22.4 C
دمشق
2024-07-27
صحيفة الرأي العام – سورية
قضايا عربية

تهريب «دواعش» من سجون الفصائل الإرهابية التابعة لتركيا

تهريب «دواعش» من سجون الفصائل إلى تركيا

تقوم التنظيمات الإرهابية التي تديرها تركيا باطلاق أعداد من لإرهابيي داعش المحتجزين لديها ونقلهم الى تركيا تمهيدا لإرسالهم الى مناطق اخرى واستخدامهم كمرتزقة فقد أعلن أمس أن عددا من السجناء المتّهمين بالانتماء إلى تنظيم «داعش»، تمكن من الفرار من أحد السجون التي تديرها هذه الفصائل في مدينة رأس العين شمال محافظة الحسكة، في وقت غادر فيه نحو 102 من اللاجئين العراقيين المتواجدين في المدينة ذاتها، الأراضي السورية، في اتّجاه بلادهم، ضمن خطّة بغداد لإجلاء مواطنيها من هناك.

وحسبما أعلن استطاع 25 معتقلاً في سجن للشرطة العسكرية التابعة لـما يسمى «الجيش الوطني» في رأس العين، الهروب من السجن نحو منطقة مجهولة، فجر يوم الجمعة الفائت، وسط تقديرات بتمكّنهم من عبور الحدود إلى تركيا.

ووفق القائمة التي تمّ تسريبها للمعتقلين الفارين، فإن أحدهم يحمل الجنسية الكويتية، وثانٍ السعودية، و10 العراقية، و13 السورية، وينحدر معظمهم من محافظة دير الزور. وفي وقت لاحق، أدعت ما تسمى «فرقة المعتصم»، القبض على أربعة سجناء من أصل الـ25، مؤكدةً استمرار عملية الملاحقة لإلقاء القبض على البقيّة، قبل أن يعلن «الجيش الوطني» تمكّنه من إلقاء القبض على 15 من الفارّين، خلال عمليات مداهمة وتفتيش.
مصادر محلية في مدينة رأس العين، قالت لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية، إن «عناصر الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني متّهمون بتسهيل عملية الفرار، بعد تلقّيهم رشوة بمبالغ مالية كبيرة، بدليل وجود شخصين من بين الفارّين أقدامهم مقطوعة»، معتبرةً أن «الاقتحامات التي قام الفصيل بتنفيذها داخل رأس العين، هي للإيحاء بأنه غير متورّط في العملية»، مضيفةً أن «كلّ المؤشرات تؤكّد وصول الفارّين إلى الداخل التركي، على عكس ما يتمّ الترويج له من القبض على قسم منهم». وبيّنت المصادر أن «هناك شبكة تهريب تقوم بنقل عدد من أفراد داعش من مناطق سيطرة قسد إلى مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، لتهريبهم إلى الداخل التركي، تمهيداً لعودتهم إلى بلدانهم الأصلية»، مشيرة إلى أن «الشبكة تعمل على تهريب عناصر وعوائل تنظيم داعش، إلى تركيا، مقابل مبالغ مالية ضخمة».
من جهتها، اتّهمت وسائل إعلام مقرّبة من «قسد»، «الجيش التركي بتسهيل عملية فرار عناصر داعش المتواجدين في سجون إرهابيّي الجيش الوطني»، مضيفةً أن «الأتراك قاموا بنقلهم إلى خطوط التماس مع قسد، وتكليفهم بعمليات إرهابية للإخلال بأمن واستقرار مناطق سيطرة الإدارة الذاتية». ولفتت إلى أن «قسد والأسايش كثّفوا من عمليات التفتيش في خطوط التماس، لإلقاء القبض على أيّ متسلّل». ولا تعدّ هذه حادثة الفرار الأولى لمعتقلين متّهمين بالانتماء إلى «داعش»؛ إذ سبق وأن فرّ نحو 20 سجيناً من سجن «راجو» في منطقة عفرين، بعد وقوع الزلزال المدمّر في شباط المنصرم.

يعمل العراق على إجلاء مواطنيه اللاجئين في مخيمات عوائل «داعش» في سورية

بالتزامن مع ذلك، أعلنت «هيئة الإغاثة الإنسانية التركية» أن «نحو 102 لاجئ عراقي توجّهوا من مدينة تل أبيض شمال سوريا، إلى تركيا، تمهيداً لنقلهم إلى العراق، وذلك بالتنسيق بين وزارتَي الخارجية التركية والعراقية، ووزارة الهجرة والمهجرين العراقية». وتعدّ هذه الدفعة واحدة من عدّة دفعات، لنقل عدد من الأسر العراقية التي تقطن في مدن رأس العين وتل أبيض وبلدة سلوك في ريفَي الحسكة والرقة الخاضعَين لسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا، والمتّهم قسم من أفرادها بأنهم يتبعون تنظيم «داعش»، إلى العراق. وكانت هذه العوائل تقطن في مخيّمَي مبروكة وعين عيسى، قبل عملية «نبع السلام» التركية في عام 2019. وخلال العملية الأخيرة التي استهدفت مدينتَي رأس العين وتل أبيض، نجح أفرادها في الفرار من المخيّمَين المذكورَين، والوصول إلى منطقة «نبع السلام» في ريفَي الحسكة والرقة.
وتأتي عملية الإجلاء هذه بعد أكثر من شهر على دعوة اجتماع «التحالف الدولي» في الرياض، «الدول التي لديها معتقلون من عناصر داعش في السجون السورية والعراق، إلى استعادة مواطنيها، وأفراد عائلاتهم المتواجدين في المخيمات». ويُظهر العراق اهتماماً ملحوظاً باستعادة مواطنيه المتواجدين في المخيمات التي تحوي عوائل من تنظيم «داعش» في كلّ من الهول وروج في محافظة الحسكة، بالإضافة إلى المعتقلات التي تديرها «قسد». وانعقد، أخيراً، في بغداد، مؤتمر خاص لمناقشة الوضع في مخيم الهول، حيث جرى إبداء الاستعداد لاتخاذ خطوات متسارعة للإسهام في تفكيكه، واستعادة كافة الدول مواطنيها المتواجدين في المخيم الذي لا يزال يضمّ أكثر من 55 ألفاً، أكثر من نصفهم من الجنسية العراقية.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق