توقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تسحب الدول الأجنبية دعمها للمقاتلين الأكراد في سورية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، وذلك في وقت تسعى فيه تركيا إلى عزل الأكراد الذين قاتلوا لفترة طويلة إلى جانب القوات الأمريكية. ونقلت رويترز عن أردوغان قوله في حديث للصحفيين خلال رحلة العودة من اجتماع منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي الذي استضافته مصر، نقلت قوله: إنه لم يعد هناك أي سبب يدعو القوى الأجنبية لدعم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. ونشرت الرئاسة التركية هذه التعليقات أمس الجمعة.
وفي تعليقاته، قارن أردوغان وحدات حماية الشعب بتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، وقال إن الجماعتين ليس لهما أي مستقبل في سورية.
وقال اردوغان “لا نعتقد أن أي قوة ستواصل التعاون مع المنظمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة. سيتم القضاء على قادة المنظمات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف أردوغان للصحفيين إن تركيا تريد رؤية سورية جديدة يمكن لجميع المجموعات العرقية والطوائف الدينية أن تعيش فيها في وئام. ولتحقيق ذلك يرى الرئيس التركي أنه “يتعين القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني ومن على شاكلته من الجماعات التي تهدد بقاء سورية”.
ومضى أردوغان قائلا “منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وامتداداتها على وجه الخصوص وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي”.
وشنت أنقرة، بمساعدة جماعات سورية متحالفة معها، عدة هجمات عبر الحدود ضد قوات “سورية الديمقراطية” في شمال سورية، بينما طالبت مرارا واشنطن، العضو مثلها في حلف شمال الأطلسي، بوقف دعمها للمقاتلين الأكراد.
ووحدات حماية الشعب الكردية هي المكون الرئيسي في تحالف تدعمه الولايات المتحدة في شمال سورية، لكن تركيا تعتبر الجماعة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي قاتل الدولة التركية لفترة طويلة وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
ويوم الخميس الماضي، قال القائد لعام لقوات “سورية الديمقراطية” مظلوم عبدي لرويترز إن المقاتلين الأكراد من خارج سورية الذين انضموا إلى صفوف التحالف سيعودون لبلدانهم إذا تم التوصل إلى “هدنة كلية” مع تركيا، أحد مطالب أنقرة الرئيسية منذ فترة طويلة.
وفي تصريحاته، اعترف عبدي لأول مرة بأن مقاتلين أكرادا من دول أخرى، بما في ذلك أعضاء حزب العمال الكردستاني، كانوا يساعدون “قوات سورية الديمقراطية”، لكنه قال إنه لن تكون هناك حاجة إليهم بعد التوصل إلى هذه الهدنة.
ورد عليه مسؤول في وزارة الدفاع التركية قائلاً إنه لا يوجد حديث عن وقف إطلاق النار بين تركيا و”قوات سورية الديمقراطية”، مضيفا إن أنقرة ستواصل اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب حتى “يلقي حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب سلاحه ويغادر مقاتلوه الأجانب سورية”.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في وقت لاحق إنه يجب نزع أسلحة القوات الكردية ودمجها في هيكل الأمن الوطني السوري،
أما باربرا ليف كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين المعنيين بالشرق الأوسط فقالت إن الولايات المتحدة تعمل على “انتقال محكم” لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية.
وقالت بيربوك بعد محادثاتها مع نظيرها التركي هاكان فيدان في أنقرة إن أمن الأكراد ضروري لسوريا حرة، لكن يتعين أيضا معالجة المخاوف الأمنية التركية لضمان الاستقرار.
وأضافت “يتعين نزع سلاح الجماعات الكردية ودمجها في هيكل الأمن الوطني”.
وتابعت ليف قائلة للصحفيين بعد زيارة لدمشق يوم الجمعة لماضي إن واشنطن تعمل مع أنقرة وقوات سورية الديمقراطية للتوصل إلى “انتقال محكم فيما يتعلق بدور قوات سورية الديمقراطية في هذا الجزء من البلاد”.
وأضافت ليف “الظروف التي دفعت الأكراد في شمال شرق سورية إلى تنظيم أنفسهم والدفاع عن أنفسهم بهذا الشكل تغيرت على نحو غير عادي تماما”.
وقالت الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية إن لديها 2000 جندي على الأرض في سورية يعملون مع التحالف الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية والمعروف باسم قوات سورية الديمقراطية.