
بحث وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما في العاصمة بكين أمس.
وقال الشيباني في منشور عبر منصة (X): «تُعدّ زيارتنا اليوم إلى الصين خطوة مهمة في دفع مسار الشراكة بين بلدينا، حيث كانت المباحثات بنّاءة وفتحت آفاقاً واسعة لدعم جهود إعادة الإعمار في سورية».
وأضاف الشيباني: «نقدر مواقف جمهورية الصين الشعبية الثابتة في دعم وحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها»، مشيراً إلى أن تعزيز هذا الموقف يأتي في إطار مرحلة جديدة من التعاون السوري– الصيني، قوامها الاحترام المتبادل والعمل المشترك.

كما التقى وزير الخارجية والمغتربين ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة مع عدد من أبناء الجالية السورية في الصين، وذلك في قصر الضيافة بالعاصمة بكين.
وتأتي زيارة الشيباني إلى بكين كأول زيارة لمسؤول سوري إلى الصين بعد تحرير سورية من النظام البائد، في إطار سياسة الانفتاح السوري على العالم والتي تشهد زخماً متصاعداً عبر سلسلة من الزيارات إلى عواصم عربية ودولية بعد عقود من العزلة، حيث تسعى دمشق إلى إعادة بناء جسور التعاون وتعزيز حضورها الدبلوماسي على الساحة العالمية بما يواكب مرحلة إعادة الإعمار وترسيخ الاستقرار.
بيان مشترك يؤكد أهمية التعاون في إعادة الإعمار وبناء القدرات وتعميق الشراكة
وفي بيان مشترك عن الزيارة أكد الجانبان أهمية علاقات الصداقة التاريخية التي تربط الدولتين والشعبين، والحرص على العمل المشترك للحفاظ عليها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين الصديقين، وعلى الاحترام المتبادل ومراعاة مصالح كلا الجانبين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومواصلة التواصل والتشاور في منظمات المحافل الدولية.
وأعرب الجانبان عن حرصهما على البحث في التعاون بمجالات الاقتصاد والتنمية، وإعادة إعمار سورية، وبناء القدرات، وتحسين الظروف المعيشية للشعب السوري، وغيرها من مجالات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله، واتفقا على تعزيز التنسيق والتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن، كما أقر الجانبان بأهمية منتدى التعاون الصيني العربي في دفع التعاون الصيني العربي قدماً، واتفقا على مواصلة التعاون في إطار هذه الآلية المهمة.
وأكد الوزير الشيباني مجدداً على التزام سورية الثابت بمبدأ الصين الواحدة، واعترافها بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها وتايوان جزء لا يتجزأ منها، ودعمها للصين في الحفاظ على سيادتها الوطنية ووحدتها وسلامة أراضيها، ومعارضتها القاطعة لقيام أي قوى بالتدخل في الشؤون الداخلية الصينية، ودعمها لكل جهود الحكومة الصينية الرامية إلى تحقيق إعادة توحيد البلاد.
وأكد البيان على تقدير سورية لما طرحه الرئيس شي جينبينغ من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمية ومبادرة الحضارة العالمية ومبادرة الحكومة العالمية ومبادرة الحزام والطريق، والاستعداد للانخراط الإيجابي معها.
كما أكد الوزير الشيباني على اهتمامه بالشواغل الأمنية للجانب الصيني، وتعهد بأن سورية لن تكون مصدر تهديد للصين، ولن تسمح لأي كيانات باستغلال أراضيها للقيام بأنشطة من شأنها الإضرار بأمن وسيادة ومصالح الصين.
وشكر الوزير الشيباني الصين على جميع المساعدات التي قدمتها للشعب السوري، وأبدى استعداده لتعزيز التعاون معها في كل المجالات، مشيداً بتجربة الصين التنموية الرائدة التي حققت الأمن والازدهار لجميع مواطنيها.
بدوره أكد الجانب الصيني على الاحترام التام لسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، وأن الحكومة السورية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وعلى دعمه للعملية السياسية في سورية بقيادة الحكومة السورية.
وأشاد الجانب الصيني بجهود سورية المستمرة لإنهاء آفة المخدرات وتعزيز سيادة القانون ومكافحة الإرهاب وحماية حقوق جميع السوريين دون أي تمييز، وأعرب عن دعمه لمسيرة سورية التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، وتأكيده على أن هضبة الجولان أرض سورية محتلة باعتراف المجتمع الدولي.
وجدد الجانبان عزمهما على مواصلة الحوار البناء والعمل المشترك لمتابعة ما جرى مناقشته وترجمته إلى تحركات ومبادرات مشتركة تسهم في تعزيز تنمية وازدهار شعبي البلدين بروح من التعاون.

