حذّر أهالي الأسرى من «نفاد الوقت» المتبقّي لإنقاذ حياة أبنائهم
استكمالاً لخطواتهم التصعيدية، اقتحم أهالي الأسرى الصهاينة جلسةَ لجنة المالية في «الكنيست»، مطالبين بالعمل على إطلاق سراح أبنائهم المحتجزين في قطاع غزة منذ 109 أيام.
ورفع المحتجّون لافتات خُطّت عليها شعارات من قبيل: «لن تجلسوا هنا ما داموا يموتون هناك»، في إشارة إلى مقتل أكثر من 20 أسيراً صهيونيّاً بنيران جيش الاحتلال. وأثناء الاقتحام، تعالى صراخ الأهالي في وجه الأعضاء المشاركين في الجلسة، إذ قالوا لهم: «أعيدوهم جميعاً الآن، فالأسرى يعودون إلينا بالتوابيت».
وقال شقيق أحد الأسرى، لعضو «الكنيست»، موشي غافني: «ماذا في شأن تخليص الأسرى (بحسب الشريعة اليهودية)؟ لقد قمتم بتفكيك الحكومة (السابقة) من أجل الخمير (الذي تحظر الشريعة اليهودية تناول أطعمة تحتوي عليه في الفصح)، ولكن من أجل المختطفين لم تفكّكوا الحكومة!».
وردّ غافني مخاطباً العائلات بالقول: «موقفي عبّرت عنه علناً، وفي جلسات مع رئيس الحكومة، بنيامين تنياهو. أقول إن تخليص الأسرى وإنقاذهم هما أهمّ مذهب في اليهودية»، مضيفاً: «سأتحدث إلى رئيس الحكومة، فموقفي هو موقف كل “يهودية التوارة” (الحزب الذي يقوده غافني). لقد اجتمعنا معكم في السابق، وقلت أمامكم إن هذا موقفنا. أتفهّم حزنكم، فأنا جزء منكم، أقول لكم إنّنا سنفعل كل ما في وسعنا من أجل إعادتهم إلى بيوتهم». لكن الأهالي هددوا «لجنة المالية»، بالقول: «لن تستمرّوا بحياتكم… كيف تستمرّون على هذا النحو؟ الأجندة اليومية لن تستمرّ ونحن لن نهدأ». وعلى خلفية ما جرى، انفضّ اجتماع اللجنة الذي عُقد بمشاركة محافظ «بنك إسرائيل»، أمير يارون.
أعلنت هيئة تمثّل عائلات الأسرى الإسرائيليين، شروعها في اعتصام مفتوح أمام مقرّ إقامة نتنياهو في القدس
وفي موازاة ذلك، اجتمع أهالي أسرى آخرين، مع نتنياهو، في مكتبه في القدس، لمطالبته بإطلاق سراح أبنائهم، خصوصاً بعدما تداولت وسائل الإعلام العبرية أنباءً عن مباحثات تجريها الولايات المتحدة وقطر ومصر، لدفع دولة الاحتلال وحركة «حماس» إلى التوصّل إلى صفقة تبادل، علماً أن نتنياهو أعلن رفضه شروط الحركة لإبرام الصفقة، وفي مقدّمتها وقف إطلاق النار، وسحب كامل القوات الضهيونية من القطاع. وأثناء اجتماعه مع العائلات، قال إنه «لا يوجد هناك أيّ مقترح حقيقي من جانب حماس، بخلاف ما يتمّ الحديث عنه»، مضيفاً: «أقول بكل وضوح بقدر ما أستطيع، لأن هناك كثير من الأمور الزائفة التي لا بدّ أنها تعذبكم»، مشيراً إلى أن «هناك مبادرة من جانبنا ولن أخوض في تفاصيلها».
وفي سياق متصل، فرّقت الشرطة الصهيونية محتجّين أَغلقوا الشارع المؤدّي إلى مدخل «الكنيست»، قبل اجتيازهم منطقة خُصّصت للاحتجاج، و«خرْقهم للنظام العام». وأتت هذه التطوّرات فيما أعلنت هيئة تمثّل عائلات الأسرى شروعها في اعتصام مفتوح أمام مقرّ إقامة نتنياهو في القدس المحتلة، للمطالبة بالعمل على التوصّل إلى صفقة تبادل، وذلك بعد يومين من تظاهرات مماثلة مكثّفة في القدس وتل أبيب وحيفا. وفي بيان صدر عن الهيئة، وحمل عنوان «سنعتصم في القدس، أهالي الرهائن ينتقلون إلى الاعتصام أمام مقرّ إقامة رئيس الحكومة في القدس»، حذّر الأهالي من «نفاد الوقت» المتبقّي لإنقاذ حياة أبنائهم، معتبرين أن سياسة الحكومة تجاه الأسرى أصبحت بمنزلة «حكم بالإعدام» عليهم. ونبهوا، في البيان، إلى أنه «ليس لدى نتنياهو، وكابينيت الحرب تفويض بالتسويف»، مخاطبين رئيس الحكومة بالقول إن «الكارثة (هجوم طوفان الأقصى) حدثت في عهدك، ومن واجبك إعادتهم (الأسرى) بأيّ شكل من الأشكال».