستعيد فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة السابقة على إيران إذا ثبت انتهاكها لبنود الاتفاق.
وقال المصدر الدبلوماسي “أكد الوزراء أيضا عزمهم على استخدام ما تسمى بآلية معاودة فرض العقوبات في حالة عدم إحراز تقدم ملموس نحو مثل هذا الاتفاق بحلول نهاية الصيف”.
ولم يوضح المصدر ماهية التقدم الملموس المشار إليه.
ومنذ الغارات الجوية، غادر مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إيران. وبينما أشارت إيران إلى انفتاحها على الجهود الدبلوماسية، لا توجد مؤشرات على استئناف جولة سادسة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في وقت قريب.
ويقول دبلوماسيون إنه حتى لو استؤنفت المحادثات، فإن التوصل إلى اتفاق شامل قبل نهاية أغسطس آب، وهو الموعد النهائي الذي حدده الأوروبيون، غير واقعي على ما يبدو، خاصة في ظل عدم وجود مفتشين على الأرض لتقييم ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني.
وقال دبلوماسيان أوروبيان إنهما يأملان في تنسيق الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في الأيام المقبلة بهدف إجراء محادثات محتملة مع إيران قريبا.