صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة

أردوغان يتملق ابن سلمان فهل يفوز بالرضا

تقرير إخباري           إعداد أحمد بدور  

 السلطان العثماني الجديد أردوغان بعدما متن علاقاته القوية بالأصل مع الكيان الصهيوني، وانصاع إلى طلبه بمنع المسؤولين العسكريين لحماس من دخول تركيا، يسعى الآن لإصلاح علاقاته المتوترة مع ممالك ومشايخ الخليج، بعدما فشل في الإطاحة بهم بواسطة ذراعه المعتمد “تنظيم الإخوان المسلمين العالمي”، فبادر بزيارة للإمارات منذ مدة، والآن زار السعودية محاولاً فتح صفحة جديدة مع محمد بن سلمان ولي عهدها، بعد العداوة التي أعقبت مقتل الخاشقجي، كل ذلك في محاولة للحصول على الأموال الخليجية سلما، بعد الفشل في نيلها بالقوة، وفي حال النجاح ولو جزئيا، سيقوى موقفه في الانتخابات الرئاسية القريبة.

 لكن هل من الممكن لابن سلمان، وهو الآمر الناهي في السعودية أن ينسى ما قام به أردوغان، من محاولات لتجنيد العالم ضده بعد مقتل الخاشقجي، وعقد المحاكمات الغيابية، وملء الدنيا صراخا طلبا لمعاقبته على الجريمة!!؟؟، كل ما ظهر من خلال الاستقبال الذي ووجه به أردوغان يقول العكس، فلم يخرج بن سلمان لاستقباله في المطار، وأوفد بديلا عنه أمير مكة، خالد الفيصل، متعمَّداً للحطّ من قدْر الرئيس التركي، وهي أيضا خطوة لم تخلُ من رمزية، بالنظر إلى أن خالد الفيصل كان مبعوث الملك سلمان إلى تركيا لتسوية قضية خاشقجي عند حصول الجريمة عام 2018، وهو ما رفضه أردوغان في حينه، مفضّلاً المُضيّ في فضح ولي العهد، جاعلاً إيّاه فرجة للعالم كلّه، حين أخذ يسرّب التفاصيل المرعبة لتلك الجريمة. ولذا، فإن النفور الشخصي من قِبَل ابن سلمان تجاه ضيفه بان جليّاً في صورهما، حيث بدا الثاني حريصاً على الاقتراب جسدياً من الأول، ومعانقته، بينما ظهر وليّ العهد السعودي راغباً في الابتعاد، ما يوحي بأنه سيكون من الصعب استعادة الثقة بينهما، ويطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة في ظلّ وجود الرجلين في السلطة كما أنه في وقت كانت فيه قدم أردوغان تطأ أرض السعودية، استمّر الذباب الإلكتروني السعودي في الهجوم عليه، إلى درجة أن البعض وصفه بـ«العدو»، معتبراً أنه جاء إلى المملكة «صاغراً» و«مهزوماً» و«مُسلّماً بأن قيادة العالم الإسلامي مقرّها أرض الحرمين».

  ما ظهر حتى الآن يؤكد فشل أردوغان، على رغم انتقاله بسرعة كبيرة من أعلى سقف في التصعيد ضدّ بن سلمان، إلى أدنى مستوى في التنازل، يؤكد فشله في إنهاء النفور السعودي منه، فقد أُعدّت ترتيبات استقباله الرجل في المملكة، لتذكيره به، وبأنه هو مَن يتنازل. لطالما حلم إردوغان بفيضان من الأموال الخليجية التي تتدفّق إلى الاقتصاد التركي، من خلال اجتذاب أثرياء بلدان الخليج للاستثمار في بلاده، إنّما بعد أن يُسقط حكامها وينصّب أنظمة «إخوانية» في عواصمها، فإذا به بدلاً من ذلك يذهب اليوم ليطلب إنهاء المقاطعة السعودية للمنتجات التركية، وضخّ بعض الاستثمارات السعودية في الاقتصاد التركي، علّ ذلك يساعده في الفوز بولاية رئاسية جديدة عندما تجري الانتخابات العام المقبل.

تمثّل زيارة أردوغان للسعودية يوماً أسود لـ«إخوان الخليج»

 آثار الزيارة لم تظهر حتى الآن على مصير الإخوان المقيمين في تركيا وخاصة «إخوان الخليج»، ولا قبلها المصالحة مع أبو ظبي، إلّا أن الزيارة إلى السعودية تُعتبر يوماً أسود بالنسبة إلى هؤلاء، الذين لاذوا بصمت مطبق على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أنهم شاهدوا كيف قَبِل أردوغان بمنْع قادة حركة «حماس» العسكريين من دخول بلاده كُرمى لعيون الكيان الصهيوني، بما يدلّ على أنه قادر على بيع أيّ شيء، لأيّ كان، مقابل ثمن، وعلى أن يقول عكس ذلك وعيناه مفتوحتان.

 ابن سلمان وبدون أدنى شك يستفيد من ملء خزائنه بالأموال بفعْل الطفرة النفطية التي جعلت الجميع يرغب في مرضاته، بسبب المرونة العالية التي تمنحه إيّاها السيولة الوفيرة في التحكّم بالعلاقات بين المملكة والدول الأخرى. وإذا كان من بين هؤلاء الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأين موقع أردوغان بين هؤلاء وما الذي يمكن له أن يفعله في هكذا موقف!!؟؟.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق