حذرت فرانشيسكا ألبانيزي مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أن إسرائيل تحاول جعل مدينة غزة غير صالحة للعيش عبر هجومها على أكبر منطقة حضرية في القطاع وتعرض أيضا حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر.
ونقلت رويترز عن ألبانيزي قولها للصحفيين في جنيف «”إسرائيل” تقصف غزة بأسلحة غير تقليدية… إنها تحاول إخراج الفلسطينيين قسرا. لماذا؟ هذه هي القطعة الأخيرة من غزة التي يريدون أن يجعلوها غير صالحة للعيش».
وأضافت (ألبانيزي) قائلة «إن حماس لا تندس في البنية التحتية المدنية، ولا تستخدم المدنيين باستخفاف دروعا بشرية، وهي عموما غير موجودة فعليا».
وقالت ألبانيزي «الهجوم المستمر للسيطرة على آخر ما تبقى من غزة لن يُدمر الفلسطينيين فحسب، بل سيُعرض للخطر أيضا الرهائن “الإسرائيليين” المتبقين».
واكدت ألبانيزي أن “إسرائيل” تمارس جريمة إبادة جماعية، وقالت إن المجتمع الدولي متواطئ. وقالت إن محاولاتها التوجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول الجاري لتقديم تقرير لن تنجح فيما يبدو.
وتشغل المحامية الإيطالية ألبانيزي منصب المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي واحدة من عشرات الخبراء الذين عينهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المؤلف من 47 عضوا، لتقديم تقارير عن قضايا عالمية محددة.
وتدعي “إسرائيل” أن الهجوم للسيطرة على مدينة غزة يأتي في إطار خطة لإلحاق هزيمة تامة بحركة (حماس)، مضيفة إنها أصدرت إنذارات للمدنيين للتوجه جنوبا إلى منطقة اعلنتها منطقة إنسانية.
ومع ذلك، تقول الأمم المتحدة ودول عديدة إن أساليب “إسرائيل” تهجير جماعي قسري، وإن الظروف الإنسانية في المنطقة مزرية، مع شح الغذاء.
وتشير السلطات المحلية في غزة إلى أن الحملة العسكرية المستمرة منذ ما يقرب من عامين في القطاع الفلسطيني أدت إلى مقتل أكثر من 64 ألف شخص.
واتهمت منظمات لحقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية، “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية، ولكن ليس الأمم المتحدة نفسها. وسبق أن قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن تحديد الإبادة الجماعية من اختصاص المحاكم الدولية.
وترفض “إسرائيل” هذا الاتهام، وتشير إلى حقها في الدفاع عن النفس عقب الهجوم الذي قادته حماس في السابع من تشرين الأول 2023، والذي تقول إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن ألبانيزي ستُدرج على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب أفعالها، التي وصفها بأنها أدت إلى ملاحقات “لإسرائيليين” قضائيا في المحكمة الجنائية الدولية دون سند مشروع.