صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة عربي غير مصنف قضايا عربية

20 ألف «قنبلة موقوتة» بين ركام المنازل في غزة

«الاحتلال الإسرائيلي استخدم معظم أنواع الأسلحة والذخائر المتوافرة عالمياً» (أ ف ب)

«الاحتلال الإسرائيلي استخدم معظم أنواع الأسلحة والذخائر المتوافرة عالمياً» (أ ف ب)

 لم يتوانَ جيش الاحتلال الصهيوني عن قتل المدنيين في قطاع غزة، حتى بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في العاشر من تشرين الأول 2025، إذ ترك خلفه آلاف الأجسام غير المنفجرة بين أطنان الركام، بأشكال مختلفة تجذب الأطفال للعبث بها.

فقد أكد المتحدث باسم الأدلة الجنائية والاستجابة السريعة في قطاع غزة، محمود عاشور، أنّ قوات الاحتلال تركت خلفها «قنابل موقوتة» بين ركام المنازل والمساحات المفتوحة، ما يشكّل خطراً على حياة الكبار والصغار على حد سواء.

وقال عاشور، في حديثٍ لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية، إنّ عدداً من الأجسام المشبوهة انفجر أثناء عبث الأطفال بها بعدما جذبتهم أشكالها المغرية كالدمى وعلب الفواكه، بينما انفجرت أجسام أخرى خلال عمل نساء ورجال في إزالة الركام من منازلهم المدمرة، ما أدّى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين بإعاقات دائمة.

وأشار عاشور إلى أنّ الاحتلال الصهيوني استخدم معظم أنواع الأسلحة والذخائر المتوافرة عالمياً، بأشكال وأحجام مختلفة، منها ما يحتوي على غرامات قليلة من المتفجرات، ومنها ما يحتوي على أطنان، لتشكّل جميعها خطراً كبيراً على حياة السكان في القطاع.

ولفت عاشور إلى أنّ هذه الذخائر الموقوتة تنتشر في المنازل والشوارع والساحات المفتوحة، بعضها بشكل متعمّد وأخرى بشكل غير متعمّد، بهدف استهداف حياة المواطنين وحرمانهم من الأمان.

نقص حاد في الكوادر والمعدات

وحول آلية عمل طواقم الاستجابة السريعة، أوضح عاشور أنّه «فور تلقي البلاغ عبر الرقم المخصص من وزارة الداخلية أو الدفاع المدني، تتوجّه الطواقم المختصة إلى المكان لتحديد نوع المخلفات الحربية والعمل على تحييدها وإزالة خطرها عن السكان»، لافتاً إلى أنّه بعد تفكيك المواد المتفجرة غالباً لا يتمكن الفريق من نقلها أو تخزينها بسبب غياب الوسائل اللازمة.

وأكد عاشور أنّ الطواقم تعاني من نقص حاد في المعدات الأساسية للتعامل مع المخلفات القابلة للانفجار، سواء معدات يدوية أو آليات نقل أو مستودعات مخصصة للتخزين.

وأضاف عاشور : «نعاني أيضاً من نقص في الكادر البشري المختص، فقد استشهد خلال حرب الإبادة 11 من العاملين الفنيين في هذا المجال، وأصيب 16 آخرون، ما أدّى إلى إصابات دائمة بينها فقدان البصر أو الأطراف، الأمر الذي قلّص قدرة الفرق على الاستجابة».

  • نقص حاد في المعدات الأساسية للتعامل مع المخلفات القابلة للانفجار (أ ف ب)نقص حاد في المعدات الأساسية للتعامل مع المخلفات القابلة للانفجار (أ ف ب)

وأشار عاشور إلى أنّه خلال فترة التهدئة السابقة، وبعد التواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تمّ تقديم بعض المعدات البسيطة، منها بدلات حماية شخصية، إلاّ أنّ جيش الاحتلال تعمّد استهداف أماكن تخزينها، لتعود الطواقم إلى نقطة الصفر.

وناشد عاشور اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية المعنية دعم الطواقم الفنية في القطاع للتخلّص من المخلفات الحربية وحماية السكان من مخاطرها.

توعية الغزيين بأشكال المخلفات

من جانبها، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أماني الناعوق، إنّ المخلفات القابلة للانفجار تشكّل تحدياً مستمراً للمستجيبين الأوائل وللعمل الإنساني.

وأضافت في حديث لـ«الأخبار»: «نحن نعمل مع شركائنا المحليين كالدفاع المدني والهلال الأحمر والبلديات لزيادة الوعي حول المخاطر المرتبطة بالأجسام غير المنفجرة».

وأوضحت أنّ الجلسات التوعوية تتناول أشكال الأجسام غير المنفجرة والأماكن المحتمل وجودها فيها، مثل المنازل المدمرة والبنى التحتية المتضررة والركام، بالإضافة إلى نشر إرشادات حول السلوك الآمن، ومنها عدم لمس هذه الأجسام أو حرقها أو محاولة تحريكها، والإبلاغ عنها فقط.

ولفتت الناعوق إلى أنّ اللجنة الدولية تعمل أيضاً على توفير المعدات المطلوبة للجهات المحلية، إضافة إلى التدريب حول كيفية التعامل مع هذه المخلفات.

وكان مجمّع الشفاء الطبي قد استقبل الأسبوع الماضي الطفلين التوأم يحيى ونبيلة الشرباصي، اللذين أصيبا جراء انفجار أحد الأجسام غير المنفجرة قرب منزلهما شرق مدينة غزة، ما أدى إلى إصابتهما بجروح بليغة.

ويُقدّر المكتب الإعلامي الحكومي وجود نحو 20 ألف جسم غير منفجر بين 70 مليون طن من الركام، تسببت باستشهاد 150 مواطناً، وإصابة ما يزيد على 300 آخرين، 70% منهم أطفال.