
قالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن اعتداءا جويا صهيونيا استهدف فلسطينيين قرب مركز طبي بالقطاع أمس “الخميس” أسفر عن استشهاد 16 شخصا بينهم 10 أطفال بخلاف الإصابات وذلك في وقت تتحرك فيه ببطء محادثات وقف إطلاق النار دون توقعات باتفاق وشيك.
وحسب رويترز أظهرت مقاطع فيديو للعدوان الذي وقع في دير البلح بوسط غزة أمس جثث نساء وأطفال وسط برك من الدماء في مشهد مليء بالغبار والصراخ. كما أظهر أحد المقاطع أطفالا غارقين في دمائهم يرقدون بلا حراك على عربة يجرها حمار.
وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث نقل القتلى والجرحى، قالت سماح النوري إن ابنتها استشهدت في الغارة بعد أن ذهبت إلى العيادة لتلقي العلاج من التهاب في الحلق.
وقالت «خبطوا عليها قذيفة وأخوها راح يجري يشوف وقال كلهم ماتوا… طب إيش عملوا؟ إيش ذنبهم؟… والله نقطة طبية يا ربي.. نقطة طبية آمنة يعني.. ليش يقتلوهم؟».
وأعلنت منظمة بروجكت هوب الأمريكية أن الغارة استهدفت المركز الطبي التابع لها بشكل مباشر من الخارج. وقالت المنظمة في بيان «نشعر بالفزع والأسى، ولا نجد الكلمات التي يمكن أن تعبر بصدق عن مشاعرنا».
ووقعت الغارة في الوقت الذي يجري فيه الكيان الصهيوني وحركة (حماس) محادثات مع وسطاء في قطر بشأن مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح الرهائن بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب.
لكن مسؤولا صهيونيا كبيرا قال يوم الأربعاء الماضي إن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل أسبوع أو أسبوعين، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وقال روبيو للصحفيين في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا «أعتقد بأننا اقتربنا، وربما أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة».
وقد فشلت عدة جولات من المحادثات غير المباشرة بين الكيان وحماس في تحقيق أي تقدم يُذكر منذ استئناف الجيش الصهيوني للعمليات العسكرية في آذار عقب هدنة سابقة.
وأسفرت الهجمات الصهيونية في الأسابيع القليلة الماضية عن استشهاد مئات من سكان غزة، كثير منهم مدنيون، وإصابة آلاف، وفقا للسلطات الصحية في القطاع، مما شكل ضغطا هائلا على المستشفيات القليلة المتبقية هناك.
وقال أطباء في القطاع إن نقص إمدادات الوقود يهدد المستشفيات المتبقية التي تعمل بالكاد، بما في ذلك وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقال مدير المستشفى الدكتور محمد أبو سلمية «بسبب اكتظاظ حضانات الأطفال، والاحتلال دمر معظم حضانات الأطفال في قطاع غزة، والآن عدد حضانات الأطفال محدود في القطاع، نضطر أن نضع كل أربع أو خمس وثلاث أطفال خدج في حضانة واحدة. وهذا يكون له تأثير سلبي على هؤلاء الأطفال يمكن أن ينقل لهم الأمراض والعدوى… الأطفال الخدج الآن في وضع حرج جدا».
وأفاد مسؤول عسكري صهيوني بأنه سُمح بدخول الوقود المخصص للمستشفيات والمرافق الإنسانية الأخرى إلى القطاع يومي الأربعاء والخميس.
لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إن هناك حاجة إلى المزيد من الوقود للحفاظ على استمرار عمل الخدمات الأساسية المنقذة للحياة والمحافظة عليها.