
انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول 2025، الذي تقيمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع اتحاد الأطباء والصيادلة السوريين في فرنسا، واتحاد الأطباء والصيادلة العرب في النمسا، والجمعية الطبية الأوروبية العربية، وذلك في المشفى الوطني الجامعي بدمشق بحضور معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء على كده، ووزيري التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، والأوقاف محمد أبو الخير شكري.
أكثر من ألف طبيب و200 محاضرة

وفي كلمة له خلال المؤتمر قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي: إن هذا المؤتمر محفل علمي يجمع أكثر من ألف طبيب ويتضمن أكثر من 200 محاضرة، وورشات عمل طبية في معظم المشافي الجامعية، مؤكداَ أن الوزارة تولي القطاع الطبي الجامعي مكانة استراتيجية في خططها والتعاون العربي والأوروبي في هذا المجال يفتح آفاقاً واسعة لتبادل الخبرات وتطوير المناهج وإرساء شراكات بحثية تسهم في الارتقاء بالطب الجامعي في سورية والمنطقة.
وأشار الوزير الحلبي إلى أن ورش العمل ستقام في كافة المشافي الجامعية ومشافي وزارة الصحة، لتحسين التدريب العملي وإجراء عمليات جراحية نوعية والتدريب على بعض الوسائل التشخيصية مثل الأمواج فوق الصوتية والجراحة التنظيرية، بهدف أساسي هو تحسين المستوى العلمي والعملي للأطباء.
في كلمته خلال المؤتمر، وصف وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري الحدث بأنه تجسيد لوفاء الأطباء السوريين المغتربين لوطنهم، معتبراً أن هذه المبادرة تمثل قمة النبل والعطاء والعمل الإنساني، وأن الوفاء بهذا الشكل يُعد عبادة. وأكد أن الوزارة تكرّس في توجهاتها أن العلم لا يقتصر على العلوم الشرعية فحسب، بل يشمل كل علم يعود بالنفع على الإنسان ويُسهم في خدمة البشرية وتخفيف معاناتها، وهو بذلك يحمل قيمة روحية وأخلاقية عالية.
نقل الخبرات الطبية الحديثة إلى سورية

وفي تصريحات لمراسل سانا أشار رئيس المؤتمر ورئيس اتحاد الأطباء والصيادلة السوريين في فرنسا الطبيب عبد المنعم حميد، أن الهدف من المؤتمر تعزيز التعاون العلمي والطبي بين الأطباء السوريين في أوروبا ونظرائهم في سورية، من خلال نقل وتبادل الخبرات.

بدوره، رئيس الجمعية الطبية العربية الأوروبية ورئيس اتحاد الأطباء والصيادلة العرب في النمسا الطبيب تمام كيلاني بيّن أن هذا المؤتمر هو الأول بعد التحرير ويشهد مشاركة واسعة من الأطباء العرب المقيمين في أوروبا، ولا سيما من فرنسا والنمسا، معتبراً أن الجمعية تشكل جسراً للتواصل بين أوروبا وسورية، وتهدف إلى نقل المعارف والتقنيات الطبية الحديثة من المراكز الأوروبية إلى المؤسسات الصحية السورية.

أستاذ الجراحة الصدرية في جامعة دمشق بسام درويش ونائب رئيس المؤتمر، اعتبر أن المؤتمر يُعد من أكبر المؤتمرات الطبية التي شهدتها سورية، إذ يشمل أكثر من 35 اختصاصاً طبياً، وأكثر من 300 محاضرة علمية، إضافة إلى 20 ملصقاً علمياً (بوستر) و15 ورشة عمل تطبيقية في خمس محافظات سورية.
معرض للتجهيزات الطبية والصناعات الدوائية

وعلى هامش المؤتمر، افتتح الوزير الحلبي معرضاً للتجهيزات الطبية والصناعات الدوائية وتجهيزات المشافي، تعرض فيه 12 شركة منتجات وتجهيزات طبية للمشافي.
وشهد الافتتاح عرضي برومو، الأول عن تشكيل «اتحاد الاطباء والصيادلة السوريين في فرنسا»، والثاني يحمل تحية وفاء للأطباء الشهداء الذين قضوا جراء قصف النظام البائد خلال الثورة السورية، إضافة لعدة محاضرات طبية للوزير الحلبي، ورئيس المؤتمر، وعدد من الأطباء المشاركين في المؤتمر.
وقد شارك في الافتتاح معاونا وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون الإدارية والمالية، ولشؤون الطلاب، ورئيس جامعة دمشق، وعمداء كليات، ورؤساء جامعات، وأطباء أجانب وعرب وسوريين من الداخل والمغترب، وطلاب دراسات عليا وأطباء مقيمين.
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام ويشكل منصة لتعزيز الرعاية الصحية في سورية، من خلال ورشات عمل تطبيقية في المستشفيات وجلسات تدريبية تفاعلية، يشارك فيها نخبة من الأطباء الاختصاصيين والصيادلة من سورية وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي بهدف تبادل الخبرات العلمية وتعزيز التعليم الطبي، ودعم المستشفيات السورية بالكفاءات والخبرات.


