ستعترف إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا اليوم “الثلاثاء” بدولة فلسطينية يتم ترسيم حدودها على ما كانت عليه قبل عام 1967 على أن تكون القدس عاصمة للدولتين. رغم رد الفعل الغاضب من “إسرائيل” التي تجد نفسها منعزلة على نحو متزايد بعد سبعة أشهر من شنت عدوانها على قطاع غزة.
وحسب رويترز ترى مدريد ودبلن وأوسلو قرارها وسيلة لتسريع الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل في قطاع غزة.
ورغم رمزية الإعلان، تأمل الدول الثلاث في أن يكسب زخما يدفع دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى الاقتداء بها. فقد قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث في 22 مايو أيار “نأمل في أن يساهم اعترافنا وإسبابنا في دفع دول غربية أخرى إلى أن تحذو حذونا لأنه كلما زاد عددنا زادت قوتنا في فرض وقف لإطلاق النار”.
ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع مستوى البروتوكولات الدبلوماسية لتصبح مكاتب تمثيل تلك الدول في الضفة الغربية سفارات كاملة.
وإسبانيا وأيرلندا من الدول الأعضاء الأكبر والأكثر نفوذا التي تتخذ قرار الاعتراف بدولة فلسطينية في التكتل المكون من 27 بلدا، وتنضما بذلك إلى السويد وقبرص والمجر وجمهورية التشيك وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا.
وأشارت بريطانيا وأستراليا والدولتان العضوان بالاتحاد الأوروبي مالطا وسلوفينيا في الأشهر القليلة الماضية إلى أنها قد تحذو حذو الدول الثلاث.
لكن فرنسا قالت إن الوقت الحالي ليس مناسبا للاعتراف بدولة فلسطينية، بينما انضمت ألمانيا إلى الولايات المتحدة، أقوى حليف “لإسرائيل”، في رفض نهج الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد، وأصرت على أن حل الدولتين لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال الحوار.
وردت “إسرائيل” بسحب سفرائها من مدريد وأوسلو ودبلن واستدعاء سفراء الدول الثلاث لمشاهدة مقاطع فيديو تظهر مسلحي حماس وهم يحتجزون مجندات. كما منعت إسبانيا من تقديم الخدمات القنصلية للفلسطينيين في الضفة الغربية واتهمتها بمساعدة حماس. وردا على ذلك، صعدت إسبانيا انتقاداتها “لإسرائيل” ووصفت الصراع في غزة بأنه “إبادة جماعية حقيقية”.
وقالت إسبانيا يوم الاثنين إنها ستطلب من بقية دول الاتحاد الأوروبي التأييد الرسمي للأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي بأن توقف إسرائيل هجومها العسكري على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وتعترف نحو 144 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بدولة فلسطينية، بما في ذلك معظم دول الجنوب العالمي وروسيا والصين والهند.