استدعت «طالبان» مترجمين أفغان عملوا مع القوات الهولندية التي كانت من ضمن قوات حلف الناتو في أفغانستان، للمثول أمام المحكمة، وهددت بالاقتصاص من أقربائهم في حال تخلّفهم عن ذلك، رغم أنها كانت قد قالت قبل بسط سيطرتها على البلاد إنها لن تمسهم بأذى وأصدرت عفوا عن الحكومة السابقة والمسؤولين العسكريين.
فقد بثت قناة «أن أو أس» الهولندية الرسمية رسالة أمس قالت إنها، موجهة من طالبان إلى مترجم متخف كبقية زملائه، اتهمته «طالبان» بالمسؤولية عن مقتل بعض عناصرها وجاء فيها: «سوف ننتقم، وإذا لم نتمكن من الإمساك بك، سنقوم بتسوية الحساب مع أقربائك».
وأوضحت القناة أن المترجمين لجأوا إلى الاختباء، لكن أفراد عائلاتهم سيتحمّلون المسؤولية في حال عدم مثولهم أمام المحكمة، «من أجل إنزال العقاب الشديد بهم، كي يتعلّم الخونة الآخرون درساً»، على حدّ تعبير القناة.
وأضافت القناة أن شخصا آخر تلقّى رسالة كان يعمل في وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في أفغانستان، وهو متّهم بتلقّي «أموال ممنوعة ومخزية من أجانب».
وذكرت القناة أن جميع المؤشّرات تُظهر أن الرسائل التي تحمل أختاماً رسمية قد أرسلتها «طالبان»، لافتةً إلى أنها اتصلت بنحو 10 مترجمين أو أشخاص سبق وأن عملوا مع الهولنديين، حيث أعرب الجميع عن أن وضعهم يزداد صعوبة.
يأتي هذا بعدما حضّت الحركة في حزيران الماضي، المترجمين الذين عملوا مع القوات الأجنبية على التوبة، لكنّها طلبت منهم البقاء في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية، مؤكدةً أنهم لن يتعرّضوا للأذى.
كما أعلنت بعد تولّيها السلطة مباشرة، عفواً عاماً عن مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة وعن المسؤولين العسكريين.
الاتحاد الأوروبي يخصّص 300 مليون يورو مساعدات لأفغانستان
ورغم أن كل الدول الأوروبية حذرت طالبان من المس بالمدنيين، وهددت بمعاقبتها، وبعدم مساعدتها ماديا إذا انتقمت من المعارضين لها، رغم ذلك، ورغم ما تقوم به طالبان من تهديد للمترجمين وغيرهم ممن عملوا مع قوات الناتو، رغم هذا وذاك خصص الاتحاد الأوروبي مساعدات لأفغانستان بقيمة ثلاثمائة مليون يورو.
فقد قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية ، عبر «تويتر»: «نقف إلى جانب شعب أفغانستان. أرسلت رحلة الاتحاد الأوروبي، اليوم، مساعدات إنسانية بالغة الأهمية إلى كابول».
وأضافت: «يخصّص الاتحاد الأوروبي 300 مليون يورو مساعدات إنسانية لأفغانستان».