تعرضت قاعدة الاحتلال الأمريكي غير الشرعية في منطقة الرميلان لهجوم صاروخي مؤخرا، استهدف مباني لسكن هذه القوات في مطار خراب الجير الزراعي، الذي وسعته قوات الاحتلال ليستقبل طائرات الشحن الكبيرة، وذلك بعد أيام من اعلان قوات الاحتلال عن استقدام تعزيزات كبيرة تمكنها من حفظ أمنها وأمن حلفائها.
وقد أعلنت «القيادة الوسطى الأميركية» أن «قوات التحالف الدولي» – وهي تسمية لقوات الاحتلال الأمريكي – المتمركزة في منطقة الرميلان شمال شرقي سورية، تعرّضت لهجوم بصاروخ من عيار 107 مليمترات» سقط خارج المجمع العسكري، من دون أن يَقتل أو يَجرح أحداً من القوات الأمريكية أو الشريكة، ومن دون أن يلحق ضرراً بأيّ من المرافق أو المعدّات». لكنّ مصادر ميدانية تحدّثت إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية، توقّعت أن يكون «الصاروخ الذي سقط داخل قاعدة خراب الجير في ريف رميلان، قد أدّى إلى إلحاق أضرار مادّية بمقرّات إقامة الجنود الأميركيين، واصفةً إيّاه بأنه «تحذيري، ويهدف إلى الضغط على الأميركيين لمراجعة حساباتهم في ملفّ وجودهم على الأراضي السورية».
وتضيف المصادر إنه لم يمرّ إعلان الولايات المتحدة عن هبوط أوّل طائرة شحن عسكرية تابعة لها على الأراضي السورية، ونقلها أسلحة ومعدّات من العراق في اتّجاه قاعدتها في رميلان، من دون ردّ من المقاومة المحلّية، التي تعمّدت استهداف المطار نفسه، للتأكيد أن حالة الأمان التي تحدّث عنها البيان الأميركي، لن تكون بمتناول يد واشنطن. وحاول الأميركيون، في بيانهم المذكور الصادر منذ أكثر من أسبوعَين، إفهام مَن يعنيهم الأمر أن تحرّكاتهم الأخيرة في سورية تستهدف تثبيت احتلال طويل الأمد، من خلال القول إنه «للمرّة الأولى، يمكن لقوات التحالف أن تنتشر في أيّ مكان، وفي أيّ وقت، لتمكين شركائنا الذين يحافظون على ضمان أمن المنطقة». ولذلك ربّما، حرصت المقاومة على استهداف القاعدة عينها التي هبطت فيها طائرة الشحن – وهي من طراز «C17» -، متمكّنةً من إيصال أحد صواريخها إلى داخلها، فيما سقطت البقيّة في محيطها.
وتُعتبر هذه المرّة الثانية، خلال أقلّ من عام، التي تُستهدف فيها القواعد الأميركية في منطقة رميلان، التي تَعدّها «قسد» من معاقلها الأساسية، بعدما عمدت إلى تحويلها إلى مخزن للأسلحة والأموال لكونها الأكثر أماناً، وتحتفظ بالسيطرة عليها منذ عشرة أعوام. كما تَبرز أهمّية قاعدة خراب الجير تحديداً، في كوْنها نقطة ارتباط رئيسة لقوات الاحتلال الأمريكية المتواجدة في كلّ من سورية والعراق، حيث يتمّ عبرها نقل أرتال الأسلحة والمعدّات، وتأمين عمليات نهب النفط والقمح، فضلاً عن تَحوّلها إلى مطار عسكري للأميركيين، بعد تأهيل مدارج داخله، ليكون قادراً على استقبال أنواع من طائرات الشحن ونقل الجنود، وبالتالي تخفيف عمليات النقل البرّي.
وكان الأميركيون قد استولوا، منذ دخولهم إلى الأراضي السورية، على المطار الزراعي في قرية خراب الجير، في المنطقة الواقعة بين اليعربية ورميلان، وحوّلوه إلى قاعدة أساسية لهم في سورية، ليقوموا لاحقاً بتأهيله كمهبط لمروحيات، ومن ثمّ توسيع مدارجه بالتدريج، وصولاً إلى إتمام جاهزيّته لاستقبال طائرات الشحن.
في غضون ذلك، واصل الأميركيون استعراضاتهم العسكرية في سورية، من خلال الإعلان عن مقتل قياديين من «داعش» في عملية استهداف جوّي لأماكن تواجدهم، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل الموالية له، في الشمال السوري تبين فيما بعد ان الأمر لا صحة له. ووفق بيان لـ«القيادة المركزية الأميركية»، فإن «القوّات الأميركية نفّذت ضربة جوّية ناجحة، أدّت إلى مقتل أبي هاشم الأموي، نائب والي سورية، ومسؤول آخر كبير في التنظيم»، من دون ذكر اسمه. وفي هذا المجال، أكدت مصادر مقرّبة من «قسد»، لـ«الأخبار»، أن «الاستهداف وقع في مدينة جرابلس، بناءً على معلومات استخباراتية قدّمتها قسد نقلاً عن معتقلين من خلايا داعش في مخيم الهول»، معتبرةً أن «تكثيف مثل هذه العمليات، هدفه إبراز أهمية العمل المشترك بين التحالف وقسد، في منْع داعش من إعادة بناء نفسه مجدداً»، مضيفة أنها «تُعدّ أيضاً رسائل غير مباشرة إلى تركيا، بضرورة التراجع عن فكرة شنّ هجمات جديدة على مناطق سيطرة قسد، لأن هكذا عمليات ستؤدّي إلى تعطيل هذا الجهد حتماً».
وجاء نشر الأميركيين بيانهم، في وقت لم تؤكّد فيه أيّ وسيلة إعلام، بما فيها العاملة ضمن مناطق السيطرة التركية في الشمال السوري، وقوع الحادثة في جرابلس فعلاً، فيما غاب عن حسابات ومعرفات «داعش» على مواقع التواصل أيّ حديث عن مقتل الشخص المذكور في البيان، أو أشخاص آخرين. كذلك، لم تؤكّد أيّ جهة صحّة الادّعاءات الأميركية حول هوية الشخص الذي قُتل الأسبوع الفائت، في إنزال نُفّذ في قرية ملوك السراي، في ريف القامشلي، فيما تحدّثت مصادر أهلية عن أن معظم مَن اعتقلهم الأميركيون في الإنزال، ليس لهم أيّ نشاط مشبوه على صلة بـ «داعش» أو غيره من التنظيمات الإرهابية.