21.4 C
دمشق
2024-09-08
صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة

طالباني في ضيافة قسد بالزي العسكري ما الأمر!!؟؟.

تقرير إخباري إعداد أحمد بدور

 أثارت الزيارة التي قام بها رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني» العراقي، بافل طالباني، إلى الحسكة، حيث التقى قائد ميليشيا «قسد» العميلة، مظلوم عبدي، تكهّنات عديدة حول أسبابها، خصوصاً أن اللقاء شارك فيه قائد قوات «التحالف الدولي»، ماثيو ماكفرلين، وأنها تأتي في وقت يُعتبر حسّاساً بالنسبة إلى كلّ من «قسد» و«الاتحاد».

 فبحسب مصادر كردية مطّلعة تحدّثت إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية، فإن الأطراف الثلاثة ناقشوا باستفاضة سُبل تعزيز التعاون العسكري بذريعة محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى ملفّات أخرى بعضها تجاري يتعلّق بتبادل السلع بين الطرفَين (قسد وكردستان العراق).

  وتَعتبر المصادر أن طالباني تعمّد الحضور باللباس العسكري لإضفاء «الطابع المناسب» لفحوى الزيارة، وإيصال رسائل إلى مُنافسيه في كردستان العراق تتعلّق بمدى أهمية حزبه على مستوى العلاقات الكردية – الكردية، خصوصاً في ظلّ التوتّر الحالي بينه وبين «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بقيادة مسعود برزاني.

 وإذ تَلفت المصادر إلى أن ماكفرلين ناقش إمكانية توسيع قنوات التواصل الكردي البيْني، فقد أكّدت أن ثمّة توجّهاً أميركياً واضحاً لترسيخ وجود «قسد» وما تسمى «الإدارة الذاتية»، وإضفاء طابع «شرعي» على سلطتهما، بهدف منع أيّ خطوات لاحقة لإنهاء «الذاتية»، بل ودفْع أنقرة إلى الانفتاح عليها مستقبلاً، ضمن المخطّط القديم الذي تحاول واشنطن إحياءه كمسار بديل للمسار الحالي الذي ترعاه روسيا للحلّ في سورية. أيضاً، تتطلّع الولايات المتحدة، وفق المصادر، إلى تعزيز وجودها العسكري عبر تعميق اتّصاله بكذبة «مكافحة الإرهاب»، بهدف تلافي الضغوط المتزايدة عليها، خصوصاً أن الخطّة الروسية للتطبيع بين دمشق وأنقرة تقوم على محدّدات رئيسة أبرزها رفض ذلك الوجود ومحاولة إنهائه.

 وقد صعّد «التحالف الدولي» من تحرّكاته ضمن مناطق سيطرة «قسد»، بعد تعليق الأخيرة عملياتها المشتركة مع الأميركيين، كخطوة احتجاجية على صمت حليفتها على التصعيد التركي الأخير على الحدود. وفي انتظار ما ستؤول إليه النوايا التركية، تعمل الولايات المتحدة بدأب على تعزيز حضورها، بحجّة ظاهرية هي منع «داعش» من إعادة بناء نفسه، وهدف فعلي هو منْع عودة الدولة السورية إلى منابع النفط والغاز، ومواجهة أيّ محاولات توسّع لسيطرتها في شرق الفرات.

 على خلفية ذلك، أدْخلت واشنطن ثلاث دفعات من الأسلحة والمعدّات إلى مناطق سيطرة «قسد» خلال الأيام العشرة الأخيرة. كما ضاعفت عدد دوريّاتها، وتَوسّعت بها جغرافياً فيها لتصل إلى الرقة، فيما فُسّر على أنه تَوجّه لإعادة التموضع في قواعد كانت انسحبت منها سابقاً، بعد العدوان التركي عام 2019. والظاهر أن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة يحرص، إلى الآن، على عدم التوسّع في اتّجاه المناطق الحدودية المهدَّدة بالعملية العسكرية، وإنّما يركّز جهوده نحو مدينة الرقة، البعيدة عن الحدود التركية نحو 100 كم، لسببَين رئيسَين: الأوّل: عدم إثارة غضب تركيا؛ والثاني: استرضاء «قسد» بإقناعها بقدرة «التحالف» على حماية مناطق سيطرتها من أيّ مخاطر. ومن هنا، سيّرت القوّات الأميركية أوّل دورية مشتركة بين الرقة والحسكة منذ ثلاثة أعوام، فيما سُجّلت زيارة أميركية إلى سجن يضمّ عدداً من عناصر تنظيم «داعش» في الرقة. وتَرافقت هذه الزيارات مع رفع العلم الأميركي لأكثر من مرّة داخل مقرّ «الفرقة 17» شمال الرقة، في ظلّ حركة نشطة لآليات هندسية متخصّصة بأعمال التحصين والبناء، وتسريب مواقع إعلامية كردية معلومات عن بدء «التحالف» تجهيز مهبط للطائرات المروحية، ومبنى قيادة وثكنة إقامة داخل مقرّ الفرقة، وعقْد اجتماعات مع قيادة «قسد» في منبج وعين العرب، تمهيداً لعودة الأميركيين إلى قواعدهم. أيضاً احتفى «التحالف» مع قيادة «قسد»، هذا العام، بالذكرى الخامسة لـ«تحرير الرقة»، خلافاً لغياب هذه الاحتفالات في السنوات التي أعقبت قرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الانسحاب من تلك المناطق، والاكتفاء بالانتشار في محيط حقول النفط والغاز في ريفَي الحسكة ودير الزور.

 ولا يبدو الحديث عن عودة واشنطن إلى مدينة الرقة مستغرَباً، في ظلّ رمزية المدينة بالنسبة إلى الأميركيين الذين يَعتبرون أنهم حقّقوا نصراً استراتيجياً بالقضاء على «عاصمة الخلافة» فيها، وتَوفّر الظروف الميدانية لذلك بالنظر إلى أن المدينة لم تشهد أيّ انتشار روسي أو حكومي سوري على عكْس مدينتَي عين العرب ومنبج في ريف حلب، فضلاً عن أن قاعدة «التحالف» الرئيسة فيها بَقِيت موجودة بعد انسحابه منها، في وقت ورثت فيه روسيا غالبية القواعد الأميركية في عموم ريف حلب، باستثناء قاعدتَي مشتى نور في عين العرب، ومعمل لافارج في بلدة الجلبية، تطبيقاً لـ«اتفاق سوتشي» آنذاك. مع هذا، ترى مصادر ميدانية مطّلعة، في حديث إلى «الأخبار»، أن «عودة التحالف إلى قواعده السابقة بالكامل، غير ممكنة، ولا تتناسب مع الواقع الميداني الجديد، في ظلّ تواجد الجيش السوري والقوات الروسية على كامل الشريط الحدودي»، مستدرِكةً بأن «التحالف يتحرّك بالفعل في الرقة، لجملة من الأهداف، تتعلّق بالخشية من أيّ تمدّد حكومي أو روسي باتّجاه مدينة الرقة، التي يَعتبرها الأميركيون أهمّ نصر حقّقوه على داعش، خلال ثماني سنوات من التواجد العسكري في سورية».

 وتوضح المصادر أن «التحرّكات الأميركية داخل الفرقة 17، قد لا تعني إعادة تمركز كامل في القاعدة»، متوقّعةً أن «يعمد التحالف إلى تأسيس مهبط للمروحيات فقط داخل مقرّ الفرقة، يضمن له إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية في أيّ لحظة، ».

 وتَلفت المصادر إلى أن «التحالف يريد استغلال ذريعة ملاحقة خلايا داعش، لاتّخاذ بعض الخطوات المعنوية تجاه قسد، بهدف إقناعها بأن العلاقة معه هي الضمان الوحيد لحماية المنطقة من أيّ هجمات»، معتبرةً أن «واشنطن لا تزال تحتاج إلى قسد، لاستحالة الحفاظ على تواجدها في سورية من دون وجود حليف محلّي».

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق