أكدت مصادر عشائرية وأهلية في ريفي القنيطرة ودرعا، ومن بينها مواطنون من بلدات وقرى جملة والشجرة وبيت إرة وكويا ومعربة وصيدا وقرى الجولان، ان قوات الجيش الصهيوني تعربد في مناطقهم وتقوم باقتحامات واعتقالات بذريعة التفتيش عن الأسلحة.
ففي لقاءات مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية نشرتها أمس أكد سكان من جملة ومعربة إن قوات العدو تعمد إلى اقتحام القرى في ساعات الليل، وتقوم بتفتيش كل شيء، وحتى حظائر المواشي، «بحثاً عن السلاح».
ونقلت الصحيفة عن مصادر من بلدة حضر في ريف القنيطرة قولها، إن جيش الاحتلال لا يزال موجوداً في البلدة الملاصقة للشريط العازل، حيث يمارس أعمال تفتيش للمنازل، بالإضافة إلى التدقيق في الهويات الشخصية. وينسحب الأمر نفسه على بلدات حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، حيث اعتقلت قوات العدو المتمركزة في «ثكنة الجزيرة»، الشابين رائد ومهند زيدان، من بلدة الكويا،أول أمس، واقتادتهما إلى عمق الأراضي المحتلة في الجولان، فيما لم يكشف مصيرهما حتى اللحظة. وخلال اليومين الماضيين، اقتحم جيش الاحتلال قرية عابدين في ريف درعا الغربي عدة مرات، واعتقل مساء الأربعاء الشاب خليل العارف، واقتاده إلى معسكراته في الجولان.
وقد أصيب أربعة سوريين، بينهم طفلان، برصاص العدوّ، خلال تظاهرة نظّمها أهالي قرية سويسة في ريف القنيطرة الجنوبي، في محاولة لمنع قوة من جيش الاحتلال من تنفيذ عمليات تمشيط. وفي السياق، تقول مصادر عشائرية، في حديثها إلى «الأخبار»، إن قوات العدو أطلقت الرصاص الحي بشكل مباشر في اتجاه المدنيين من دون سابق إنذار، ثم عمد أحد ضباطها الى الاتصال بمجموعة من وجهاء القرية، مقدّماً نفسه باسم «المقدم سامر»، ومهدداً باستخدام القوة ضد أيّ تظاهرة تخرج في ما سمّاها «المنطقة العازلة» ضد الوجود “الإسرائيلي”، مطالباً بنقل الرسالة إلى وجهاء سائر القرى. وبحسب المصادر، فإن قوة من جيش الاحتلال عاودت، صباح أول أمس، تنفيذ عمليات تمشيط في ريف القنيطرة الجنوبي، وخاصة في مزارع قرية سويسة، قبل أن ينسحب الجزء الأكبر منها إلى تل الفرس، حيث تقوم إحدى القواعد الصهيونية في الجولان المحتل.
وعلى الرغم من توجّه وفد يمثل سكان المنطقة إلى إحدى نقاط «قوات مراقبة اتفاق فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة» (يوندوف)، أول أمس، لمحاولة لقاء المسؤولين عن النقطة، ومطالبتهم بالعمل على إطلاق سراح المعتقلين من قبل قوات الاحتلال، إلا أن شخصية عسكرية من النقطة الواقعة بالقرب من قرية سويسة، استقبلت الوفد خارجها، وأبلغت أعضاءه أن «يوندوف» ستقوم بالتواصل مع العدو، وإبلاغهم بالنتيجة. ومع ذلك، لم يتلّقَ أيٌّ من شخصيات الوفد رداً على مطلبهم حتى مساء أمس.
وتأتي هذه التطورات فيما لا تبدي القوات الأممية، التي تتمركز بالقرب من بلدة جملة في أقصى ريف درعا، أي رد فعل خلال اقتحام قوات الاحتلال للقرية أو أي من النقاط السورية في المنطقة، في الوقت الذي يكتفي فيه عناصرها بعمليات حراسة النقطة. ومع اقتراب مراسل «الأخبار» من نقطة تمركز تلك القوات، أول من أمس، ومحاولته التواصل مع عناصرها، قام أحدهم بالرد من خلال فتحة في الباب الحديدي، لم يظهر منها سوى عينيه، رافضاً الحديث أمام الكاميرا. وزعم العنصر أن «القوات الإسرائيلية لم تتمركز في قرية جملة ولم تنفذ أي حملة اعتقال»، وأغلق الفتحة رافضاً الإجابة عن سبب عدم ممارسة القوات الأممية دورها في منع الخروقات الإسرائيلية.
هذت وقد وبدأت قوات الاحتلال الإسرئيلي عمليات التوغل داخل الأراضي السورية في الثامن من الشهر الحالي ووصلت إلى قرى بيت جن ومغر المير، وتمركزت لعدة أيام في تل مروان الاستراتيجي المشرف على مساحات واسعة من ريف دمشق الجنوبي الغربي. كما تمركزت في بلدتَي حضر وجباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي، وقرى عابدين وصيدا الجولان في الريف الجنوبي للقنيطرة، وصولاً إلى قرى حوض اليرموك، والتي تشكل مثلثاً حدودياً بين سورية وفلسطين والأردن.