أكدت منظمات تابعة للأمم المتحدة أن كارثة إنسانية تواجه قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه “جوعاً كارثياً”، فيما يتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع بأي وقت، في ظل غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بيث بيكدول في مقابلة مع وكالة فرانس برس: إن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي أصدرته المنظمة يكشف أن خمسين بالمائة من كامل سكان القطاع وهو ما يعادل نحو 1.1 مليون شخص عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة، وهو أمر غير مسبوق”.
ويعتبر هذا الرقم الأعلى الذي سجله تصنيف الأمن الغذائي وهو يعرف المجاعة بأنها (مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء).
وحسب بيكدول “يعد الوضع في شمال غزة على وجه الخصوص صعباً، وإذا لم يحصل تغيير في عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، ستكون المجاعة بشكل كارثي”.
بدوره، اعتبر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في منشور على منصة إكس أن على “المجتمع الدولي أن يشعر بالخجل من عدم تمكنه من وقف المجاعة الوشيكة”.
وانضمت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إلى هذه التحذيرات قائلة في بيان: “إن سكان غزة يموتون من الجوع”.
ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن واحداً من كل ثلاثة أطفال في شمال القطاع يعاني سوء تغذية، وأن (سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتزايد بوتيرة قياسية).
وأشارت منظمة الصحة العالمية في بيان لها إلى التأثيرات الدائمة لسوء التغذية وخاصة على الأطفال، محذرة من أن “الوضع الحالي ستكون له تأثيرات طويلة المدى على حياة وصحة الآلاف”، وأضافت: إن “هذا يعرض صحة جيل مستقبلي كامل وسلامته للخطر”.
وأفادت هبة الطيبي مديرة منظمة “كير” غير الحكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة بأن “الطواقم الطبية ترى أطفالاً يفقدون الوزن مع مرور الأيام، وأطفالاً بالكاد يستطيعون التحدث والمشي بسبب الجوع”، وأضافت: “إن الجوع موت بطيء ومؤلم”.