ارتفعت حدّة التصعيد بين حكومة إقليم كردستان في العراق، وما تسمي نفسها «الإدارة الذاتية» التابعة لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي»، مع إصدار الطرفَين بيانات شديدة اللهجة على خلفيّة إغلاق معبر «فيش خابور – سيمالكا»، وتقاذُفهما الاتّهامات بتحويل المعبر إلى مادّة صراع سياسي، من دون أن تفلح المحاولات الأميركية، إلى الآن، لتهدئة الخلاف بينهما.
فقد أصدرت إدارة معبر «فيش خابور» في «كردستان» العراق بياناً أشارت فيه إلى أن حكومة الإقليم «تحمّلت الكثير من الضغوط والأخطاء الجسيمة (التي ارتكبها) حزب الاتحاد الديموقراطي، واستمرار سياسة كيْل الاتهامات جزافاً لكردستان من دون أيّ أساس، وتجاوُز الخطوط الحمر»، متّهمةً الحزب بـ«محاولاته المستمرّة لاستغلال المعبر لإدخال المتفجّرات والأسلحة والذخائر إلى الإقليم لضرب استقراره»، ولافتةً إلى «(أنّنا) حاولنا معهم كثيراً ليغيّروا تصرفاتهم، لكنّهم دائماً ما يجدون أنفسهم على حقّ، ولم يتمكّن حتى التحالف الدولي من إقناعهم بالعدول عن هذه التصرّفات».
وأوضح البيان إن «تصرّفات pyd، ومنها منعهم، منذ أكثر من عام، قيادات (الموالية لكردستان العراق واردوغان) وهي ما تسمى “المجلس الوطني الكردي” و”جبهة السلام والحرية” وحتى المقرّبين منهم، من العبور إلى كردستان، دفعتنا إلى إعادة النظر عميقاً في العلاقة معهم ومع إدارة المعبر الموجودة»، معتبرةً أنّ «من حقّ الشعب عدم القبول بمزيد من هذه الممارسات».
الوساطة الأميركية لإعادة فتح المعبر لم تنجح إلى الآن
في المقابل، سارعت إدارة «معبر سيمالكا» من ميليشيا قسد العميلة إلى الردّ على ذلك البيان، بآخر اتّهمت فيه إدارة الإقليم بـ«تلفيق التهم والتغطية على ممارسات وانتهاكات الحزب الديموقراطي الكردستاني في حقّ الموالين لهما ممن سمتهم شعب روج أفا»، وبـ«تفضيل قيادات الـ ENKS على الشعب، ومحاولة وضع المعبر في خدمتهم»، فيما نفت الاتّهامات الموجّهة إليها باستخدام المعبر لتمرير المتفجّرات إلى الإقليم. كما اتّهم البيان «الديموقراطي الكردستاني باستخدام المعبر كورقة ضغط وكأداة لكسر إرادتنا، وفرض سلطته علينا، من خلال ابتزاز حاجة أهل المنطقة إليه»، معتبراً أن «قرار الإغلاق يُعدّ عقاباً للملايين من الناس»، وداعياً السلطات المهيمنة على المعبر من جهة كردستان العراق، إلى «ترك ممارساتها الأمنية والتعجيزية وإعطاء الأولوية للجرحى من أجل المرور والمعالجة».
وترافق صدور هذه البيانات مع موجة تصعيد إعلامي غير مسبوقة بين الجانبَين، واتّهامات متبادلة بخيانة «الأكراد».
وقد أكدت مصادر كردية، لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية، أن «الوساطة الأميركية لإعادة فتح المعبر لم تنجح، ما يعني استمرار إغلاقه لعدّة أسابيع على الأقل، وهو ما سيؤدّي إلى حصار دبلوماسي لما تسمى الإدارة الذاتية التي كان من المقرّر أن تتّجه إلى عدد من الدول العربية لشرح أهميّة مبادرتها للحلّ السياسي في سورية»، معتبرةً أن «المتضرّر الأكبر هي مناطق قسد التي ستعيش حصاراً دبلوماسياً واقتصادياً خارجياً، مع إغلاق المنفذ الخارجي الوحيد»، داعيةً إلى «ضرورة التوصّل إلى اتّفاق يعيد فتح المعبر بأيّ طريقة».