تظاهر آلاف من مناصري الإطار التنسيقي، المنافس لزعيم التيار الصدري، قرب المنطقة الخضراء المحصّنة في بغداد، وقد رفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها «الشعب لن يسمح بالانقلابات»، كما حملوا الأعلام العراقية ورايات إسلامية وصوراً للمرجعية الشيعية العليا آية الله علي السيستاني. وهتف البعض منهم «نعم نعم للمرجعية… نعم نعم للقانون». فيما يواصل مناصرو الصدر اعتصامهم في البرلمان لليوم الثالث.
وبحسب وكالة فرانس برس فإنه قرابة الساعة الخامسة عصراً، ملأ الآلاف من المتظاهرين المناصرين لخصوم الصدر في الإطار التنسيقي، الجسر المعلّق المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تضمّ مؤسسات حكومية ومقارّ دبلوماسية غربية ومقر البرلمان.
وقد عمدت قوات الأمن العراقية الى رش المياه على المتظاهرين لمنعهم من عبور الجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء، بحسب صحافي في «فرانس برس».
ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي تأكيدات مناصري الإطار التنسيقي أن احتجاجاتهم «ليست موجهة ضد شخص أو فئة».
ووفقاً لتعليمات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، صدرت عن مناصري الإطار التنسيقي، «يُمنع الدخول الى المنطقة الخضراء». وتؤكد التعليمات أن الاحتجاجات «ليست موجهة ضد شخص أو فئة وتهدف إلى الدفاع عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها».
في هذه الأثناء، توالت الدعوات من مسؤولين في الإطار التنسيقي لحلّ الأزمة.
وفي المعسكر المقابل، دعا الصدر إلى تظاهرات عند الخامسة عصراً أيضاً، في كلّ محافظات العراق.
وداخل البرلمان العراقي، لم يتغيّر زخم اعتصام التيار الصدري حيث يتجمع الآلاف من مناصريه. صور مقتدى الصدر والشعارات الحسينية لا تزال تملأ الأروقة.
وفي الطابق الأرضي، صلّت مجموعة من الشباب وردّد آخرون شعارات مؤيدة لمقتدى الصدر مثل «نحن جنود ابن السيد».
وقال ظاهر العتابي أحد المعتصمين في البرلمان لوكالة «فرانس برس»: «المطالب هي القضاء على الحكومة الفاسدة. لا نريد تدوير نفس الوجوه… منذ 2003 حتى اليوم. لا خدمات لا صحة لا تربية».
ويرى مناصرو الصدر في زعيمهم رمزاً للمعارضة ولمكافحة الفساد، علماً بأن لتياره العديد من المسؤولين في مراكز مهمة في الوزارات.
ويعيش العراق شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول 2021. ولم تفضِ مفاوضات لامتناهية بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.
ولجأ الصدر أمام تواصل الخلاف الى إعلان استقالة 73 نائباً من تياره من أصل 329 عضواً في مجلس النواب، للضغط على خصومه وتركهم أمام مهمة تشكيل الحكومة.
وكان الصدر يريد بدايةً تشكيل حكومة أغلبية وطنية، متحالفاً مع أحزاب سنّية وكردية. لكن لم يتمكن من تحقيق الأغلبية الضرورية في البرلمان.
ودعا الصدر، أمس الأحد، إلى مواصلة الاحتجاج، معتبراً ذلك «فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي»، الأمر الذي اعتبره الإطار التنسيقي دعوة «انقلاب على الشعب والدولة ومؤسساتها».
ويجمع تحالف الإطار التنسيقي، بالإضافة إلى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعّمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ويعدّ أبرز خصوم التيار الصدري، فصائل الحشد الشعبي.
وكان التوتر قد تصاعد منذ عدة أيام في العراق، إذ اقتحم مناصرو التيار الصدري البرلمان مرتين، وباشروا داخله اعتصاماً من أول أمس “السبت”، رفضاً لترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني (52 عاماً) لرئاسة الحكومة.
ورأت إيران، اليوم، أن التطورات الأخيرة في العراق هي «شأن داخلي» يجب حلّه بالحوار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، خلال مؤتمر صحافي، «نحن نتابع بعناية وحساسية التطورات الراهنة في العراق».