صحيفة الرأي العام – سورية
عربي غير مصنف

انطلاق ورشة «التبادل» في باريس المقاومة للوسطاء: لا تراجع عن شروطنا

تقرير إخباري إعداد أحمد بدور

انطلاق ورشة «التبادل» في باريس | «حماس» للوسطاء: لا تراجع عن شروطنا

نساء يتظاهرن في تل أبيب للمطالبة بصفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين (أ ف ب)

بدأت عدة دول أوروبية وعربية في عقد قمّة أمنية دولية في باريس يوم الخميس الماضي للدفع بصفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وهي الصفقة التي باتت تمثل رغبة عالمية قد تمهّد تلبيتها لإنهاء الحرب التي تدخل بعد أيام شهرها الخامس.

وجاء الحراك الأوروبي الذي تقوده باريس، في ضوء تأثّر التجارة العالمية وتأخّر الكثير من شحنات أوروبا التجارية، فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط والغاز نتيجة هجمات حركة «أنصار الله» في منطقة البحر الأحمر، علماً أن وقف استهدافات الأخيرة مرهون بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن القطاع.

وفيما تتّسق الرغبة الأوروبية مع تلك الأميركية، في إتمام صفقة تبادل بين المقاومة ودولة الاحتلال، إلّا أن واشنطن لم تعلن بعد أنها تريد صفقة تنهي الحرب. فيما قال الوسطاء المصريون والقطريون، إنهم في خضمّ سلسلة لقاءات ومباحثات في العاصمة الفرنسية باريس، حيث يترأّس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، هذه المباحثات، الهادفة إلى بلورة تصوّر يدفع بصفقة تبادل يرضى بها الطرفان، بحسب ما أفاد به مصدر قيادي في حركة حماس، صحيفة «الأخبار» اللبنانية.

نقلت المقاومة، للوسطاء أنها ما زالت عند شرطها المتعلّق بوقف الحرب بشكل كامل في قطاع غزة

المقاومة أبلغت الوسطاء أنها ما زالت عند شرطها المتعلّق بوقف الحرب بشكل كامل في قطاع غزة لإتمام صفقة تبادل، مؤكدةً أنها أيضاً بحاجة إلى ضمانات دولية تتعلّق بتنفيذ دولة الاحتلال شروط الصفقة، وأنها منفتحة على دراسة أيّ مقترحات تُقدَّم إلى الوسطاء من خلال هذه اللقاءات لتسهيل صفقة تضمن إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى وإعادة إعمار غزة. كذلك، أبلغت ، الوسطاء بأنها «ترفض بشكل قاطع» أيّ تهدئة في القطاع، موضحة بالنص: «لن نفرج عن أيّ أسير ضمن هدنة، وما زلنا مصرّين على وقفٍ لإطلاق النار، ولن يصل الاحتلال إلى أيّ أسير حي في قطاع غزة إلّا بصفقة تبادل، والمشكلة حالياً لدى نتنياهو والمتطرّفين لديه في الحكومة الذين يريدون استمرار الحرب لبقائهم في الحكم».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قد أفادت بأن وليامز بيرنز سيلتقي رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس «الموساد»، ديفيد برنياع، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، خلال الأيام المقبلة في أوروبا، لبحث الجهود المبذولة للوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين. ويتوقّع الوسطاء أن يفضي الضغط الأميركي والأوروبي على دولة الاحتلال، إلى قبول نتنياهو بالصفقة التي تتضمّن إنهاء الحرب على غزة، بعدما فشِل الخيار الإسرائيلي الذي روّجه أمامهم إبّان الصفقة الأولى، حين قال إن مزيداً من الضغط العسكري سيدفع حركة المقاومة إلى الإفراج عن الأسرى، وسيقلّص الثمن المطلوب دفعه.
وفي الإطار نفسه، كشف المصدر القيادي في الحركة أن الكثير من النقاط تمّ التوافق عليها مع الوسطاء، إلا أن العقبة لا تزال تتمثّل في رئيس حكومة الاحتلال الذي لا يريد إنهاء الحرب، بل هو يسعى إلى توريط مختلف الأطراف في حرب شاملة في المنطقة.

تفاؤل باجتماع باريس: واشنطن تسوّق مقترحها

تفاؤل باجتماع باريس: واشنطن تسوّق مقترحها

وكانت الولايات المتحدة قد علّقت آمالاً على هذا الاجتماع في أن ينجح في تأسيس أرضية صلبة يمكن البناء عليها للتوصّل إلى الصفقة المنشودة. وقبله بأيام، أجرى الأميركيون اتصالات واسعة في المنطقة، وكذلك زيارات مكّوكية، لإعداد مسوّدة اتفاق من أجل التفاوض عليها.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «مفاوضي الولايات المتحدة وضعوا مسوّدة اتفاق محتمل يدمج مقترحات الكيان والمقاومة بشأن صفقة لإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة خلال الأيام الماضية».

وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر مؤخر، أن «المسوّدة المكتوبة ستُشكّل إطار عمل للتباحث في اجتماع باريس، وأنها قد تُفضي إلى إبرام اتفاق فعلي خلال الأسبوعين القادمين، يُحدث تحوّلاً في الصراع». وأشارت إلى أن «المفاوضين لديهم تفاؤل حذر بأن اتفاقاً نهائياً في متناول اليد»، مستدركةً بأنه «ما زالت هناك خلافات مهمّة قائمة»، وفقاً للمسؤولين الذين لم تُسمّهم.من جهتها، أوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مراحل صفقة التبادل المقترحة، وفق المصادر الأميركية، هي:
– المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار لمدّة 30 يوماً، يُفرج خلالها عن النساء وكبار السنّ، وأسرى جرحى.
– المرحلة الثانية، يجري نقاشها خلال تنفيذ المرحلة الأولى، ويتمّ فيها وقف إطلاق النار لمدّة شهر إضافي، ويُفرج خلالها عن جنود و«مدنيّين» إسرائيليين آخرين.
وأضافت الصحيفة أنه في حين «لم يتمّ التوافق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل كل أسير إسرائيلي»، إلا أنه «يمكن التغلّب على هذه القضية خلال التفاوض». كما توقّعت المصادر الأميركية «التوصّل إلى صفقة التبادل بين “إسرائيل وحماس” خلال أسبوعين».

وكانت «القناة الـ12» العبرية، قد أوردت، في وقت سابق، شروط «حماس» لصفقة تبادل أسرى جديدة، وهي، بحسب القناة: «100 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة، وتهدئة ما بين 10 – 14 يوماً قبل الإفراج عن أي أسير إسرائيلي، وتهدئة لمدة شهرين بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الصفقة».

«يديعوت أحرونوت»:بحسب مصادر أميركية،سيتمّ التوصّل إلى صفقة التبادل، «خلال أسبوعين»


ومساء أول أمس، انتهى الاجتماع الباريسي، لتنقل قناة «كان» العبرية عن مصدر سياسي صهيوني قوله: «هناك تقدّم في المفاوضات». وأضافت القناة أن «اللقاء تناول خطة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من غزة على مراحل». وأشارت إلى «تفاؤل حذر في إسرائيل بعد اجتماعات (أمس) ومجلس الحرب يجتمع مساء الغد (أمس) لمناقشة التفاصيل». كذلك، نقلت «القناة 13» العبرية، عن مسؤول سياسي في نهاية لقاء باريس، قوله: «هناك إشارات تقدّم في المحادثات نحو التوصّل إلى اتفاق». وسريعاً، أصدر مكتب رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، بياناً وصف فيه الاجتماع بأنه «بنّاء»، مشيراً إلى أنه «لا تزال هناك فجوات كبيرة، ستواصل الأطراف مناقشتها هذا الأسبوع في اجتماعات متبادلة إضافية». وكان نتنياهو أكّد، في بيان ، التزامه بضمان إطلاق المحتجزين الذين لم يتمّ إطلاق سراحهم بعد. وقال: «حتى اليوم، أعدنا 110 من رهائننا ونحن ملتزمون بإعادتهم جميعاً، نحن نتعامل مع هذا، ونحن نفعل ذلك على مدار الساعة».
وفي تعليقه على ذلك، وفي مقال تحت عنوان «مضطرّون للموافقة على صفقة لإنهاء الحرب في غزة»، قال الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر، إن «تل أبيب مضطرة في هذا الوقت للموافقة على صفقة لإنهاء حربها في قطاع غزة»، مشيراً إلى أنه «سيتمّ استئناف المفاوضات بهذا الشأن خلال الأسبوع الجاري». وذكر الكاتب أن «هناك مفاوضات أخرى تجري خلف الكواليس، حول اليوم التالي للحرب، وكيفية الخروج من هذه المعركة التي استنفدت عملياً». وتابع قائلاً: «في هذه اللحظة، يبدو أننا سنضطر للموافقة على صفقة، في إطارها نوقف القتال، ونسمح بعودة الغزّيين إلى بيوتهم، ويتمكّن الجيش الإسرائيلي من البقاء في مناطق متّفق عليها، ويشارك السعوديون بقوّة في إعمار قطاع غزة، وتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل».

ولفت إلى أن الصفقة ستشمل الإفراج عن آلاف الفلسطينيين الأسرى، مقابل تحرير الأسرى الصهاينة لدى المقاومة في غزة.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق