
حلب، حوار: علي عويرة
سورية بأمسّ الحاجة الآن إلى إعادة الإعمار، وهذا الأمر لن يتم إلا بواسطة شركات ناشطة تعمل بإتقان وإخلاص، وهذا ما ينطبق على شركة «الراقي للإنشاءات والمقاولات» الحلبية، التي يتولى منصب المدير العام فيها رجل الأعمال المضياف والراقي، نقيب مقاولي حلب السيد يوسف رزوق، الذي بدأ حديثه لموفد موقع «الرأي العام» بتوجيه الشكر والعرفان للأستاذ عبد الرحمن سلامة، معاون محافظ حلب، والمدير العام السابق للشركة.
السيد رزوق، الذي يغمرك بطيبته وكرمه، تحدّث عن الشركة، فقال إنّها ومنذ تأسيسها عام 2020، ومن رحم الثورة، استطاعت أن تنفّذ عدة مشاريع بين حلب وإدلب وسرمدا، «لأننا كنا وما زلنا نبني بثقة ونؤسس للمستقبل».
وأشار السيد رزوق إلى أن كلفة إعادة الإعمار في سورية تُقدَّر بخمسمائة مليار دولار، وأنه في محافظة حلب وحدها تجاوز عدد المساكن التي تضررت 355 ألف مسكن، تحتاج إلى ما يُقدَّر بأربعةٍ وأربعين مليار دولار لإعادة إعمارها.
وقال السيد رزوق إن الأموال الضخمة التي كانت في المصرف المركزي، والتي بلغت 23 تريليون ليرة سورية، أي ما يعادل 37 مليار دولار، وقد نهبها النظام البائد، فبإذن الله ستُعوَّض تدريجيًا ليتمَّ إعادة الإعمار بها، مشيرًا إلى طموحات شركة «الراقي» لأن تكون الأولى من بين مئة شركة في محافظتي حلب وإدلب، يعمل منها حاليًا تسعون.
وعلى المستوى المهني للعمران السكني، قال السيد رزوق إن الشركة تعمل على أن تكون المساحة الدنيا للمساكن التي تنجزها تسعين مترًا مربعًا، بدلًا من المساحة الدنيا المعروفة حاليًا والتي لا تتجاوز ثلاثين مترًا مربعًا، وذلك حرصًا منها على راحة المشترين، وتطبيقًا لهدف الشركة المعلن: «هدفنا ليس الربح، وإنما إسعاد الناس من خلال توفير المسكن اللائق».
وأكّد السيد رزوق أن الشركة كانت وما زالت وستبقى الأولى في إنجاز المشاريع التي تتولى تنفيذها، ومنها مشاريع الطرق والجسور وإعمار المدن في الشمال السوري (حلب وإدلب)، وخاصةً بناء المخيمات التي لها بصماتها الخاصة في إنجازها.
وعن نقابة مقاولي حلب التي يترأسها، قال السيد رزوق إن عدد المنتسبين إليها عام 2024 كان 2800 عضو، لم يجدّد انتسابه منهم للعام الحالي إلا 800 فقط، ونسعى لرفع العدد إلى الألف، موضحًا أنه تم وضع خارطة عمل ميدانية وتنظيمية، وأُعيد الاعتبار للمقاولين وأُعيدوا إلى أعمالهم، كما يتم تدريب المنتسبين الجدد من الشباب على أعمال المقاولات براتب شهري محترم، وذلك بالتعاون مع منظمة «يو إن دي بي»، وبعد انتهاء التدريب، تقوم النقابة بتوزيع الشهادات عليهم، ثم ينخرطون في العمل.
وأشار السيد رزوق إلى وجود نقص في اليد العاملة في الشمال السوري، مما يؤدي إلى البطء في التنفيذ، متوقّعًا أن يكون حجم الاستثمار في البناء وإعادة الإعمار ضخمًا جدًا، بما يوفر فرص عمل هائلة اعتبارًا من العام القادم.
وأكّد السيد رزوق أن التعاون بين نقابة المقاولين ونقابة المهندسين في حلب كان وما يزال ممتازًا، موجّهًا الشكر لرئيس وأعضاء مجلس فرع النقابة في حلب، وللجهات الحكومية المختصة بقطاع البناء والأعمال، لتعاونهم الممتاز مع النقابة.
وأكد السيد رزوق أن لنقابة المقاولين في حلب دورًا مهمًا يتمثّل في إعطاء الشركات المتوقفة عن العمل التسهيلات الممكنة، وهي كثيرة، لإعادة انخراطها في مرحلة البناء والإعمار.
وختم السيد رزوق حديثه بالقول: «نعمل على المحافظة على إبقاء الشركة في المرتبة الأولى، وعلى أن تلعب في المستقبل دورًا رائدًا وفاعلًا على المستوى المحلي والإقليمي».

