(أ ف ب )
إثر الإعلان الروسي عن تدريبات عسكرية أجرتها في البحر الأسود، بدأت واشنطن تروّج لـ«معلومات» عن تحضير موسكو لاستفزازات ضد السفن المدنية في البحر الذي يسوده توتر متزايد مع أوكرانيا وحلفائها منذ انتهاء العمل باتفاق الحبوب، وهو ما نفاه سفير موسكو لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف.
وقال أنطونوف إن «هذا مخالف تماماً لنهجنا. على عكس السلطات الأميركية، التي لا تزال تغض الطرف عن الهجمات الإرهابية لرعاياها في كييف، كنا دائما في طليعة مكافحة مثل هذه الجرائم».
وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الروسية إن سفناً تابعة لأسطول البحر الأسود الروسي أطلقت صواريخ كروز مضادة للسفن «على زورق حدد هدفاً في منطقة التدريب القتالي في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود»، واشارت إلى أن «السفينة الهدف دمِّرت إثر الضربة الصاروخية»، مؤكّدة أن طيران الأسطول قام بالتنسيق مع سفن «بأعمال لعزل المنطقة المغلقة مؤقتاً أمام حركة الملاحة».
وأتى ذلك بعد أن أفادت موسكو، الأربعاء الماضي، أنها ستعتبر السفن المتوجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود، انطلاقاً من الخميس، بمثابة ناقلات محتملة للبضائع العسكرية، في أعقاب وقفها العمل بصفقة الحبوب، بسبب عدم الالتزام الأممي والغربي ببنود الاتفاق الذي ظلّ محطّ انتقاد روسيا، كونه أوّلاً لم يسهّل تصدير البضائع الروسية، وسمح ثانياً بوصول الحبوب إلى الدول الغنية دوناً عن تلك الفقيرة، فضلاً عن استخدام المرر الإنساني كـ«ممرات عسكرية» وفق موسكو.
وفي السياق، أكّد وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، أن معظم الحبوب الأوكرانية لم يتم توريدها إلى أفريقيا، في إشارة إلى أن الدول المحتاجة لم تكن المستفيد الأكبر من اتفاق الحبوب. وأضاف كروسيتو، في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا»، أنه «يتم تصدير 95% من الحبوب الأوكرانية إلى خارج أفريقيا، ولكن عندما لا تمتلك هذه البلدان هذه الحبوب، فإنها تلجأ إلى البحث عنها في مكان آخر، مما يؤدي إلى زيادة في الأسعار العالمية ما يثقل الأعباء المالية على الدول الإفريقية التي تشتري القمح».
وأكّد الوزير الإيطالي أن «المحاولات التي تنسب لروسيا التحضير لهجمات معينة على السفن المدنية، هي تزوير واضح للعلن»، في حين أشار إلى «تورط كييف في الضربات على جسر القرم، واستخدام الذخائر العنقودية، وضربات الطائرات المسيّرة على الأحياء السكنية ومقتل الصحفيين، فضلاً عن الرغبة في كبح التحقيق في انفجار أنابيب الغاز السيل الشمالي».
وحول إمكانية إجراء الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إنه سيجري اتصالاً مع بوتين «في حال زيارته تركيا في آب المقبل، سنناقش معه الاتفاق بالتفصيل (…) وأنا أثق بأننا سنضمن استمرارية اتفاق الحبوب»، مشدداً على أنه «يجب على الغرب التحرك في إطار تطلعات الرئيس الروسي».ad
وعلى المقلب الآخر، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على سؤال صحافيين، إن بوتين لا يخطّط بعد لإجراء اتصالات مع إردوغان، إلا أنه أشار إلى إجراء بوتين اتصالات مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.