جاء في ملخص نشر أمس “الخميس” لتحقيق أجراه الجيش الصهيوني أن هذا الجيش استخف بشكل كبير بقدرات حركة (حماس) قبل هجومها في السابع من تشرين الأول 2023، وأنه «فشل في مهمة حماية المدنيين “الإسرائيليين”».
وأشار الملخص إلى اعتقاد ترسخ لسنوات بأن حماس ليست مهتمة بخوض صراع واسع النطاق وأن “إسرائيل” كانت لتتلقى تحذيرات كافية إذا تغير ذلك، مما أدى إلى الافتقار إلى الاستعداد والقدرة على الرد على أي هجوم.
وذكر التقرير «كان من المعتقد أن حماس يمكن التأثير عليها من خلال ضغوط من شأنها أن تحد من دوافعها للحرب، وخاصة من خلال تحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة».
وتناول التحقيق الاستراتيجية العسكرية الصهيونية والسلوك في المعارك والاستخبارات قبل وخلال وبعد السابع من تشرين الأول 2023 عندما اقتحم مقاتلو حماس مستوطنات جنوب فلسطبن المحتلة في هجوم تقول الإحصاءات الصهيونية إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الهجوم الذي شنه الجيش الصهيوني على القطاع بعد ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني. وتقول منظمات إغاثة إن مناطق كبيرة من القطاع تحولت إلى أنقاض، ونزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة عدة مرات. كما قُتل نحو 400 جندي صهيوني.
وقد أُجري التحقيق العسكري في ظل تزايد الدعوات من داخل المعارضة الصهيونية والمجتمع المدني لإجراء تحقيق وطني في إخفاق الحكومة في اليوم الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى في تاريخ الكيان الحديث.
وقال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إن إجراء تحقيق وطني لن يكون مناسبا إلا بعد انتهاء الحرب، بينما من المقرر أن تنتهي بعد يومين المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 كانون الثاني الماضي.
وخلص التحقيق العسكري إلى أن “إسرائيل” ركزت جهودها المخابراتية والعسكرية على جبهات أخرى، مثل جماعة حزب الله في لبنان، واعتمدت بشكل كبير على «المعلومات المخابراتية والحواجز والتدابير الدفاعية وحدها»، ولذلك باغتها الهجوم.
ولم يشعر القادة العسكريون بوجود تهديد وشيك قبل هجمات السابع من تشرين الأول 2023، ولم يعملوا على تعزيز القوات التي تدافع عن الحدود.
وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أمس أن الجيش لم يطلع رئيس الوزراء على نتائج تحقيقاته في الحرب.