اختار كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان أن تكون أولى أمسيات مهرجان دلبة مشتى الحلو الحادي عشر للثقافة والفنون “صدى التوت والحرير” رحلة موسيقية عبر مختلف بلدان العالم التي يمر بها طريق الحرير من الصين إلى سورية.
الأمسية التي حملت عنوان “طريق الحرير” احتضنتها ساحة معمل الحرير بمشتى الحلو وقدمت خلالها مجموعة من المقطوعات الموسيقية والكورالية وسط حضور كبير لجمهور المشتى من مختلف الفئات العمرية.
وبدأت الأمسية بقرع أجراس المعمل الذي بني عام 1855 واعتاد أهالي المشتى على سماعها إيذانا ببدء ساعات العمل واحتفاء بذكرى مهرجان الحرير الأول عام 1960، في حين كانت أولى المقطوعات الموسيقية والكورالية في الأمسية تحية إلى روح المايسترو حسام الدين بريمو الذي قدم لأول مرة في سورية برنامج “طريق الحرير” الموسيقي بشكل الغناء الجماعي.
وحرص كورال الحجرة على تقديم باقة من أغاني البلدان الواقعة على طريق الحرير إضافة لتقديم مجموعة من أغاني التراث السوري.
وفي تصريح لسانا قال المايسترو باغبودريان : إنه منذ بدايات نشاطات الملتقى في بلدة مشتى الحلو أعجب بطريقة العمل والتفكير لدى جيل الشباب فكان لابد من تقديم الدعم لهم من خلال مشاركتهم تفكيرهم ونشاطاتهم لإكمال اللوحة بشكل جميل.
وأضاف: إنه بهدف البحث عن مكان جديد لحفل كورال الحجرة مختلف عن ساحة الدلبة تم اختيار ساحة معمل الحرير بهدف تسليط الضوء على جماليته وتفاصيله وأهميته بالنسبة لبلدة مشتى الحلو، لافتاً إلى أنه في سورية يوجد الكثير من المناطق التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها لتعريف الناس بها ولجعلها مكاناً دائماً لإقامة النشاطات الثقافية والمجتمعية فيها.
وأوضح المايسترو باغبودريان أنه خلال زيارته لمعمل الحرير كانت المفاجأة له من حيث رؤية الجمال الموجود والتفاصيل إضافة إلى التاريخ الذي يربط هذا المكان الأثري بالمشتى وكيف كان العمل به من قبل سكان البلدة من الإنتاج والتصدير لمادة نعتبرها مادة نفيسة في العالم.
ولفت إلى أن كثرة الإنتاج من الحرير فكرة بالغة الأهمية فكانت الفكرة إقامة الكورال أمسية في المعمل وتسليط الضوء عليه لدفع جيل الشباب للتفكير بتصنيع الحرير هذه الصناعة التي تعتمد على الزراعة، وهذا الأمر مهم جداً وخاصة في الأزمات التي نعيشها.
وأشاد المايسترو باغبودريان بالعمل والجهد الذي أنجزه الشباب المتطوعون في مؤسسة الملتقى الثقافي الخيري بالمشتى، موضحاً أن الهدف من مشاركة الكورال في المهرجان ثقافي واجتماعي وإنساني لمشاركة سكان البلدة فرحتهم.