
قالت السلطات الصحية في غزة إن عدوانا صهيونيا استهدفت فلسطينيين قرب مركز طبي بالقطاع يوم الخميس مما أسفر عن استشهاد 16 شخصا بينهم 10 أطفال بخلاف الإصابات وذلك في وقت تتحرك فيه ببطء محادثات وقف إطلاق النار دون توقعات باتفاق وشيك.
وأظهرت مقاطع فيديو للغارة التي وقعت على دير البلح بوسط قطاع غزة يوم الخميس وتحققت منها رويترز مشاهد دامية للمصابين وجثث القتلى، ومعظمهم من النساء والأطفال، على الأرض وسط سحابة من الغبار بينما كان الناس يصرخون من حولها كما أظهرت أطفالا غارقين في دمائهم يرقدون بلا حراك على عربة يجرها حمار.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث نقل القتلى والجرحى، قالت سماح النوري إن ابنتها قتلت في الغارة بعد أن ذهبت إلى العيادة لتلقي العلاج من التهاب في الحلق.
وقالت “خبطوا عليها قذيفة وأخوها راح يجري يشوف وقال كلهم ماتوا… طب إيش عملوا؟ إيش ذنبهم؟… والله نقطة طبية يا ربي.. نقطة طبية آمنة يعني.. ليش يقتلوهم؟”.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أحد المسلحين الذين شاركوا في الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أدى إلى اندلاع الحرب. وأضاف أنه على علم بتقارير متعلقة بوقوع عدد من الإصابات وأن الواقعة قيد المراجعة.
ووقعت الغارة في الوقت الذي تجري فيه إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محادثات مع وسطاء في قطر بشأن مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح الرهائن بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا قال يوم الأربعاء إن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل أسبوع أو أسبوعين، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الخميس إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال روبيو للصحفيين في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا “أعتقد أننا اقتربنا، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة”.
وفشلت عدة جولات من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في تحقيق أي تقدم يُذكر منذ استئناف الجيش الإسرائيلي للعمليات العسكرية في مارس آذار عقب هدنة سابقة.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية عن مقتل المئات من سكان غزة، كثير منهم مدنيون، وإصابة الآلاف، وفقا للسلطات الصحية في القطاع، مما شكل ضغطا هائلا على المستشفيات القليلة المتبقية هناك.
وقال أطباء في القطاع إن نقص إمدادات الوقود يهدد المستشفيات المتبقية التي تعمل بالكاد، بما في ذلك وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقال مدير المستشفى الدكتور محمد أبو سلمية “بسبب اكتظاظ حضانات الأطفال، والاحتلال دمر معظم حضانات الاطفال في قطاع غزة، والآن عدد حضانات الأطفال محدود في القطاع، نضطر أن نضع كل أربع أو خمس وثلاث أطفال خدج في حضانة واحدة. وهذا يكون له تأثير سلبي على هؤلاء الأطفال يمكن أن ينقل لهم الأمراض والعدوى… الأطفال الخدج الآن في وضع حرج جدا”.