20.4 C
دمشق
2024-07-27
صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة

الاستهداف اظهر القدرة على شن حرب شعبية لتحرير شمال شرق سورية

 أظهر الاستهداف الأول لقوات الاحتلال الأمريكي في حقل العمر القدرة على شن حرب تحرير ناجحة لاستعادة الأراضي السورية المحتلة، بالمقابل عبّرت حالة الإرباك التي عاشها جنود «التحالف الدولي»، وعناصر «قسد»، خلال فترة الهجوم القصيرة زمنياً، وما تلاها، عن انعدام القدرة على التعامل مع هكذا نوع من الهجمات؛ إذ توحي كلّ المؤشرات بأن الهجوم أربك بشكل واضح الأميركيين، الذين استنفروا قواتهم، فيما استمرّ تحليق الطائرات المسيّرة والمروحية في المنطقة، مع نشر دوريات في محيط الحقل حتى ساعات متأخرة من المساء.

 وقد كشفت مصادر ميدانية، في تصريحات صحفية، عن «حالة من الرعب عاشتها القوات الموجودة في القاعدة الأميركية في حقل العمر»، وعن تنفيذ هذه القوات «إعادة انتشار خشيةَ موجة هجوم جديدة». وأفادت المصادر بأن «التحالف استخدم سلاح المدفعية لقصف أهداف عشوائية في الضفة الغربية من النهر، وسقطت جميعها في الأحراج الزراعية المجاورة لنهر الفرات، من دون وقوع أيّ أضرار مادية أو بشرية». وقالت المصادر: «على الأرجح، لم يتوقّعوا أن يتم شنّ هجوم علني على قواتهم الموجودة في المنطقة منذ عدة سنوات، في وقت لم تشهد فيه القاعدة أيّ هجمات حقيقية من قَبل». ورجّحت المصادر أن «القصف تمّ براجمة صواريخ وقذائف مدفعية، لإيقاع أضرار واضحة في القاعدة». بدورها، كشفت وسائل إعلام محلية مقرّبة من «التحالف»، نقلاً عن مصدر من داخل حقل العمر، أن «الأضرار الناتجة عن القصف عبارة عن أضرار مادية في المدينة السكنية، وأحد مستودعات الذخيرة». كما أظهرت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي استمرار اشتعال الحرائق داخل الحقل لساعات متأخرة من ليل اليوم نفسه، نتيجة احتراق مستودعات أسلحة وذخيرة.

 من ناحية أخرى أجبر وضوح الهجوم وتوقيته الأميركيين على الإقرار بوجود هجمات طالت أهدافاً تابعة لهم، في أكبر القواعد العسكرية الأميركية في سورية. وجاء الإقرار على لسان الناطق باسم «التحالف الدولي»، واين ماروتو، الذي أكد، في تغريدة عبر «تويتر»، «تعرّض القوات الأميركية في سورية لهجمات بصواريخ متعدّدة، من دون وقوع إصابات»، وقال إن: «مدفعيتنا قصفت مواقع إطلاق الصواريخ في إطار الدفاع عن النفس»، فيما غاب أيّ تصريح رسمي لقوات «قسد» التي تسيطر على المنطقة، باستثناء صدور بيان محدود للمركز الإعلامي التابع لها تحدّث عن حيثيات الهجوم ونتائجه. وأكد البيان: أن «قواعد عسكرية تابعة لقواتنا لمحاربة داعش في منطقة حقل العمر، تعرّضت لهجمات صاروخية خطيرة، اقتصرت فيها الأضرار على الماديات». وأضاف إن «قواتنا نفّذت عمليات احترازية في المناطق المحيطة، منعاً لأيّ تحركات قد تقوم بها خلايا تنظيم داعش الإرهابي».

 ويشكل هذا الهجوم الأول بالصواريخ والمدفعية على مواقع أميركية في سورية أوّل تهديد مباشر للوجود الأميركي في البلاد. وعليه، يتّضح أن سورية وحلفاءها أرادوا، من خلال هذا الاستهداف غير المعلن صراحةً، توجيه رسائل إلى الإدارة الأميركية الجديدة التي لم تقرّر بعد شكل سياستها في سورية، مفادها أن وجود قوات الحلفاء في سورية والعراق هو وجود شرعي وثابت، بخلاف الوجود الأميركي. كما يُعتبر هذا القصف بمثابة إثبات قدرة سورية وحلفائها العملياتية على الردّ على أيّ هجوم يستهدف قواتهم في المنطقة، كالقصف الأخير في المنطقة الحدودية.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق