دعا المشاركون في المؤتمر السوري الروسي الإعلامي الأول بختام أعماله امس إلى تحويل التعاون الإعلامي بين البلدين إلى شراكة إستراتيجية، مشددين على أهمية أن يؤسس التعاون الثنائي بينهما لتعاون إقليمي ودولي أوسع بمواجهة منظومة الهيمنة الغربية على الإعلام.
وطالب المشاركون في المؤتمر الذي أقامه المركز الثقافي الروسي برعاية وزارة الإعلام، وبالشراكة مع مؤسسة التعاون السوري الروسي، والرابطة السورية لخريجي الجامعات الروسية بتشكيل مجموعة مشتركة تضع منهجية متكاملة للتعاون الإعلامي المشترك تشمل الأهداف والكوادر والأدوات والمنتجات الإعلامية وأدوات التقييم، تنبثق عنها مجموعات عمل قطاعية للتنفيذ ضمن برامج زمنية محددة، والتعاون في مجال التأهيل والتدريب والاستفادة من التجارب الإعلامية لكلا البلدين.
وأوصى المشاركون بأن يكون المؤتمر نقطة بداية للتعاون المؤسس بين الجانبين في كل الجوانب الإعلامية، إضافة للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بما يساهم في مواكبة إعلاميي البلدين للتطورات التقنية المستجدة عالمياً، وتعزيز التعاون الثنائي بما يتعلق بمصادر الخبر والمحتوى الإعلامي والتبادل البرامجي.
وتخلل المؤتمر جلسات حوارية ناقشت العلاقة بين الإعلامين السوري والروسي، وكيفية تناول الإعلام الروسي للواقع العربي ودبلوماسية الإعلام.
كما ركز المشاركون على سبل مواجهة التحديات التي تواجه تغطية الأحداث الشائكة بالاعتماد على المصادر الموثوقة بعيداً عن البيانات المضللة، وتشكيل منظومة إعلامية متكاملة تستند إلى المراكز البحثية والبيانات التحليلية والمنهجية، وتوفير الدعم المطلوب للكوادر الصحفية، والارتقاء بالمضمون الصحفي وفق معايير وطنية لمواجهة الليبرالية الجديدة التي صنعها الغرب وماكينته الإعلامية لاختراق المجتمعات.
كما استعرض عدد من الإعلاميين الروس عبر تقنية الفيديو تجاربهم في تغطية الأحداث ومواجهة التحديات التي تعترض الكوادر الصحفية وسبل تطوير أفق التعاون مع وسائل الإعلام السورية، وإمكانية تعزيزه من مختلف النواحي وفق برامج منظمة وممنهجة.
مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين الدكتور عماد مصطفى استعرض تحديات تواجه عمل البعثات الدبلوماسية في الخارج والمهارات التي يجب أن تتمتع بها، وكيفية نقل الصورة الكاملة عن واقع بلدها والدفاع عن قضاياها، منوهاً بأهمية الإعلام في تغطية جميع أوجه العلاقات الخارجية والأحداث الدولية ومراقبة سلوك وأداء الدبلوماسيين والانخراط الدبلوماسي النشط مع مختلف مراكز القوى وصنع القرار وجميع المنظمات المؤثرة على الرأي العام، وضرورة تدريب البعثات الدبلوماسية على الأداء الإعلامي والتفاعل مع وسائل الإعلام المختلفة، لافتاً إلى مساهمة البعثات السورية في شرح الصورة الكاملة عن السياسة والمواقف التي تتخذها سورية، وما تتعرض له من حرب إرهابية مدمرة.
وفي تصريح للصحفيين تحدث مصطفى عن أهمية تعزيز التعاون بين الإعلامين السوري والروسي في ظل التحديات الكبرى والتشويه الإعلامي الذي يمارس ضد البلدين، مؤكداً أهمية تحويل التعاون بين الجانبين إلى بناء مؤسساتي متكامل يساعد الإعلاميين السوريين والروس والمنتمين إلى وسائل إعلام صديقة تناهض الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
وتم في ختام المؤتمر تكريم وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق وعدد من الإعلاميين لجهودهم المبذولة في المجال الإعلامي.