اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مخيّم جنين، مساء أمس، في مشهد باتت تكرّره مراراً، في محاولة لاجتثاث ما أسّسته المقاومة في الضفة من تشكيلات مسلحة. إلا أن مقاومي جنين اكتشفوا أمر الاقتحام، قبل توغلّ منفّذيه في عمق المخيم، فاستهدفوا القوات والآليات المتوغلة بالعبوات الناسفة محلية الصنع والرصاص، لتندلع اشتباكات مسلحة عنيفة، أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة 20 آخرين.
وفي وقت لاحق، دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة، ترافقت مع تحليق لطائراته في أجواء المخيم، الذي انقطع التيار الكهربائي عنه. وفي خلال اقتحامها، أطلقت قوات الاحتلال صاروخاً موجهاً نحو منزل الأسير المحرر والمطارد محمد أبو البهاء، وهو أحد قادة المقاومة في جنين، ثم حاصرته، واعتقلت مواطنين اثنين، لتغادر المخيم تحت وابل نيران المقاومين.
وقالت «سرايا القدس – كتيبة جنين» الجناح العسكري لحركة الجهاد، إنها فجّرت «عبوة ناسفة معدة مسبقة في آليات الاحتلال على شارع حيفا بشكل مباشر، وتمكنّت من إيقاع قوات وآليات الاحتلال في حقل كثيف من النيران في محيط المنزل المحاصر».
وبالتوازي، دوّت صافرات الإنذار في مستوطنة «حشمونئيم» قرب رام الله بعد مخاوف صهيونية من تسلل مسلحين.
وكان مراسل «القناة 14» العبرية قد نقل تساؤلات المؤسسة الأمنية والتي تركزّت حول «متى ستنطلق صافرات الإنذار في الجنوب». وعلى الرغم من إعلان «هيئة البث العبرية» عن اعتقال «مطلوبين اثنين»، وما أفاد به مسؤول أمني، «القناة 12»، من أن «العملية في جنين كانت ضرورية. تم اعتقال ناشط عسكري كبير»، قال المراسل العسكري لقناة «ريشت كان» العبرية: «بعد العملية في جنين هذه الليلة تأكد أنه بعد شهرين ونصف من عملية “المنزل والحديقة”، لم يكن هناك أي أثر لأي إنجازات حققتها تلك العملية».