صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة

أمريكا تجند عملاء جدد: استرضاء للأكراد وتودّد إلى العرب

 تقرير إخباري                   إعداد احمد بدور

استغلت الولايات المتحدة تخفيض تركيا لحدّة تصعيدها الميداني في الشمال السوري، لتبذل جهودا محمومة لتعزيز احتلالها في شرق الفرات، بل والاستعداد للعودة إلى مناطق كانت قد انسحبت منها قبل ثلاث سنوات.

 وتؤكد تقارير صحفية عربية من شرق الفرات أن أمريكا تعمل حاليا للعودة إلى مدينة الرقة خصوصاً، الأمر الذي تؤشّر إليه معطيات عديدة من بينها العمل على تجنيد عملاء عرب بحيث يصبح النفوذ العربي في المنطقة مُوازِيا لذلك الكردي، على أمل أن يمنع ذلك أيّ محاولة حكومية لإعادة سلطة الدولة على معاقل النفوذ الأميركي، سواءً وقعت العملية التركية البرّية في نهاية المطاف أم لم تقع البتّة. والسعي الأمريكي هذا يتجلّى أيضاً في السعي لترسيخ وجود ما تسمى «الإدارة الذاتية» كأداة رئيسة وفاعلة في كذبة «محاربة الإرهاب»، وإضفاء طابع «شرعي» على سلطتها، بهدف منع أيّ خطوات لاحقة لإنهائها، بل ودفْع أنقرة إلى الانفتاح عليها مستقبلاً.

 وتحت ذريعة «محاربة الإرهاب»، كثّفت القوّات الأميركية نشاطها الميداني في سورية خلال الأيام القليلة الماضية، سواءً عبر تسيير دوريات مشتركة مع «قسد» بعد فترة انقطاع على خلفية التهديدات التركية بشنّ عملية برّية جديدة في الشمال، أو عن طريق استقدام تعزيزات كبيرة إلى القواعد الأميركية، وتجهيز أخرى قديمة لإعادة استعمالها، من بينها اثنتان في الرقة. وتُظهر واشنطن اهتماماً كبيراً بالرقة على وجه الخصوص، فيما يبدو أنها محاولة لترسيخ الوضع القائم في المحافظة الواقعة قرب الحدود التركية، بهدف إفشال أيّ تطوّر سياسي مستقبلي يؤدّي إلى تغيير خريطة السيطرة القائمة حالياً هناك.

أجرى مسؤولون أميركيون سلسلة لقاءات مع وجهاء وأحزاب ينشطون في محافظة الرقة

 وبحسب مصادر ميدانية تحدّثت إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية، فإن الولايات المتحدة تتعمّد تظهير نشاطها في الرقة بشتّى الوسائل، لافتةً إلى تكثيفها الدوريات المشتركة مع قوات «قسد»، وإجرائها سلسلة لقاءات مع عملاء سابقين من وجهاء وأحزاب ينشطون في المحافظة، من بينهم «حزب المستقبل» المدعوم من قِبَلها، بالإضافة إلى لقاءات مع تنظيمات خارجة على القانون من مكوّنات عربية، على رأسها تنظيم «ثوار الرقة»، الذي التقى مسؤولون أميركيون زعيمه، أحمد علوش، في مقرّ «الفرقة 17» قرب مركز المحافظة، تمهيداً، على ما يبدو، لإعادة إحياء هذا التنظيم، وخلْق توازن عربي – كردي يمكن من خلاله ضبْط الأوضاع داخلياً، وإرضاء أنقرة التي تشتكي النفوذ الكردي المتزايد قرب حدودها.

 وفي الإطار نفسه، تشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة، وضمن خطّتها لإعادة الانتشار في سورية، تحاول تنمية نفوذ عربي مُواز لذلك الكردي، سواءً في منطقة التنف التي أعادت هيكلة التنظيمات العميلة لها والتي تقاتل تحت إمرتها فيها، أو في الرقة، أو حتى في الشمال الشرقي حيث تحاول حشد ما يمكنها من العشائر بهدف تعزيز حضور المكوّن العربي في التشكيلات المتمركزة هناك. أيضاً، تعمل القوّات الأميركية، وفق المصادر، على تأهيل القاعدة التي كانت تتمركز فيها في مقرّ «الفرقة 17» توطئةً للعودة إليها، في الوقت الذي قدّمت فيه تعهّدات لعلوش بدعمه مالياً حتى يتمكّن من إعادة بناء عصابته، فضلاً عن إمداده بالسلاح والإشراف على عمليات تدريب افراد هذه العصابة، علماً أنه طلب ضمانات واضحة بعدم تعرّضه وعصابته للمضايقات من قِبَل «قسد» و«حزب الاتحاد الديموقراطي» الذي يقودها.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق