أعلنت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية أن البلاد اختبرت أحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات، «هواسونغ-18»، أول أمس، مشيرةً إلى أنّ هذا السلاح هو «أساس قوّتها النووية الضاربة»، ومحذّرة الولايات المتحدة وغيرها من الخصوم من عواقب استمرار استفزازتهم.
فقد قالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية إنّ تجربة الإطلاق هي عملية أساسية، تهدف إلى زيادة تطوير القوّة النووية الاستراتيجية للجمهورية، وهي في الوقت نفسه، تحذير عملي قوي للخصوم.
واتهم تقرير للوكالة، واشنطن بزيادة التوتّر، من خلال نشر غواصات وقاذفات قنابل في شبه الجزيرة الكورية، وإجراء خطط لحرب نووية مع حلفاء لكوريا الجنوبية، مشيراً إلى أنّ الوضع الأمني العسكري «وصل إلى مرحلة الأزمة النووية، التي تلت حقبة الحرب الباردة».
وأكّد التقرير أنّ زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أشرف على الاختبار، حيث أكّد أن بلاده ستتّخذ إجراءات قوية، بشكل متزايد، لحماية نفسها، إلى حين تخلّي الولايات المتحدة وحلفائها عن سياساتهم العدائية.
وحول رحلة الصاروخ، قالت الوكالة إن زمن الرحلة البالغ 74 دقيقة لـ«هواسونغ-18» كان الأطول على الإطلاق بين الصواريخ الكورية الشمالية، مضيفة أنّ التحليق، في المرحلتَين الثانية والثالثة، كان على مستوى عالٍ، ووصل إلى ارتفاع كبير، من أجل السلامة. وأضافت أنّ تجربة الإطلاق لم تؤثّر على أمن الدول المجاورة، بعدما حلّق الصاروخ مسافة 1001 كيلومتر، على ارتفاع 6648 كيلومتراً.
وقالت اليابان إن الصاروخ سقط في البحر شرق شبه الجزيرة الكورية، على بعد حوالى 250 كيلومتراً من غرب جزيرة أوكوشيري، شمال اليابان. في حين أظهرت الصور التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية إطلاق الصاروخ من حاوية مثبتة على مركبة قادرة على التحرك على الطرق، وذات عجلات عدّة، ومصمّمة للسماح بإطلاق الصواريخ من مواقع لا يمكن التنبؤ بها.
إدانات الخصوم
وعقب عملية الإطلاق، أدانت الولايات المتحدة، وقيادات في سيول وطوكيو ودول أخرى، عملية الإطلاق التي صدرت تقارير عنها من جيشي كوريا الجنوبية واليابان. كما أنه كان من المقرّر أن يجتمع مجلس الأمن الذي أصدر قرارات تحظر تطوير الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية في كوريا الشمالية، في جلسة علنية، أمس، لمناقشة إطلاق الصاروخ.
يُشار إلى أنّه تم إطلاق «هواسونغ-18» لأول مرّة في نيسان. وهو أول صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية يستخدم وسائل دفع صلبة، ما يمكن أن يسمح بنشر أسرع للصواريخ أثناء الحرب.
ولاحظ كبير المراسلين التحليليين لـ«إن-كيه نيوز»، وهو موقع إلكتروني مقرّه سيول يراقب كوريا الشمالية، كولين زويركو، أن إطلاق يوم الأربعاء حدث من نفس المكان خارج بيونغ يانغ، حيث كان الاختبار الأول لـ«هواسونغ-18»، في موقع أظهرته صور الأقمار الاصطناعية التجارية، وتم بناؤه لهذا الغرض، ومن المحتمل أنه معزَّز بخرسانة تحت العشب.