قدم ترامب لـ«حماس» اقتراحاً لصفقة شاملة استثنائية (أ ف ب)
وجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «إنذاراً أخيراً» لحركة «حماس»، مشدّداً على وجوب أن توافق الحركة على صفقة للإفراج عن الأسرى اللصهاينة في غزة.
ونقلت وكلة فرانس بريس عن ترامب، قوله عبر منصته «تروث سوشال» اليوم: «لقد قبل الإسرائيليون شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذرت حماس من عواقب عدم القبول. هذا هو إنذاري الأخير».
وقدم ترامب لـ«حماس» اقتراحاً لصفقة شاملة يعتبرها «استثنائية» تشمل الإفراج الفوري عن جميع الأسرى والجرحى مقابل آلاف السجناء الفلسطينيين و إلغاء عملية عربات «جدعون 2» والشروع بتفاوض لإنهاء الحرب في غزة بإدارته مباشرة.
وأفادت هيئة البث العبريية بأن “إسرائيل” منحت الضوء الأخضر للمقترح الأميركي، معتبرة أن المبادئ المقترحة لإنهاء الحرب في غزة تتوافق مع مطالبها.
من جهته، اعتبر زعيم معسكر الدولة، بيني غانتس، أن «رد “إسرائيل” على مقترح ترامب للصفقة يجب أن يكون بنعم واضحة ويجب عدم إضاعة الفرصة لإنجاز صفقة»، مطالباً «أحزاب المعارضة بالإعلان عن توفير كل دعم سياسي للمقترح بما في ذلك الانضمام للحكومة لوقت محدود».
إلى ذلك، دعت هيئة عائلات الأسرى “الإسرائيليين” الحكومة “الإسرائيلية” لدعم المقترح الذي تجري بلورته لإنجاز صفقة دون تحفظ، ما يفضي إلى «إطلاق سراح كل الرهائن ويسمح للجنود بالعودة إلى ديارهم».
ورأت الهيئة أن «الاتفاق المقترح يمهد الطريق لأمن “إسرائيل” وينهي حرباً أبدية استمرت قرابة عامين».
إسرائيل «تعمق» هجومها
لكن مع ذلك استمر الجيش الصهيوني في عدوانه الواسع على غزة فدمر برجاً سكنياً في مدينة غزة، هو الثالث في غضون ثلاثة أيام، بينما أكد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن “إسرائيل” «تعمّق» هجومها في المدينة.
والبرج الذي استهدف اليوم هو عمارة الرؤيا في حي تل الهوى بجنوب غرب غزة، وهو ثالث مبنى متعدد الطبقات تدمّره ضربات صهيونية، منذ الجمعة، بذريعة استخدامه من جانب حركة «حماس» لأغراض عسكرية، بعد برجَي المشتهى والسوسي.
تحدث نتنياهو عن «تعميق المناورة» على مشارف مدينة غزة وداخلها (أ ف ب)
وكان جيش العدو قد كرّر، اليوم، طلب إخلاء برج الرؤيا ومحيطه، مؤكداً أنه يعتزم قصفه «نظراً لوجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره».
وفي الإطار نفسه، قال نتنياهو في اجتماع وزاري: «نحن نعمّق المناورة على مشارف مدينة غزة وداخل المدينة نفسها»، مضيفاً: «ندمّر البنى التحتية الإرهابية، ونفكك الأبراج الإرهابية المحددة».
في غضون ذلك، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 62 شخصاً بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 49 بمدينة غزة وشمالي القطاع.
عباس في بريطانيا
من جهة ثانية وصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء اليوم، إلى المملكة المتحدة، في زيارة دولة، بدعوة من رئيس الـوزراء البريطاني كير ستارمر تستمر ثلاثة أيام.
ومن المقرر أن يجتمع عباس مع ستارمر، حيث سيبحث معه سبل دعم الجهود المبذولة للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار ووقف العدوان والتدمير والتجويع، وإطلاق سراح الاسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة، وفق ما ذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية.
سيبحث عباس وستارمر الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة (أ ف ب)
كما سيبحث الطرفان انسحاب قوات الاحتلال وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة والذهاب لتنفيذ خطة التعافي وإعادة الإعمار، ووقف جميع الأعمال الأحادية، بما فيها الاستيطان وإرهاب المستعمرين والضم وتنسيق الجهود بشأن المؤتمر الدولي المقرر عقده خلال الشهر الجاري حول حل الدولتين، والاعتراف البريطاني المزمع بدولة فلسطين.
وسيلتقي عباس أيضاً، وزيرة الخارجية، إيفيت كوبر، وعدداً من المسؤولين البريطانيين.
وفي الوقت الذي تتحضر فيه المملكة المتحدة لإعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يُرتقب أن يستقبل رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في لندن الأسبوع المقبل، الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ، في خطوة تصر الحكومة البريطانية على أنها لا تنطوي على تناقض.