طالبت البعثة الروسية في مجلس الأمن الدولي اليوم بعقد اجتماع طارئ للمجلس على خلفية العدوان الأمريكي الذي طال المرافق العامة والخاصة في الأراضي السورية والعراقية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي قوله: “طلبنا للتو اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي بما يتعلق بتهديدات السلام والأمن الناجمة عن الضربات الأمريكية على سورية والعراق”.
وأضاف بوليانسكي: “إن غيانا التي تترأس المجلس تخطط أن يتم تحديد الاجتماع في الخامس من شباط”.
وكانت قوات الاحتلال الأمريكي قد شنت فجر اليوم عدواناً جوياً سافراً على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سورية وبالقرب من الحدود السورية العراقية، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين، وإصابة آخرين بجروح، وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، كما شمل العدوان مواقع في غرب محافظة الأنبار في العراق، ما أوقع العديد من الضحايا.
الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية: العدوان الأميركي على سورية والعراق انتهاك لسيادة البلدين ووحدة أراضيهما
وقد قوبل العدوان بادانات شديدة فقد دانت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية اليوم بشدة العدوان الأميركي الذي طال المرافق العامة والخاصة في الأراضي السورية والعراقية، مؤكدة أنه انتهاك جديد لسيادة البلدين ووحدة أراضيهما وسلامة شعبيهما.
وقالت الأمانة العامة في بيان: “العدوان الغاشم تعزيز لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، ومحاولة بائسة لتخفيف الضغط عن الكيان الصهيوني المهزوم ولحرف الأنظار عن جرائمه في قطاع غزة، كما بات واضحاً أن الولايات المتحدة تشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن العالميين، ودورها في صناعة واستثمار الإرهاب أصبح مفضوحاً”.
وأضاف البيان: “إن استمرار الاحتلال الأميركي لأجزاء من الأراضي السورية ووجوده المرفوض من مجلس النواب العراقي دليل واضح على أن الممارسات الصريحة للإدارة الأميركية هي عدم احترام لسيادة الشعوب وخرق فاضح لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وهدفها الدائم تقديم الدعم للكيان الصهيوني وأدواتها من التنظيمات الإرهابية”.
ودعا البيان إلى إدانة الاعتداء ورفضه والتصدي له وخروج قوات الاحتلال الأميركي من كلا البلدين وإلغاء قواعدها العسكرية من دول غرب آسيا، مؤكداً الوقوف إلى جانب الشعبين والجيشين السوري والعراقي، وحق البلدين ودول المنطقة بمقاومة هذا الاحتلال الغاشم.
قبلان:
من جانبه أدان المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان العدوان، لافتاً إلى أن ما قامت به واشنطن إرهاب بربري ووحشية سافرة وانتهاك سافر للشرعية الدولية والإقليمية.
وقال قبلان: “نؤكد أن واشنطن أكبر قوة إرهابية في العالم وأخطر كيان على السلام والأمن الدوليين، وهي قوة إرهاب عالمي راع وشريك لتنظيم (داعش) وأخواته، فضلاً عن صفتها الشريكة لتل أبيب بالإبادة والدمار والمذابح الصارخة التي تطال قطاع غزة، وهي المسؤول الأول عن فوضى العالم، بدءاً من أوكرانيا وبحر الصين وصولاً إلى الشرق الأوسط”.
وشدد قبلان على أن ما تقوم به المقاومة في المنطقة ضرورة ودليل حاسم على وهن أميركا وضعفها ونفاق مشاريعها وغطرستها.
روسيا تدين العدوان الأمريكي على سورية والعراق
وأدانت روسيا العدوان مؤكدة أنه غير مبرر ويظهر الطبيعة العدوانية للسياسة الأمريكية، وداعية لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الرسمي اليوم: “ندين بشدة هذا العمل الصارخ الجديد للعدوان الأمريكي البريطاني ضد دول ذات سيادة ونسعى إلى النظر بشكل عاجل في هذا الوضع الناشئ من خلال مجلس الأمن الدولي”.
وأوضح البيان أن “الضربات الجوية الأمريكية التي شملت قاذفات إستراتيجية في أنحاء من العراق وسورية، والتي دمرت وألحقت أضراراً بعشرات المنشآت، وقتلت مدنيين، أظهرت مرة أخرى للعالم الطبيعة العدوانية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتجاهل واشنطن الكامل للقانون الدولي”.
وأضاف البيان: إن “واشنطن التي تثق بإفلاتها من العقاب تواصل زرع الدمار والفوضى في الشرق الأوسط، ما يعني أن الغارات الجوية الأمريكية مصممة خصيصاً لزيادة تأجيج الصراع في المنطقة”، محذراً من مخططات واشنطن المتعمدة لزج دول المنطقة في هذا الصراع.
واستنكر البيان “المشاركة المطيعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في الهجمات الأمريكية”، مشيراً إلى حماسة لندن في دعم الأعمال الاستفزازية الصرفة لواشنطن.
وأكدت الخارجية الروسية في بيانها أن العدوان الأمريكي على مناطق في سورية والعراق ليس له أي مبرر، واصفة إياه بأنه “محاولة لاستعراض العضلات بهدف التأثير على الوضع السياسي الداخلي في أمريكا، والرغبة في تصحيح المسار الفاشل للإدارة الأمريكية الحالية على الساحة الدولية”.
وبينت الخارجية الروسية أن “الأحداث الأخيرة تؤكد أن الولايات المتحدة لم ولن تبحث قط عن حلول للمشاكل في المنطقة، وأن ازدياد التناقضات في الشرق الأوسط يناسب واشنطن”، مشيرة في هذا الصدد إلى “هوس الأمريكيين بخلق بؤر التوتر من فنلندا إلى قناة السويس ومن ليبيا إلى أفغانستان بعيدًا عن حدودهم”.