
فاز الدنمركي يوناس فينغارد متسابق فريق فيسما-ليس آبايك بسباق إسبانيا للدراجات بعد أن ألغى المنظمون المرحلة الأخيرة اليوم “الأحد” وسط مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة مدريد، ومحاولات من الشرطة للتصدي للاحتجاجات على مشاركة فريق صهيوني.
وحسب رويترز هتف المتظاهرون بعبارة «لن يمروا» وأزالوا الحواجز المعدنية ليقفوا على مسار السباق في عدة نقاط بالمدينة بينما حاولت الشرطة إبعادهم.
وقال متحدث باسم منظمي السباق لرويترز عبر الهاتف «انتهى السباق»، وأُلغيت مراسم التتويج ليحتفل فينغارد بشكل محدود مع فريقه.
وجاءت هذه الأحداث بعد ساعات من إبداء رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إعجابه بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.
وقال سانتشيث في تجمع للحزب الاشتراكي في مدينة ملقة الجنوبية «اليوم يصادف نهاية فويلتا (سباق إسبانيا). نبدي احترامنا وتقديرنا للرياضيين وكذلك إعجابنا بالشعب الإسباني الذي ينشغل بقضايا عادلة مثل فلسطين».
واستهدفت الاحتجاجات فريق الكيان – بريمر تيك – بسبب إجرام الكيان في غزة، وكان بعض المتسابقين هددوا بالانسحاب خلال الأيام الماضية بسبب عرقلة السباق في مراحل مختلفة.
وأثارت الحرب على غزة احتجاجات عالمية وأثرت على العديد من الأحداث الرياضية.
وانسحب سبعة لاعبين صهاينة للشطرنج كانوا مسجلين للمشاركة في بطولة إسبانية بعد أن أبلغهم المنظمون بأنهم لن يتنافسوا تحت علم بلادهم، مرجعين السبب في ذلك إلى الصراع في غزة، وتعبيرا عن التضامن مع الفلسطينيين.
وجرى نشر أكثر من ألف شرطي اليوم مع وصول المتسابقين إلى المرحلة الأخيرة من السباق، الذي أُقيم على مدار 21 يوما، وكان من المقرر أن تنتهي المرحلة الأخيرة في مدريد في الساعة 1700 بتوقيت غرينتش.
وشكل هذا أكبر انتشار للشرطة منذ أن استضافت العاصمة الإسبانية قمة حلف شمال الأطلسي قبل ثلاث سنوات.
وتمكنت الشرطة من إبعاد حشد من مئات الأشخاص يحملون لافتات ويلوحون بالعلم الفلسطيني لعدة ساعات بينما كان المتسابقون يشقون طريقهم عبر المدن والقرى باتجاه مدريد.
ومع اقتراب المتسابقين من العاصمة، ألقى المتظاهرون عبوات بلاستيكية ومخاريط مرورية، وقلبوا الحواجز الزرقاء، واقتحموا الطريق. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب المسلحة بالهراوات، قنابل دخان لتفريقهم.
وكان رئيس الوزراء سانتشيث قد اصطدم مرارا وتكرارا مع الكيان بشأن حربها في غزة، ووصفها بأنها إبادة جماعية.
واعترفت إسبانيا، إلى جانب أيرلندا والنرويج، بدولة فلسطينية في العام الماضي، مما أثار رد فعل غاضب من الكيان الذي قال إن الخطوة ترقى إلى «مكافأة للإرهاب».
وأعلن سانتشيث قبل أيام عن إجراءات جديدة ضد شحنات الأسلحة والوقود المتجهة إلى فلسطين المحتلة. وردا على ذلك، اتهم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو نظيره الإسباني بمعاداة السامية وإطلاق «تهديدات بالإبادة الجماعية».
*رئيس بلدية مدريد يلقي باللوم
وألقى خوسيه لويس مارتينيز ألميدا رئيس بلدية مدريد باللوم على سانتشيث.
وقال مارتينيز-ألميدا «رئيس الوزراء هو المسؤول المباشر عن العنف بعد تصريحاته التي أدلى بها صباح اليوم والتي أثارت الاحتجاجات».
وأضاف «اليوم هو الأكثر حزنا منذ أن أصبحت رئيس بلدية هذه المدينة العظيمة».
وهذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها أحد السباقات الكبرى للدراجات عدم استكمال المرحلة الأخيرة على يد متظاهرين سياسيين منذ توقف سباق إسبانيا عام 1978 في سان سيباستيان على يد انفصاليين بإقليم الباسك.
وقالت وزيرة الصحة الإسبانية مونيكا غارسيا إن الاحتجاجات الأخيرة أظهرت أن إسبانيا «منارة عالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان».
وأضافت غارسيا في منشور على منصة بلوسكاي «انضم سكان مدريد إلى عشرات المظاهرات في جميع أنحاء البلاد وأوقفوا بشكل سلمي المرحلة الأخيرة من سباق الدراجات الذي لم يكن ينبغي أبدا استخدامه للتمويه على الإبادة الجماعية».
ودافع مصدر حكومي عن تصريحات سانتشيث قائلا «أظهر رئيس الوزراء إعجابه بالشعب الإسباني لكونه شجاعا بينما يتجاهل آخرون الإبادة الجماعية في غزة».
وتقول سلطات الصحة في غزة إن الحملة الصهيونية المستمرة ضد غزة منذ ما يقرب من عامين أسفرت عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص.