قالت أنقرة أن مخابراتها قتلت زعيم تنظيم «داعش»، أبو حسين القرشي، يوم السبت الماضي، جرّاء عملية أمنية – عسكرية في جنديرس الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الموالية لتركيا شمال سورية مما يعيد الى الأذهان الطريقة الأمريكية في الإعلان عن قتل زعماء التنظيمات الإرهابية التي ترعاها قبل كل انتخابات رئاسية .
وأثار إعلان مقتل زعيم التنظيم، والذي ذكرت الاستخبارات التركية أنه فجّر نفسه بحزام ناسف إثر محاولة القبض عليه ومحاصرة البيت الذي يختبئ فيه، شكوكاً عدة، سواء بسبب عدم عرض جثّة المقتول، أو تزامن الإعلان مع الانتخابات التركية، في مشهد يذكّر بالانتخابات الأميركية، وتنفيذ واشنطن عمليات اغتيال ضدّ قادة تنظيمات إرهابية لأهداف انتخابية. كذلك، شكّكت مصادر أميركية في هذا الاغتيال بشكل غير مباشر، عن طريق امتناع مسؤول أميركي (وفق «مونيتور») عن تأكيد صحّة العملية، وقوله إنه «لا وجود لمعلومات من شأنها أن تدعم هذا الادّعاء».
من جهتها، أفادت قناة «TRT» بأن «المبنى الذي كان يقطنه القرشي مبنى فاخر، وله حديقة خاصة، ومرأب تحت الأرض، وكان القرشي قد وصل إليه منذ فترة قادماً من إدلب»، مضيفة أنه «لم يَستخدم الهاتف المحمول منذ وصوله، وكان يدير الأمور من خلال سُعاة».
وفي هذا السياق، تشير مصادر أمنية، لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية، إلى أن «المنزل المستهدَف كان سابقاً مدرسة إسلامية وشرعية، تتبع بشكل غير مباشر لهيئة تحرير الشام» وهو الاسم الجديد لتنظيم النصرة الإرهابي. وتضيف المصادر أن «جهاز الاستخبارات التركية نفّذ العملية، بعد حصوله على معلومات تؤكّد نيّة القرشي الفرار من المنطقة».
ويُعدّ القرشي، الزعيم الرابع لـ«داعش»، وقد تمّت تسميته في شهر تشرين الثاني الماضي، بعد مقتل الزعيم السابق للتنظيم، أبو الحسن القرشي، في عملية أمنية سورية بالتعاون مع مجموعات محلّية في محافظة درعا.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن «القرشي، عراقي الجنسية، وهذا متوقّع نظراً لكون منصب زعيم التنظيم محصوراً بالعراقيين، الذين يهيمنون أساساً على مجلس الشورى الذي عادة ما يختار الزعيم الجديد».
وتلفت المصادر إلى أن «منصّات إعلامية خاصة بالتنظيم، تداولت معلومات عن أنه كان مُحتجزاً سابقاً في سجن أميركي في مدينة المالكية في الريف الشمالي لمحافظة الحسكة»، مرجّحةً أن «يعترف التنظيم بمقتل زعيمه، ويعلن اسم الزعيم الجديد، خلال فترة قصيرة».
وتعيد المنطقة التي أعلنت أنقرة أن القرشي كان يختبئ فيها، إلى الأذهان، مسألة تحوّل الشمال السوري، الذي تتقاسم فصائل عدّة، من بينها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، السيطرة عليه، إلى مرتع لنشاط الجماعات المصنَّفة على لوائح الإرهاب، حيث تمّ اغتيال مؤسّس تنظيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، في محلّة قريبة من الحدود التركية في إدلب.
ومن خلال هذه العملية ان كانت صحيحة ياول إردوغان، استثمار رعاية مخابراته لهذه المنظمات فيقتل من يريد من زعمائهم خدمة لمصالحه الشخصية الانتخابية ولضمان بقاء قوّاته في الشمال السوري بذريعة محاربة الإرهاب، مع استغلال مثل العملية الأخيرة في الانتخابات الرئاسية الحاسمة، وذلك على الطريقة الأميركية.