إذا توسّعت المعركة فكل الخيارات مفتوحة
يواكب «الحشد الشعبي» العراقي تطوّرات المعركة الجارية في فلسطين، ملوّحاً بضرب المصالح الأميركية في العراق إذا ما تدخّلت واشنطن لمصلحة تل أبيب. يأتي ذلك في الوقت الذي يستعدّ فيه العراقيون للنزول في تظاهرات مليونية بعد غد “الجمعة”، تنديداً بالجرائم الصهيونية في قطاع غزة.
من الممكن أن يتّخذ «الحشد» خطوات تصعيدية في الأيام القادمة
فقد كشف عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء» العراقية، القيادي في «الحشد الشعبي»، حيدر اللامي، لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية، عن حصول اتصال هاتفي بين قيادة المقاومة، والأمين العام لـ «النجباء»، الشيخ أكرم الكعبي، مؤكداً «أننا بيّنّا موقفنا على لسان الأمين العام الذي قال إنه إذا توسّعت المعركة واستمرّ العدوان داخل غزة، فكلّ الخيارات مفتوحة»، مشيراً إلى أن الاتصال بين الكعبي وقيادة المقاومة «يدلّ على أن التنسيق والتعاون بين حركات المقاومة وحركة النجباء التي هي جزء من محور المقاومة، عالٍ جداً، ومن الممكن أن تُتّخذ خطوات تصعيدية في الأيام القادمة». وينبّه إلى أن «المصالح الأميركية والقواعد العسكرية في داخل العراق، هي في مرمى صواريخ المقاومة إذا تدخّل الأميركيون في المعركة. وقد أعلنّا ذلك في حركة النجباء أكثر من مرّة وكان لدينا الكثير من العمليات في العراق وخارجه».
وعن احتمالات التدخّل العسكري في النزاع، يقول القيادي في «الحشد الشعبي»، حامد الكعبي، لـ«الأخبار»، إن هذا «الخيار يعتمد على معطيات المعركة. وحتى هذه اللحظة، لا توجد معطيات بانكسار المقاومة أمام القوة الصهيونية. وبالتالي، في اللحظات التي يشعر فيها قادة المقاومة من خلال غرفة العمليات المتشكّلة لهذا الغرض، أن هناك لا سمح الله انكساراً في الموقف الجهادي لدى المقاومة، يصبح التدخّل هنا وجوباً عينياً لنصرة المقاومة. الآن على العكس، كلّ المعطيات تقول إن السياسة الصهيونية قائمة على ضرب البيئة الحاضنة للمقاومة وليس المقاومة، لأنها حتى هذه اللحظة تملك ترسانتها العسكرية وتملك قواتها وأبطالها. وقيامها بإطلاق رشقات صاروخية على تل أبيب في كلّ ليلة هو مؤشّر إلى أن هناك نوعاً ما توازناً في القوى وتوازن رعب».
وفي شأن احتمال استخدام واشنطن الأراضي العراقية في التدخّل لمصلحة العدو، يلفت الكعبي إلى أن «الحشد الشعبي عداؤه مطلق مع الإدارة الأميركية، وبالتالي، حتماً، لا يسمح الحشد الشعبي، سواء انطلاقاً من عقيدته أو من أدبياته أو من مواقفه الإنسانية تجاه قضايا الأمة، بتدخّل كهذا. هذا موقف بديهي».
ويشير الكعبي إلى أن «خروج العراقيين من كلّ الأطياف في مليونية يوم الجمعة الماضي، يصبّ في نقطة واحدة، وهي أن الشعب العراقي والشعوب العربية والإسلامية ترفض المساعدة الأميركية غير المبرّرة إنسانياً للصهاينة على حساب المظلومين. لهذا السبب، نقول إن تأكيدات قادة الحشد الشعبي، ومنهم الحاج فالح الفيّاض، توضح أن الشعب العراقي قلباً وقالباً مع القضية الفلسطينية»، مضيفاً «إننا سوف نشهد يوم الجمعة المقبل كذلك خروج ملايين أخرى تناصر الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة». وكان الفياض قد شدد «على القيام بكلّ الواجبات تجاه الشعب الفلسطيني، سواء على صعيد المساعدات الإنسانية أو المستوى العسكري»، مبدياً رفضه قيام الأميركيين بإسناد الصهاينة ضدّ الفلسطينيين، واستخدامهم الأراضي العراقية منطلقاً لإيذائهم.
وصوّت مجلس النواب العراقي، الأحد الماضي، على مقرّرات خاصة بالمعركة الدائرة، نصّت على إدانة سياسة القتل والتهجير وهدم المنازل، ودعت “اتحاد البرلمانات العربية” إلى الالتئام في بغداد لاتخاذ موقف موحّد يدعم الشعب الفلسطيني، من خلال مطالبة الأمم المتحدة بالعمل الفوري على فتح منافذ إيصال المساعدات إلى غزة، بالإضافة إلى دعوة مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤوليته باتخاذ ما يلزم لوقف التصعيد، حسبما ذكر بيان البرلمان العراقي. وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد أمر، الخميس الماضي، بإرسال مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصَر، وفق ما ذكر المتحدث باسم الحكومة.
ويدعو النائب عن «تحالف عزم»، رعد الدهلكي، إلى «خريطة طريق من ثلاثة محاور لنصرة غزة، أولها إيقاف تصدير النفط، والثاني دخول الجيوش العربية حالة الإنذار القصوى، والثالث إعلان التعبئة الشعبية. وحينها سنرى تراجعاً صهيونياً وإنهاءً لما يجري من مجازر وحشية». ويرى الدهلكي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «ما يجري في غزة من مجازر يومية على أيدي فلول الصهاينة يجعلنا بحاجة إلى مغادرة سياسة التنديد والتصريحات والاستنكار أو توزيع التهديدات هنا وهناك من دون أفعال».
أما النائب عن البصرة، عامر عبد الجبار، فيلفت إلى أن «هناك صمتاً عربياً رهيباً إزاء الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة في الوقت الحالي. لم تكن هناك مواقف عربية واضحة، بل جميعها مخجلة ولم ترتقِ إلى مستوى البشاعة التي يرتكبها الاحتلال». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، «إننا على مستوى العراق، كنا سبّاقين في التظاهرة الشعبية المليونية، وكذلك في البرلمان صوّتنا على مقرّرات مهمّة لدعم فلسطين، ومنها إرسال مساعدات إغاثية إلى المتضررين». وبشأن اجتماع البرلمانيين العرب، يؤكد عبد الجبار أن «هذا لا يكفي تجاه ما يحدث في غزة من جرائم حرب وإبادة تخالف القيم الإنسانية. يجب أن تكون ثمّة قرارات عربية إسلامية تخدم فلسطين ولا تخذلها بالشعارات والمواقف الباردة».