قال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إن الفرق الطبية انتشلت نحو 60 جثة لفلسطينيين قتلتهم القوات الصهيونية خلال الأسبوع من حي تل الهوا وأطراف حي صبرة في مدينة غزة قبل انسحابها الليلة الماضية من هذه الأحياء.
ونقلت رويترز عن سكان والدفاع المدني الفلسطيني قولهم اليوم “الجمعة” إن القوات الصهيونية انسحبت من بعض أحياء مدينة غزة خلال الليل بعد هجوم عسكري عنيف استمر أسبوعا وخلف عشرات القتلى ودمر منازل وطرقا في أكبر منطقة حضرية بالقطاع.
وذكرت الوكالة أن سكانا وفرق إنقاذ أشاروا إلى تمركز قناصة ودبابات ضهيونية في أراض مرتفعة ببعض المواقع رغم انسحاب الدبابات من بعض المناطق، وحذروا السكان من محاولة العودة إلى منازلهم في تلك المناطق.
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة في تصريحات نقلتها وسائل إعلام في القطاع “هناك العشرات من جثامين الشهداء المتناثرة بالأزقة وداخل المنازل المدمرة. إضافة الى احتراق عديد من المنازل التي أضرم فيها جيش الاحتلال النيران قبل الانسحاب”.
وأضاف “عثرنا على جثامين شهداء متفحمة وبيوت أحرقت بالكامل في تل الهوا ومنطقة الصناعة… انتشلنا شهداء من عائلة واحدة ونتلقى بلاغات استغاثة متواصلة في حي تل الهوا ومنطقة الصناعة”.
وقد جاء الهجوم في الشهر العاشر للحملة العسكرية الصهيونية على أهالي غزة بينما تسعى قطر ومصر بدعم الولايات المتحدة إلى وضع اللمسات النهائية على اتفاق يمهد الطريق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى حماس منذ تشرين الأول.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إنهما خاضا معارك ضارية في مواجهة القوات الصهيونية بشن هجمات بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر مما أدى إلى مقتل وجرح كثيرين. ولم يصدر تعليق من الجيش الصهيوني على هذا الشأن.
وكان أكثر من ربع سكان القطاع يعيشون في مدينة غزة قبل الحرب، وتعرضت المدينة للدمار بشكل كبير في أواخر 2023، لكن مئات الآلاف من الفلسطينيين عادوا إلى أطلال منازلهم. وأصدر الجيش الصهيوني أوامر جديدة بالإخلاء لكن لم يتضح إلى أين يمكن للسكان اللجوء سعيا للحفاظ على أرواحهم. وتسيطر القوات الصهيونية على معظم حدود قطاع غزة وتشن هجمات أيضا على وسط وجنوب غزة.
وتحاول مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه إطلاق سراح المستوطنين الذين تحتجزهم حماس رهائن مقابل الإفراج عن الكثير من الفلسطينيين المحتجزين في سجون الاحتلال.
وألقى قيادي كبير في حماس اليوم باللوم على “إسرائيل” في عدم استغلال الفرصة التي أتيحت قبل أسبوع عندما تنازلت الحركة عن أحد مطالبها الرئيسية في مقترح وقف إطلاق النار الذي صاغته الولايات المتحدة في محاولة لإتمام الاتفاق.
وقال القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه “إسرائيل لم تقدم إلى الآن موقفا واضحا من مطالب وعرض حماس. وبعد نقاش مع الوسطاء في الدوحة في قطر أخبروهم أنهم سيعودون إلى التباحث مع الحكومة الإسرائيلية”.
وأضاف “من الواضح أن هناك محاولات للمماطلة وتضييع الوقت”.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من الجانب الصهيوني.