أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن اليوم، الموافقة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر «رفح»، وعن تقديم 100 مليون دولار كمساعدات للقطاع والضفة الغربية، وذلك في أعقاب انتهاء الاجتماع الموسع الذي عقده مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، و«حكومة الحرب».
وأتى هذا الإعلان بعدما أبدى بايدن دعمه المطلق للكيان الصهيوني، وتبنيه لروايته المتعلقة بالمذبحة الرهيبة التي ارتكبتها في «المستشفى الأهلي المعمداني» في مدينة غزة.
وكانت ذكرت «هيئة البث العبرية (كان) أن الجيش الصهيوني «تلقّى تعليمات» بعدم مهاجمة مواقع حركة «حماس» في قطاع غزة، خلال زيارة بايدن، إلا أن طائرات الاحتلال ومدفعياته استهدفت منذ صباح اليوم، مناطق في رفح ومخيم جباليا، ومنطقة المغراقة وسط القطاع. وفيما تتنصّل حكومة الاحتلال عن مسؤوليتها عن استهداف المستشفى، وتحاول نسبه إلى المقاومة، بالحديث عن عملية إطلاق فاشلة للصواريخ، ادّعى نتنياهو أن «إسرائيل ستفعل كلّ ما في وسعها حتى لا تلحق الأذى بالأبرياء »، فيما قال بايدن إن «هذه الحكومة قوية وموحدة، وسنواصل دعم إسرائيل»، وذلك بحضور وزيري الحرب الصهيونيين، بيني غانتس، ويوآف غالانت.
وفي بيان أدلى به إلى جانب نتنياهو في نهاية لقائهما، قال بايدن: «لقد اجتمعت هذه الحكومة وتقف بثبات ومتحدة، وأريدكم أن تعلموا أنكم لستم وحدكم. وكما أكدت من قبل، سنواصل دعم إسرائيل في حماية مواطنيها. وسنواصل العمل معكم بالشراكة في جميع أنحاء المنطقة لمنع وقوع مآسي مماثلة».
وأضاف: «قبل 75 عاماً، تحدث مؤسسو البلاد عن أنها تأسست على الحرية والعدالة والسلام. والولايات المتحدة تقف إلى جانبكم لحماية هذه الحرية ودعم السلام – اليوم وغداً وإلى الأبد».
أما نتنياهو، فقال إن حكومة الحرب «موحدة ومصممة على تحقيق النصر لإسرائيل». وأضاف أن الحرب «ستكون حرباً من نوع مختلف، لأن حماس عدو من نوع مختلف. فبينما تسعى إسرائيل إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، تسعى حماس إلى تعظيمها»، زاعماً أنها «تستخدمهم كدرع بشري. لقد رأينا تكلفة ذلك بالأمس، عندما أطلق الفلسطينيون صاروخا وأصاب المدنيين الفلسطينيين».
وكان من المفترض أن تستمر زيارة بايدن نحو خمس ساعات، لكن اجتماعه المحدود مع نتنياهو، والذي حضره أيضاً وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار «الأمن القومي» الصهيوني، تساحي هنغبي، ونظيره الأميركي جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، كان ممتداً واستمر لأكثر من ذلك.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن بايدن كان سيطرح خلال القمة الرباعية في الأردن التي كانت مقررة اليوم بينه وبين الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي ألغيت بعد استهداف المستشفى، إمكانية عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. وأضافت الصحيفة أن «النتائج الوخيمة لمجزرة مستشفى المعمداني، كانت ستلقي بظلالها الثقيلة على زيارة الرئيس بايدن، والذي يهدف إلى التعبير عن الدعم غير المشروط لإسرائيل». وأشارت إلى أنه قبل ارتكاب المجزرة، أراد بايدن أن يناقش في القمة خيار «اليوم التالي لحماس في غزة»، لافتة إلى أن بايدن خطط لعقد القمة لبحث إمكانية عودة السلطة كهيئة حاكمة، بمساعدة وثيقة من مصر والأردن والولايات المتحدة وإسرائيل.