صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة

إفراج مشروط لسرحان بشارة سرحان المتهم باغتيال روبرت كنيدي

  بعد خمسين عاما على دخوله السجن وافقت السلطات القضائية في كاليفورنيا أول أمس، على منح إفراج مشروط لسرحان سرحان، المتهم باغتيال روبرت فيتزجيرالد كينيدي، خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 1968، في واقعة هزّت الولايات المتحدة.

 وسرحان سرحان البالغ من العمر حالياً 77 عاماً، مسجون منذ خمسة عقود على الرغم من شكوك في ضلوعه في إطلاق النار لكن القضاء أدانه وحكم عليه بالإعدام في 1969 بعد إقراره بالذنب. وخفّض الحكم إلى السجن المؤبّد بعد سنوات على الحكم الأول. وهو فلسطيني مسيحي قال خلال محاكمته إنه كان يكره كينيدي لدعمه إسرائيل.

 لكن سرعان ما برزت شكوك بشأن مسؤوليته في مقتل بوبي كينيدي، وسط تقارير عن احتمال وجود مسلّح ثانٍ في فندق «أمباسادور» في الخامس من حزيران 1968.
 وكان كينيدي قد ألقى خطاباً في الفندق بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا.

 وتوالت الشكوك إزاء ضلوع سرحان في الاغتيال خلال محاكمته، عندما عرض المدّعون تقريراً لنتائج التشريح، أظهر أن كينيدي أصيب بطلقات من مسافة قريبة من الخلف. بينما قال شهود عيان إن سرحان كان يقف أمامه.

 كما أنه مع مرور السنوات والعديد من جلسات الاستئناف، برزت أدلّة على إطلاق ما يصل إلى 13 رصاصة تلك الليلة. فيما السلاح الذي عُثر عليه بحوزة سرحان يتسع لثماني رصاصات فقط.

 وبينما كان كينيدي في المطبخ يتحادث مع موظفين، أُطلق النار عليه وعلى العديد من الأشخاص في محيطه، من بينهم بول شريد الذي أُصيب برصاصة في الرأس.
 مذّاك قاد شريد وابن كينيدي الذي كان يبلغ آنذاك 14 عاماً، حملة لإطلاق سراح سرحان معتبرين أن الأدلة ضده غير كافية.

 وقال شريد لوكالة «فرانس برس» أمس، «إنه قرار جيد». وأضاف «أشعر بالامتنان للجنة الإفراج المشروط لإعطاء سرحان الفرصة للعودة إلى المنزل».
 والتصويت الذي أجرته أمس لجنة تضمّ شخصين من مجلس الإفراج المشروط عن كاليفورنيا، لا تعني إطلاق سراح سرحان تلقائياً، إذ يخضع القرار لمراجعة بعد ثلاثة أشهر، يُحال بعدها إلى حاكم الولاية غافين نيوسوم، وهو ديمقراطي يواجه استفتاء لعزله في أيلول.

 خلال جلسة الجمعة، عبّر دوغلاس أصغر أبناء كينيدي، عن تأييده لإطلاق سراح سرحان بحسب وسائل إعلام، أضافت أن روبرت كينيدي جونيور بعث برسالة تأييد لسرحان إلى اللجنة المكلّفة البتّ في الإفراج المشروط.

 وقال نجل كينيدي لصحيفة «واشنطن بوست» في 2018، إنه زار سرحان في سجنه في صحراء كاليفورنيا حيث يُمضي عقوبته، وبات مقتنعاً بأن ظُلما قد ارتُكب. وقال للصحيفة «ذهبت إلى هناك لشعوري بالفضول والانزعاج لما شاهدته في الأدلّة».

 وأضاف «شعرت بالانزعاج لاحتمال أن يكون شخص آخر قد أُدين بقتل والدي»، مشيراً إلى أن «والدي كان كبير مسؤولي تطبيق القانون في هذا البلد. أعتقد أن سجن شخص لجريمة لم يرتكبها كان ليزعجه».

  وكان كينيدي، الشقيق الأصغر للرئيس جون كينيدي الذي اغتيل في 1963، يقوم بحملة للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عندما قُتل بالرصاص في فندق بلوس أنجليس.
 وجاء اغتياله بعد أشهر على قتل مارتن لوثر كينغ جونيور، المدافع عن حقوق الإنسان، وفيما كانت الولايات المتحدة تشهد انقسامات عميقة على خلفية الحرب في فيتنام.
 وبعد مقتل روبرت كينيدي، فاز هوبرت هامفري بترشيح الحزب الديمقراطي. لكن قربه من ليندون جونسون وحرب فيتنام التي لم تحظ بشعبية، ساهما بفوز ريتشارد نيكسون في الانتخابات.

 والجدل المستمر يُعيد إلى الأذهان اغتيال جون إف كينيدي في 1963، والذي يصرّ بعض المؤرخين على ضلوع أكثر من مسلّح فيه.

 وتوصف عائلة كينيدي في معظم الأحيان بأنها أقرب إلى عائلة ملكية في الولايات المتحدة. فقد أثارت ثرواتها ونفوذها السياسي اهتمام أجيال من الأميركيين، وكذلك الفضائح التي تورطت بها.

 ويُتهم جون إف كينيدي بإقامة علاقات مع عصابات، كما تشير تقارير إلى علاقة غرامية له مع نجمتيّ السينما مارلين مونرو ومارلين ديتريش.  وفي فضيحة أخرى، كان السيناتور تيد كينيدي، شقيق روبرت وجون، يقود سيارته في 1969 عندما سقطت السيارة في بحيرة وعلقت بداخلها ماري جو كوبيكني البالغة 28 عاماً. وفرّ من مسرح الحادث وقضت كوبيكني. وتركت «حادثة تشاباكويديك» هذه وصمة على إرث العائلة

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق