
أعلنت وزارة الداخلية اليوم “الاثنين” أنها ستحقق في مقطع مصور يظهر فيه رجال بزي عسكري وهم يطلقون النار على رجل أعزل يرتدي زي العاملين بالقطاع الطبي من مدى قريب في المستشفى الوطني بمدينة السويداء .
ونقلت رويترز عن الوزارة قولها في بيان إنها «تتابع الفيديو المؤلم.. ندين ونستنكر هذا الفعل بأشد العبارات».
وأوضح البيان أن الوزارة كلفت اللواء عبد القادر الطحان معاون الوزير للشؤون الأمنية «بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق لضمان الوصول إلى الجناة وتوقيفهم بأسرع وقت ممكن».
وتظهر لقطات كاميرات المراقبة أربعة رجال يرتدون ملابس عسكرية خضراء ورجلا يرتدي زيا أسود على ظهره عبارة «وزارة الداخلية». وتأكدت رويترز وطبيب شهد الواقعة من أن اللقطات مصورة داخل مستشفى السويداء الوطني.
وظهر في اللقطات الرجال الخمسة الذين يرتدون الزي العسكري واقفين أمام مجموعة من نحو 20 شخصا يرتدون زي العاملين في القطاع الطبي وهم جاثون أو جالسون القرفصاء، فيما كان رجل يرتدي زي الطاقم الطبي واقفا.
ويمسك اثنان ممن يرتدون الزي العسكري بالرجل الواقف ويصفعانه كما لو كانا يحاولان إجباره على الجلوس. ويقاوم الرجل الذي يرتدي زي الطاقم الطبي ويسحب أحد المهاجمين ليجذبه من رأسه ويطرحه أرضا.
ثم يتدخل المسلحون الآخرون لتحرير زميلهم، ويطلقون الرصاص على الرجل الذي يرتدي زي القطاع الطبي وهو مطروح أرضا مرتين، أولاهما ببندقية آلية ثم بمسدس.
وفي اللقطات التي لا تحتوي على صوت، يظهر المقاتلون وهم يتحدثون إلى بقية المجموعة، ثم يسحبون القتيل من قدميه مخلفا وراءه بقعة من الدماء على أرضية المستشفى.
وهذه أحدث لقطات يظهر فيها القتل إعداما في السويداء، وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أعمال القتل على أساس طائفي في المحافظة أودت بحياة أكثر من ألف شخص الشهر الماضي. وتشكلت لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في التقارير عن الانتهاكات.
* شاهد
وتقةل رويترز إنها تحققت من موقع تصوير اللقطات من خلال الأرضية والأبواب والجدران والتي تطابقت مع ما ظهر في التغطية الإعلامية لبهو المستشفى. ويشير التاريخ على تسجيل كاميرات المراقبة إلى أن الحادثة وقعت في نحو الساعة الثالثة بعد ظهر يوم 16 تموز.
وكانت القوات المسلحة السورية قد انتشرت في مدينة السويداء في 15 تموز لفض الاشتباكات بين بدو ومسلحين دروز.
وقال طبيب كبير في قسم العظام بالمستشفى لرويترز، كان موجودا في وقت الحادث وشهد ما جرى، إن قوات الأمن اقتحمت المستشفى في 16 تموز.
وذكر الطبيب أن القتيل يدعى محمد بحصاص وهو مهندس مدني جاء إلى المستشفى متطوعا.
وأضاف الطبيب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، أن أحد أفراد الأمن الذين أطلقوا النار على بحصاص قال لبقية المجموعة «أي شخص يجرؤ على الكلام معنا سيلقى المصير نفسه».
وأضاف الطبيب أن المسلحين فتشوا المستشفى لساعات، بحثا عن أسلحة، وكانوا يصفون الطاقم الطبي والمتطوعين بأنهم «خنازير».
وقال الطبيب إن المسلحين احتجزوا الطاقم الطبي في غرف المستشفى طوال الليل، قبل أن يغادروا مع حلول الصباح.