22.4 C
دمشق
2024-07-27
صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة غير مصنف

التطبيع الإيراني ـــ السعودي: ترحيبٌ… واستياءٌ وحذر!

تقرير إخباري اعداد احمد بدور

منذ إعلان تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران المقطوعة منذ عام 2016، خلال مدة أقصاها شهران، برعاية صينية، امس، تتوالى التصريحات الدولية المرحّبة بالإعلان، بينما أثار الإعلان استياء المعارضة الصهيونية على حكومة بنيامين نتنياهو، التي وصفت الإعلان بـ«نصر إيراني».
وفيما يُشير تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، إلى أن الصين مستعدة للقيام بدور أكبر في المنطقة، ولا سيّما بعد توطيد العلاقات الصينية ـــ السعودية إثر زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ للسعودية قبل ثلاثة أشهر، بدا التعليق الأميركي على الحدث حذراً من الدور الصيني في المحادثات، الذي لم يتطرّق إليه.
وفي سياق الاتفاق، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن «السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي».
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن استئناف العلاقات يأتي «انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة». وتابع: «يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك معاً لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا».
كما ثمّن مستشار الأمن الوطني السعودي، مساعد بن محمد العيبان، ما توصل إليه البلدان، قائلاً «يحدونا الأمل أن نستمر في مواصلة الحوار البنّاء، وفقاً للمرتكزات والأسس التي تضمّنها الاتفاق، معربين عن تثميننا وتقديرنا لمواصلة جمهورية الصين الشعبية دورها الإيجابي في هذا الصدد».
أما من الجانب الصيني، الراعي للاتفاق، فوصف كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، استئناف العلاقات بين الرياض وطهران بـ«نصر للحوار، ونصر للسلام، ويقدم أنباءً طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيراً من الاضطرابات». وأضاف وانغ إن الصين ستواصل القيام بدور بنّاء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحلّيها «بالمسؤولية» بصفتها دولة كبرى.
أميركياً، لم تشأ واشنطن أن تظهر بعيدةً عن الحدث، فقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن السعودية أبقت واشنطن «على اطلاع» بشأن محادثاتها مع إيران «تماماً مثلما نبلغهم بأنشطتنا»، مشيراً إلى أن بلاده «لم تشارك» في المحادثات «بصورة مباشرة». وأضاف كيربي: «ليس واضحاً إن كان الاتفاق السعودي الإيراني يعني تطبيع العلاقات مع إسرائيل».
حتى الآن لا تعليق «رسمي» صهيوني على الإعلان لكن وبحسب وكالة «فرانس برس» التي حاولت تلقّي تعليق على الإعلان، فان الخارجية الصهيونية «ليس لديها تعليق فوري على الاتفاق المعلن». لكن زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق، يائير لابيد، رأى أن «الاتفاق السعودي الإيراني هو فشل تام وخطر لسياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية».
وأضاف لابيد :«إنه انهيار للجدار الدفاعي الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران. وهذا ما يحدث عندما تكون مشغولاً طوال اليوم بمشروع قانون مجنون بدلاً من الاهتمام بإيران»، في إشارة إلى مشروع قانون للإصلاح القضائي الذي من شأنه أن يمنح الائتلاف الحاكم سلطة تعيين القضاة.
كذلك، وصف رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الاتفاق بأنه «نصر سياسي لإيران» و«ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران» و«فشل ذريع لحكومة نتنياهو».
وبالتوازي، رأى قائد الجيش السابق بيني غانتس وزعيم حزب أزرق – أبيض أن «التحديات الأمنية الهائلة التي تواجه دولة إسرائيل في تزايد، ورئيس الوزراء وحكومته مشغولان بتنفيذ انقلاب».
وفي بغداد، التي كانت قد استضافت 5 جولات سابقة من المحادثات بين البلدين التي لم تثمر اتفاقاً، رأت وزارة الخارجية أن الاتفاق «يُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة (…) ويُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة».
إلى ذلك، رحّب كبير مفاوضي جماعة «أنصار الله» اليمنية، محمد عبد السلام بالاتفاق، قائلاً: «المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي».
وكذلك، عبّر المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، عن ترحيبه بالاتفاق، قائلاً: «نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمّن الدور الصيني في هذا الشأن». وأضاف: «الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقراراً للجميع».
قطرياً، أجرى رئيس الوزراء، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، اتصالين بنظيرَيه الإيراني والسعودي للترحيب بالاتفاق.
أمّا مصر، فرحّبت وزارة خاريتها باتفاق استئناف العلاقات، آملةً أن يسهم «في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة».
كما رحّب وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، بـ«نتائج المحادثات التي استضافتها الصين بين الأشقاء في السعودية وإيران واتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية وتفعيل التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة ستعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة وتعمل على توطيد العلاقات بين الدول والشعوب».
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن وزارة الخارجية قولها في بيان إن البحرين ترحّب بالاتفاق الذي توصّلت إليه السعودية وإيران برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وكانت كل من ايران والسعودية قد أعلنتا في بيان مشترك أمس أنهما اتفقتا بعد محادثات في بكين، على استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما. حيث جاء في ختام المباحثات المنجزة، أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، اتفقتا على استئناف العلاقات الديبلوماسية وإعادة فتح السفارات والممثليات في غضون شهرين»، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، ونظيرتها الإيرانية «إرنا».
وقال البيان: «استجابةً للمبادرة الجديرة للسيد شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، في دعم تعزيز العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وانطلاقاً من مبدأ حسن الجوار، ونظراً لاتفاقه مع رئيسَي البلدين على استضافة ودعم الحوار بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وكذلك رغبة البلدين في حل الخلافات بالحوار والديبلوماسية القائمة على الأواصر الأخوية والتأكيد على تمسك البلدين بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمبادئ والإجراءات الدولية، التقى وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة ممثل قائد الثورة وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، الادميرال علي شمخاني، ووفد المملكة السعودية برئاسة الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي، في بكين، في الفترة من 6 إلى 10 مارس 2023».
وذكر البيان أن وزيرَي خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء.
وأكد البلدان على «احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، في إطار تنفيذ اتفاقية التعاون الأمني ​​الموقعة بتاريخ 17/4/2001، وكذلك الاتفاقية العامة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون الفني والعلمي والثقافي والرياضي والشبابي الموقعة في 27/5/1998».
كذلك، أوضح البيان أن «الدول الثلاث تُعلن عزمها الراسخ على توظيف جميع الجهود لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي».
وقد أتى هذا الإعلان، بعد أن بدأ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، مباحثات مكثّفة مع نظيره السعودي يوم الاثنين، من أجل حل القضايا بين طهران والرياض بشكل نهائي، وذلك عقب زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى بكين في شباط الماضي.

ا

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق