صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة عربي قضايا عربية

ترامب خلال توقيع وثيقة غزة: اقتتال الأجيال الماضية لن يستمر

حضر قمة شرم الشيخ  31 من قادة الدول والمنظمات الدولية (أ ف ب)

حضر قمة شرم الشيخ 31 من قادة الدول والمنظمات الدولية (أ ف ب)

وقّع قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر، في شرم الشيخ، أمس الاثنين، وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، خلال قمة حضرها 31 من قادة الدول والمنظمات الدولية.

وجاء في الوثيقة التي وقعها قادة الدول الوسيطة، وفقاً لـ«فرانس برس»: «نرحّب بالتقدّم المُحرَز في إرساء ترتيبات سلام شاملة ودائمة في قطاع غزة، وبالعلاقات الودّية والمثمرة بين “إسرائيل” وجيرانها في المنطقة»، مع التأكيد على الالتزام «بمستقبل يسوده السلام الدائم».

وأوضح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن «الوثيقة ستتضمن القواعد والترتيبات والعديد من التفاصيل الأخرى»، مكرراً، مرتين: «سيصمد هذا الاتفاق».

وشارك ترامب، في رئاسة القمة، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقال، في كلمة ألقاها: «بعد سنوات طويلة من سفك الدماء والحرب، انتهت الحرب في غزة، وبدأت المساعدات الإنسانية بالتدفّق، بما في ذلك مئات الشاحنات المحمّلة بالغذاء والمعدّات الطبية، التي دفع ثمنها ولقاءها كثيرون من المسؤولين الموجودين في هذه القاعة».

دعوة إيران إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني

واعتبر ترامب أن «الجزئية الأصعب أُنجِزت»، معرباً عن اعتقاده بأننا اليوم «نحتفل ببداية جديدة للشرق الأوسط الجميل (…) ويمكننا أن نبني منطقة مزدهرة وآمنة ترفض مسار الإرهاب بشكل نهائي».

وتمنّى الرئيس الأميركي أن ينضم الجميع إلى «الاتفاقيات الإبراهيمية» لتطبيع العلاقات مع الكيان، معتبراً أنه ما من «أعذار بعد الآن، لا في غزة، ولا في إيران»

أما بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني في غزة، فرأى ترامب أنه «ينبغي التركيز الآن على إعادة بناء مستلزمات الحياة»، معلناً أنّ «هناك الكثير من الأموال التي سوف تتدفق إلى القطاع، وسوف تبدأ عملية إعادة الإعمار وإزالة الركام».

غير أن ترامب أكد أن الدول المجتمعة لا تريد «أن تمول أي شيء مرتبط بالإرهاب وسفك الدماء كما حصل في الماضي»، مشدداً على ضرورة «نزع الطابع العسكري» عن القطاع و«نشر قوة شرطية مدنية من أجل تأمين السلام أو الأمن في غزة وتحقيق مستقبل أفضل».

وختم الرئيس الأميركي كلمته بأن «اقتتال الأجيال الماضية لن يستمر»، وأن «الشرق الأوسط، كنقطة تقاطع للثقافات والحضارات وكمركز جغرافي، سوف يكون المركز الجغرافي للعالم».

نداء من السيسي إلى «الشعب الإسرائيلي»

بدوره، أكد الرئيس المصري دعم تنفيذ خطّة ترامب «بما يخلق الأفق السياسي اللازم لتطبيق حلّ الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”، في طيّ صفحة الصراع والعيش بأمان».

واعتبر السيسي أن مصر اليوم «تعيد التأكيد، ومع شقيقاتها العربية والإسلامية، على أنّ السلام يظلّ خيارنا الاستراتيجي»، مبيناً، في الوقت نفسه، أن للشعب الفلسطيني أيضاً «الحقّ في أن يقرّر مصيره، وأن يتطلّع إلى مستقبل لا يُخيّم عليه شبح الحرب، وله الحقّ في أن ينعم بالحرّية والعيش في دولة مستقلّة، تعيش جنباً إلى جنب مع “إسرائيل” في سلامٍ وأمنٍ واعترافٍ متبادل».

وفي هذا السياق، وجّه السيسي «نداءً إلى شعب إسرائيل»، قائلاً: «فلنجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة تسودها العدالة والتعايش السلمي. دعونا نتطلّع سويّاً إلى مستقبل أفضل لأبناء بلادنا معاً، ومدّوا أيديكم لنتعاون في تحقيق السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة».

واعتبر السيسي أن «مشاهد الارتياح والسعادة التي عمّت شوارع غزّة والشارع “الإسرائيلي” عقب التوصّل إلى اتفاق إنهاء الحرب (…) هي دليل آخر على أنّ الخيار المشترك للشعوب هو السلام».

القاهرة تستضيف مؤتمر «التعافي المبكر»

وأعلن السيسي أن بلاده تعتزم «استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية، الذي سيُبنى على خطّة ترامب لإنهاء الحرب في غزّة».

وحذّر السيسي من أننا «أمامنا فرصة تاريخية فريدة، وربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسطٍ خالٍ من كلّ ما يهدّد استقراره وتقدّمه (…) منيعٍ ضدّ الإرهاب والتطرّف، وخالٍ من جميع أسلحة الدمار الشامل»، معتبراً أن «اتفاق اليوم يُمهّد الطريق لذلك، ويتعيّن تثبيته وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تطبيق حلّ الدولتين على نحوٍ يضمن رؤيتنا المشتركة في تجسيد التعاون المشترك بين شعوب المنطقة، بل والتكامل بين جميع دولها».

وكان ترامب قد ألقى في الكنيست الإسرائيلي، أمس، خطاباً مطولاً أشاد فيه بحليفه رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، وبفريق الإدارة الأميركية في البيت الأبيض، تزامناً مع استكمال عملية تبادل الأسرى بين حركة «حماس» وإسرائيل.