
ثلاثة من أصل أربعة مشافٍ عامة خرجت عن الخدمة في السويداء (أ ف ب)
ثلاثة من أصل أربعة مشافٍ عامة خرجت عن الخدمة بفعل الأحداث الراهنة التي تشهدها محافظة السويداء، فيما المشفى الرابع، وهو مشفى السويداء الحكومي، يعمل بجزء محدود من أقسامه وتحول في كثير من الأوقات إلى مركز إسعافي رغم تعرضه للاستهداف المباشر من قبل قوات الأمن العام، ما أسفر عن مقتل عدد من الكوادر والمرضى.
وحسب وكالة فرانس بريس للأنباء فقد أدى نقص الإمدادات الطبية، وخاصة الأدوية، إلى تعطل في كثير من أقسام المشفى، حيث يضطر بعض المصابين إلى الانتظار لساعات طويلة للحصول على العلاج، وقد فارق بعضهم الحياة نتيجة تأخر حصولهم على العلاج، ولا سيما أن كميات الأدوية التي كانت موجودة في المشفى جرى استهلاكها في الأيام الأولى للأحداث، ثم جاء انقطاع الكهرباء ليضيف مشكلة أخرى تمثلت في توقف الأجهزة الطبية وبرادات الأدوية عن العمل وعدم القدرة على إجراء العمليات الجراحية، بما فيها العمليات الباردة.
ويذكر رئيس قسم الأورام وأمراض الدم في المشفى الوطني الدكتور بليغ غرز الدين أن «7500 مريض سرطان دخلوا مرحلة الخطورة نتيجة فقدان الأدوية السرطانية والهرمونية، منهم حوالى 1500 مريض يصارعون الموت إذا لم يحصلوا سريعاً على جرعاتهم الكيماوية الدورية، والقسم المعني بمعالجة السرطان مستنفر بجميع كوادره لتقديم العلاج لباقي المرضى بالأدوية المتوافرة أو عن طريق نقل الدم من المتبرعين للمرضى».
ويضيف غرز الدين في حديث إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية،إن أبناء المحافظة في الاغتراب قاموا بالتواصل مع مستودعات الأدوية في المحافظة وشراء جميع الأدوية والمستلزمات الطبية المتواجدة ضمنها وتقديمها للمشفى الوطني مجاناً. ويؤكد أنه «في حال استمرار الحصار ومنع الأدوية والتجهيزات الطبية من الدخول إلى مشافي المحافظة فإن الوضع الصحي يتجه نحو الانهيار الكامل وهو ما ينذر بكارثة إنسانية».
أدى نقص الإمدادات الطبية إلى تعطل في كثير من أقسام المشفى (أ ف ب)
رئيس مجلس إدارة جمعية مرضى السرطان، الدكتور عدنان مقلد، يكشف عن أن «انقطاع الدواء والجرعات يهدد حياة المرضى التي باتت تسوء كثيراً في الأيام القليلة الماضية، وخاصة أن المساعدات الطبية الواردة من خارج المحافظة لم يسمح بدخولها من قبل قوات الأمن العام، بما فيها أدوية مرضى السرطان والسكري وأدوية الأمراض المزمنة، التي يتم تأمينها عن طريق المنظمات الدولية المانحة، أو شراء معظمها على حساب الأهالي في جرمانا وصحنايا وبتبرعات من المغتربين من أبناء المحافظة».
ويضيف إنه وجراء الحصار وقطع الطرقات فإن «43 من المرضى المصابين بالسرطان لا يزالون عالقين في ريف دمشق، ولم يتمكنوا من الحصول على جرعاتهم من مشفى البيروني في دمشق، ما دفع الجمعية إلى إدخالهم لمشفى الراضي في جرمانا ضمن ريف دمشق ومحاولة تأمين الأدوية لهم من قبل المجتمع المحلي».
وناشد مقلّد عبر «الأخبار»،المنظمات الدولية والإنسانية «بضرورة العمل على رفع الحصار عن المحافظة، وفتح طريق دمشق السويداء حتى يتم تأمين الأدوية المطلوبة لجميع المرضى».
أما مرضى الفشل الكلوي في المحافظة، الذين يضطرون إلى الخضوع أسبوعياً لجلسات غسيل، فيعانون الأمرّين. وبحسب رئيسة التمريض في قسم غسل الكلية الصناعية في المشفى الوطني، فإن القسم «يعاني من صعوبة تأمين مستلزمات جلسات الغسل من الأدوية والأنابيب والفلاتر والخراطيم ومحاليل التعقيم والخراطيش ومحاليل الحمض والكحول وغيرها من المستلزمات».
وأمام هذا الوضع اضطر القسم إلى تقليص جلسات غسل الكلى للمرضى من ثلاث جلسات إلى جلسة واحدة أسبوعياً، الأمر الذي انعكس سلباً على الوضع الصحي للمرضى. وتشدد في حديثها لـ«الأخبار»، على «ضرورة تجاوب وزارة الصحة مع احتياجات القسم وتأمينها على وجه السرعة، علماً أن القسم يحتوي على 25 جهاز غسل، إلا أن المفعّل منها لا يتجاوز 9 أجهزة، نظراً إلى حاجة باقي الأجهزة إلى الصيانة، وبعض منها إلى تبديل، إذ يتم تقديم جلسات الغسل لحوالى 100 مريض ضمن المشفى الوطني مع تحويل 50 مريضاً آخرين إلى مشافي صلخد وشهبا».
وتناشد جمعية «أصدقاء مرضى الكلية» بالسويداء المنظمات الدولية والإنسانية للضغط على وزارة الصحة و«الهلال الأحمر» لإيصال المحاليل اللازمة لجلسات غسيل الكلى، وتشير إلى أنها «أرسلت عشرات الكتب لوزارة الصحة دونما جدوى وتواصلت عدة مرات مع إدارة الهلال الأحمر بالسويداء لإدخال 400 عبوة من تلك المواد الموجودة في دمشق ومدفوعة الثمن بتبرعات من المغتربين من أبناء المحافظة، لكن الهلال كان يطلب موافقة وزارة الصحة لإدخال المواد الحمضية، والتي بدورها تمتنع عن منح موافقتها».
والحال نفسه ينطبق على مرضى زرع الكلية، والذين باتت أوضاعهم الصحية تتفاقم مع انقطاع الدواء الخاص بهم. إذ يؤكد المرضى انقطاع الدواء المورد إلى المشافي الحكومية وفقدانه من الصيدليات الخاصة بسبب الحصار المفروض على المحافظة، وهذا ما سيدفعهم إلى العودة لجلسات الغسيل التي تعاني أصلاً من ندرة المستلزمات وقلة عدد الأجهزة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
غ
أدى نقص الإمدادات الطبية إلى تعطل في كثير من أقسام المشفى (أ ف ب)
من جانبه رئيس مجلس إدارة جمعية مرضى السرطان، الدكتور عدنان مقلد، يكشف أن «انقطاع الدواء والجرعات يهدد حياة المرضى التي باتت تسوء كثيراً في الأيام القليلة الماضية، وخاصة أن المساعدات الطبية الواردة من خارج المحافظة لم يسمح بدخولها من قبل قوات الأمن العام، بما فيها أدوية مرضى السرطان والسكري وأدوية الأمراض المزمنة، التي يتم تأمينها عن طريق المنظمات الدولية المانحة، أو شراء معظمها على حساب الأهالي في جرمانا وصحنايا وبتبرعات من المغتربين من أبناء المحافظة».
ويكشف أنه وجراء الحصار وقطع الطرقات فإن «43 من المرضى المصابين بالسرطان لا يزالون عالقين في ريف دمشق، ولم يتمكنوا من الحصول على جرعاتهم من مشفى البيروني في دمشق، ما دفع الجمعية إلى إدخالهم لمشفى الراضي في جرمانا ضمن ريف دمشق ومحاولة تأمين الأدوية لهم من قبل المجتمع المحلي».
ويناشد مقلّد عبر «الأخبار»،المنظمات الدولية والإنسانية «بضرورة العمل على رفع الحصار عن المحافظة، وفتح طريق دمشق السويداء حتى يتم تأمين الأدوية المطلوبة لجميع المرضى».
أما مرضى الفشل الكلوي في المحافظة، الذين يضطرون إلى الخضوع أسبوعياً لجلسات غسيل، فيعانون الأمرّين. وبحسب رئيسة التمريض في قسم غسل الكلية الصناعية في المشفى الوطني، فإن القسم «يعاني من صعوبة تأمين مستلزمات جلسات الغسل من الأدوية والأنابيب والفلاتر والخراطيم ومحاليل التعقيم والخراطيش ومحاليل الحمض والكحول وغيرها من المستلزمات».
وأمام هذا الوضع اضطر القسم إلى تقليص جلسات غسل الكلى للمرضى من ثلاث جلسات إلى جلسة واحدة أسبوعياً، الأمر الذي انعكس سلباً على الوضع الصحي للمرضى. وتشدد في حديثها لـ«الأخبار»، على «ضرورة تجاوب وزارة الصحة مع احتياجات القسم وتأمينها على وجه السرعة، علماً أن القسم يحتوي على 25 جهاز غسل، إلا أن المفعّل منها لا يتجاوز 9 أجهزة، نظراً إلى حاجة باقي الأجهزة إلى الصيانة، وبعض منها إلى تبديل، إذ يتم تقديم جلسات الغسل لحوالى 100 مريض ضمن المشفى الوطني مع تحويل 50 مريضاً آخرين إلى مشافي صلخد وشهبا».
وتناشد جمعية «أصدقاء مرضى الكلية» بالسويداء المنظمات الدولية والإنسانية للضغط على وزارة الصحة و«الهلال الأحمر» لإيصال المحاليل اللازمة لجلسات غسيل الكلى، وتشير إلى أنها «أرسلت عشرات الكتب لوزارة الصحة دونما جدوى وتواصلت عدة مرات مع إدارة الهلال الأحمر بالسويداء لإدخال 400 عبوة من تلك المواد الموجودة في دمشق ومدفوعة الثمن بتبرعات من المغتربين من أبناء المحافظة، لكن الهلال كان يطلب موافقة وزارة الصحة لإدخال المواد الحمضية، والتي بدورها تمتنع عن منح موافقتها».
والحال نفسه ينطبق على مرضى زرع الكلية، والذين باتت أوضاعهم الصحية تتفاقم مع انقطاع الدواء الخاص بهم. إذ يؤكد المرضى انقطاع الدواء المورد إلى المشافي الحكومية وفقدانه من الصيدليات الخاصة بسبب الحصار المفروض على المحافظة، وهذا ما سيدفعهم إلى العودة لجلسات الغسيل التي تعاني أصلاً من ندرة المستلزمات وقلة عدد الأجهزة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.