أعلن حزب المحافظين البريطاني أمس أنه سيتم تعيين رئيس الوزراء المقبل بحلول 28 تشرين الأول الحالي، في تصويت سيشهد منافسة بين مرشحين اثنين على الأكثر، إثر استقالة ليز تراس بعد ستة أسابيع فقط على توليها رئاسة الحكومة البريطانية.
ونقلت وكالة فرانس بريس للأنباء عن رئيس «لجنة 1922»، المسؤولة عن تنظيم حزب المحافظين، غراهام برادي، أنه سيتم تعيين رئيس الوزراء المقبل بحلول 28 تشرين الأول، موضحاً أن التصويت سيشهد منافسة بين مرشحين اثنين على الأكثر في اقتراع سيكون أقصر بكثير من العملية التي حملت تراس إلى السلطة خلال الصيف.
وأضاف: «ندرك جيداً الحاجة، من أجل المصلحة الوطنية، إلى حل (هذه الأزمة) بسرعة وبشكل واضح».
وصباح أمس، بدت رئيسة الوزراء متمسكة بالسلطة. وأكدت الناطقة باسمها أنها «تعمل» مع وزير ماليتها جيريمي هانت لإعداد خطتهما الاقتصادية للأمد المتوسط، كما التقت برادي، بينما كانت لائحة البرلمانيين المحافظين الذين يطالبون برحيلها تطول تدريجاً.
إلا أنها قالت أمام مقر رئاسة الحكومة في لندن: «في ظل الوضع الحالي لا يمكنني إتمام المهمة التي انتخبني حزب المحافظين للقيام بها (…) لذلك تحدثت إلى جلالة الملك (تشارلز الثالث) لإبلاغه باستقالتي من رئاسة حزب المحافظين».
وأشارت تراس، التي شغلت منصب رئيس الوزراء لأقصر مدة في التاريخ البريطاني الحديث، إلى أن تصويتاً سيجري لاختيار خلف لها داخل حزب المحافظين «بحلول الأسبوع المقبل».
المرشحون المحتملون
ومن المرشّحين المحتملين لخلافة تراس، وزير المال السابق ريشي سوناك، وهو المرشّح المفضّل لدى نواب حزب المحافظين، بعدما خسر أمام ليز تراس في المرحلة النهائية من عملية اختيار زعيم الحزب هذا الصيف.
ومن الممكن أن يترشح لتولي المنصب، وزير المال الجديد، جيريمي هانت، الذي تسلّم منصبه الجمعة الماضي، ويتولّى زمام السلطة منذ ذلك الحين، في الوقت الذي أصبحت فيه ليز تراس ضعيفة، بإعلانه الاثنين التحوّل الأساسي في المشهد عبر عكس جميع الإجراءات الضريبية لحكومة تراس تقريباً.
كما أن وزيرة الدفاع السابقة، بيني موردنت، التي كانت مرشّحة ضدّ ليز تراس لخلافة بوريس جونسون هذا الصيف، والمسؤولة حالياً عن العلاقات مع البرلمان محبوبة من ناشطي حزب المحافظين، ومن الممكن أن تكون مرشحة للمنصب.
كذلك، يدور في الصحافة المحافِظة منذ الصيف سيناريو عودة رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون، الذي من الممكن أن يفرض نفسه كملاذٍ واضح.
أما بن والاس، وزير الدفاع الحالي، فقد ظهر من بين المفضّلين في الحملة الأخيرة للوصول إلى رئاسة حزب المحافظين، لكنه اختار عدم الترشّح من أجل تكريس وقته لأمن المملكة المتحدة.
موسكو تسخر
وقد سخرت وزارة الخارجية الروسية، من إعلان استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس بعد ستة أسابيع فقط من توليها الحكم ومواجهتها سلسلة أزمات، فقالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، عبر «تلغرام» إن «بريطانيا لم يسبق أن شهدت مثل هذا العار الذي تسبب به رئيس للوزراء».
وأضافت: «سنتذكر خوذة على دبابة وجهلاً كارثياً وجنازة الملكة فوراً بعد لقائها ليز تراس»، مشيرة إلى صورة نشرتها تراس نهاية تشرين الثاني، تظهرها على متن دبابة للجيش البريطاني في إستونيا تعتمر خوذة، حين كانت لا تزال وزيرة للخارجية.
وكانت تراس تفقدت قوات بريطانية في ذروة توتر بين موسكو والغرب قبل بضعة أسابيع من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والذي أدى إلى تدهور تاريخي للعلاقات بين لندن وموسكو.
وبعد تعيينها بداية أيلول، التقت تراس الملكة إليزابيث الثانية قبل يومين فقط من وفاتها، واستقالت اليوم بعد 44 يوماً فقط على توليها منصبها بعدما تسبب برنامجها الاقتصادي بأزمة سياسية ومالية.
واشنطن: تحالفنا «لن يتغيّر»
وإثر إعلان تراس استقالتها، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة وبريطانيا حليفتان دائمتان وإن الأواصر القوية بينهما ستدوم.
وأضاف في بيان: «الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حليفتان قويتان وصديقتان دائمتان، هذه حقيقة لن تتغير. أشكر رئيسة الوزراء ليز تراس على شراكتها في مجموعة من القضايا، بينها تحميل روسيا مسؤولية حربها على أوكرانيا. سنواصل تعاوننا الوثيق مع حكومة المملكة المتحدة بينما نعمل معاً لمواجهة التحديات العالمية التي تواجه الدولتين».