أكدت سورية أن قوات الاحتلال الأمريكي زودت الإرهابيين في منطقة التنف بمواد كيميائية ودربتهم على استخدامها، تحضيراً لفبركة حادثة استخدام أسلحة كيميائية بهدف توجيه الاتهام ضد سورية، ضمن سعي واشنطن المتواصل لاستغلال (ملف الكيميائي) خدمة لأجنداتها.
وقال نائب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور الحكم دندي خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول (ملف الكيميائي): تستغرب سورية إصرار المجلس على عقد جلسات شهرية حول هذا الملف، رغم عدم وجود أي تطورات تستدعي ذلك، سوى إيجاد فرص جديدة لبعض الدول المعروفة لتكرار اتهاماتها ضد سورية، لافتاً إلى أن سورية أدانت على نحو متكرر استخدام الأسلحة الكيميائية في أي زمان ومكان، ومن قبل أي كان، وتحت أي ظروف.
وأشار دندي إلى استمرار سعي الولايات المتحدة لاستغلال (ملف الكيميائي) خدمة لأجنداتها المعادية لسورية، إذ توفرت معلومات تفيد بأن قواتها الموجودة بشكل غير شرعي في منطقة التنف، زودت عناصر ما يسمى “جيش سورية الجديد” الإرهابي بمواد كيميائية سامة، ودربتهم على استخدامها تحضيراً لفبركة حادثة استخدام أسلحة كيميائية لتوجيه الاتهام ضد سورية.
وبين دندي أن سورية واصلت التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأوفت بجميع التزاماتها بموجب اتفاقية الحظر، الأمر الذي تؤكده تقارير المنظمة ذات الصلة، موضحاً أن اللجنة الوطنية السورية قدمت تقريرها الشهري الـ 116 بخصوص الأنشطة التي أجرتها على أراضيها، وسهلت زيارات فريق تقييم الإعلان إلى دمشق، وبادرت لعقد اجتماع في بيروت مع فريق من الأمانة الفنية للمنظمة لإيجاد آليات للمضي قدما في التعاون، إلى جانب متابعة تمديد الاتفاق الثلاثي بين سورية ومنظمة الحظر ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع لتسهيل عمل المنظمة وفرقها في سورية.
وأوضح نائب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أنه تتم متابعة الاتصالات للتحضير للاجتماع بين وزير الخارجية والمغتربين-رئيس اللجنة الوطنية السورية والمدير العام للمنظمة للاتفاق على جدول أعمال هذا الاجتماع، إضافة إلى حرص سورية على عقد جولة المشاورات الـ 25 لفريق تقييم الإعلان بأسرع وقت ممكن، وضرورة توقف الأمانة الفنية عن التذرع ببعض الجوانب الإجرائية لتأجيل عقد هذه الجولة، معربا عن أسف سورية لإصرار البعض على تجاهل تعاونها الإيجابي مع الأمانة الفنية للمنظمة، واستهجانها استمرار الأمانة في نهجها المسيس الذي أبعدها عن الموضوعية والمهنية في عملها، ووفر أساساً لبعض الدول الغربية لتوجيه اتهامات ضد سورية، وتسخير تقارير الأمانة الفنية المنحازة لخدمة أجنداتها.
وأشار دندي إلى أن سورية تعتبر التقارير الصادرة عن بعثة تقصي الحقائق دليلا آخر على استخدام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لولايتها بطريقة مسيسة، أثناء إجرائها التحقيقات في الحوادث المبلغ عنها، حول ادعاءات استخدام أسلحة كيميائية في سورية، حيث تستمر هذه البعثة باتباع طرائق عمل غير مهنية واستخباراتية، وباستخدام معايير مزدوجة في التعامل مع تلك التحقيقات، ومماطلة زمنية لفترات طويلة في إنجاز تلك التحقيقات.
وشدد دندي على أن السعي المحموم لبعض الدول لاستغلال التقارير الصادرة عن منظمة الحظر خدمة لأجنداتها العدائية ضد سورية تسبب في الإضرار بمصداقية المنظمة وحياديتها، ويقع على عاتق جميع الدول تحمل مسؤولية تصحيح مسار عملها، وإبعادها عن التضليل والتسييس والاستقطاب، وتمكينها من القيام بولايتها بشكل فعال وبمصداقية وفقاً لأحكام الاتفاقية.
ورداً على مندوبي الدول الأعضاء، قال نائب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة: إن ما أثير في جلسة اليوم حول حادثة استخدام أسلحة كيميائية مزعومة في الغوطة، يعكس بشكل واضح وجلي استمرار النهج العدواني لبعض الدول ضد سورية، والتي تحاول من خلاله تشويه الحقائق بنشر أفكارها المضللة والكاذبة، مجدداً نفي سورية المطلق للمزاعم والاتهامات الكاذبة حول استخدام الجيش العربي السوري مواد كيمائية سامة، وتأكيدها أنه ليس لدى الجيش أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية، وهو لم يستخدمها إطلاقاً ضد الإرهابيين أو غيرهم، لأنه لا يملكها أصلاً.
وشدد دندي على أن التنظيمات الإرهابية ومشغليها، هم من قاموا وما زالوا يقومون بفبركة حوادث استخدام أسلحة كيميائية، لإيجاد ذرائع بهدف شن اعتداءات عسكرية على سورية وابتزازها، لافتاً إلى أن محاولات الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التستر وراء شعارات تحقيق العدالة للسوريين والتباكي على معاناتهم، لم تعد تخدع أحداً، وباتت مساعيها الرامية للتغطية على أجنداتها التدخلية الهدامة وسياساتها المعادية لسورية مكشوفة للجميع.