البوارج الروسية أطلقت صواريخ دقيقة على مواقع لـ «داعش» في البادية (أ ف ب)
أطلق الجيش العربي السوري والقوات الروسية والقوات الرديفة عملية تمشيط شاملة للبادية الممتدّة من الميادين حتى البوكمال، وصولاً إلى أطراف تدمر، بدعم من الطيران الروسي الاستطلاعي والحربي، فضلاً عن إقدام موسكو على توجيه ضربات صاروخية من البحر ضد خلايا داعش المتواجدة في هذه المناطق، في رسالة مفادها بأن بعث الحياة بتنظيم داعش الإرهابي من جديد أمر غير مقبول وذلك بعد ساعات قليلة من العدوان الذي شنّه تنظيم “داعش” على حافلات مبيت لعناصر الجيش في دير الزور.
ووفق وسائل إعلام روسية، فإن “البوارج الحربية الروسية المتمركزة قبالة السواحل السورية، أطلقت مجموعة من الصواريخ الدقيقة في اتّجاه مواقع تابعة لمسلّحي داعش في البادية السورية”، بعدما “أجرت عمليات استطلاع واسعة، تقاطعت مع معلومات استخبارية، أدّت إلى تدمير أحد مقارّ التنظيم بين باديتَي حماة وحمص”.
وجاء التصعيد العسكري السوري – الروسي، في أعقاب تأكيد وزارة الخارجية في بيان لها مؤخرا، أن قوات الاحتلال الأميركي، ، ارتكبت جريمة جديدة، من خلال استهدافها وتنظيماتها الإرهابية حافلةً تقلّ عدداً من عناصر الجيش العربي السوري جنوب شرق دير الزور، ما أسفر عن استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين”، لافتةً إلى أن “هذا العدوان الإجرامي والإرهابي يأتي في إطار التصعيد الأميركي ضدّ سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وفي سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، وفي مقدّمها تنظيم داعش الإرهابي”.
وفي هذا الإطار أيضاً، قالت مصادر ميدانية، في حديث إلى صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إن “الجيش والقوات الرديفة والحليفة، سيلاحقون فلول الإرهاب، ويقضون عليه في كل مكان في البادية وغيرها”، مشيرةً إلى أن “الحفاظ على الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، ومنْع عودة الإرهابيين، مهمّة رئيسة سيتمّ الحفاظ عليها في كل جغرافية المناطق المحرّرة من الإرهاب”.
وأكدت المصادر، أن “الهجمات الأخيرة التي نفّذها تنظيم داعش انطلقت من مناطق سيطرة الأميركيين، في ما يعرف بمنطقة الـ 55 الملاصقة لقاعدة التنف غير الشرعية للاحتلال، ما يؤكد تلقّي المهاجمين دعماً استخبارياً وعسكرياً ولوجستياً من قوات الاحتلال الأميركي”. ورأت أن “هذه التصرفات تفضح رعاية الأميركيين لتنظيم داعش، وحرصهم على إعادة إحيائه بما يمكنهم من استخدامه كذريعة لتبرير وجودهم غير الشرعي على الأراضي السورية، ونهب الموارد الاقتصادية السورية”.
يواصل الأميركيون استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى قواعدهم غير الشرعية في «كونيكو» و«حقل العمر»
هذا ويواصل الأميركيون استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى قواعدهم غير الشرعية، في “كونيكو” و”حقل العمر”، وتنفيذ تدريبات عسكرية بالشراكة مع عميلتهم “قسد”، في قاعدة “الشدادي” جنوب محافظة الحسكة. وفي المقابل، يعزّز الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة من وجودهم على امتداد ضفة نهر الفرات، المتاخمة لخطوط التماس التي تفصلها عن مناطق وجود الأميركيين و”قسد” في ريفَي دير الزور الشمالي والشرقي.
تأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه وكالة “المعلومة” العراقية، نقلاً عن مصدر أمني عراقي، “وجود تحرّكات جوية للقوات الأميركية فوق سماء قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق، قرب الحدود السورية – العراقية”.
وكشف المصدر الأمني عن “نيّة تلك القوات إغلاق الشريط الحدودي مع سورية من جهة غرب الأنبار، لدواعٍ غير واضحة، بالتزامن مع وصول تعزيزات حربية للقوات الأميركية المتمركزة داخل العمق السوري”.
وأوضح المصدر أن “القوات الأميركية المتمركزة داخل مبنى قاعدة التنف استقبلت أرتالاً حربية قادمة من قاعدة عين الأسد، في مؤشّر إلى وجود مخطّط غير واضخ المعالم، ويتّسم بالسرية التامّة”.
وتتزامن تحرّكات واشنطن مع مواصلة التصعيد الأميركي – الروسي، إذ أكد “مركز المصالحة الروسي” أن “طائرات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، خرقت بروتوكولات تفادي التصادم في سورية 14 مرّة، يوم السبت”. ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن نائب رئيس “مركز المصالحة”، فاديم كوليت، قوله، إن “طيران التحالف الذي يدّعي مكافحة الإرهاب يواصل خلق أوضاع خطيرة في سماء سورية، حيث يقوم برحلات جوية تتعارض مع بروتوكولات تفادي التصادم”.