تشن سلطات الاحتلال الصهيوني حملة قمع مسعورة ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني وسط ترقب وخوف من مزيد من العمليات الفدائية مثل العمليات التي أودت بحياة أحد عشر مستوطنا خلال النصف الأخير من شهر آذار الماضي بينما لا يتوقع المسؤولون الصهاينة أي تطور للحالة الأمنية سلبا أم إيجابا.
فقد أغلق جيش الاحتلال، طريقَين في الضفة الغربية المحتلة بمكعّبات اسمنتية، صباح اليوم، فيما واصل جنوده حملات الاعتقال بحقّ الفلسطينيين .ووضع هؤلاء الجنود مكعّبات إسمنتية في منطقتَي الحرايق على المدخل الجنوبي لمدينة الخليل، وأخرى على مدخل ترقوميا غربي المدينة، قبل اعتقالهم لشابٍ من مخيّم العروب وآخر من الخليل، واستيلائهم على مخرطة.
وطبقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن «قوات الاحتلال وضعت مكعبات إسمنتية على جانبَي مدخل مدينة الخليل الجنوبي (الحرايق)، حيث توجد مستوطنة بيت حاجاي المقامة على أراضي الفلسطينيين، وهو المدخل الرابط بين مدينة الخليل، والقرى والبلدات الجنوبية للمحافظة، وشارع رقم 60 الاستيطاني. كما وضعت مكعبات إسمنتية على مدخل بلدة ترقوميا المحاذي لبلدة إذنا وشارع رقم 60 غربي الخليل، بهدف التضييق على الفلسطينيين وحركة التنقل بالمكان».
وفي الإطار، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذر الجعبة (19 عاماً)، من مدينة الخليل، ومعتصم البدوي (19 عاماً)، من مخيم العروب شمالي الخليل. كما اقتحمت مخرطة للفلسطيني أبو مصطفى الكركي، بعدما حطمت وخرّبت أبوابها بـ«جيباتها» العسكرية في المنطقة الصناعية بمدينة الخليل، واستولت عليها.
أمّا في بلدة اليامون، غربي جنين، فاعتقلت قوات الاحتلال الأشقّاء الثلاثة، أمير وعادل وعلي كامل الجعبري، بعد اقتحام البلدة ومداهمة منزل ذويهم وتحطيم محتوياته، ما أدّى إلى تردّي الوضع الصحي لوالدهم، حيث تم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى.
وفي أعقاب ذلك، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، دون أن يُبلّغ عن إصابات.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال، أربعة فلسطينيين، هم مشرف الريماوي، ونجله ليث، ويزن جلال عبد الرحيم الريماوي من بلدة بيت ريما شمالا، ولافي عاطف أبو لطيفة من سطح مرحبا بالبيرة. كما أصابت مواطناً برصاصة معدنية مغلّفة بالمطاط خلال مواجهات اندلعت في مخيم الجلزون قرب رام الله.
وبحسب ما نقلته وكالة «وفا» عن مصدر أمني، فإن «مواجهات اندلعت في المخيّم، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحيّ وقنابل الغاز والصوت، ما أدّى إلى إصابة شاب في رأسه بالرصاص المطاطي، وُصفت حالته بالمتوسطة».
أمّا في نابلس، فقد اعتقلت قوات الاحتلال، أورهان فتحي محمد حمايل (28 عاماً)، وأمجد صلاح حميدان حمايل (26 عاماً)، وأحمد حاج محمد.
مسؤولو الأمن الصهاينة لا يتوقعون زيادة في المواجهات أو انخفاضا
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، العبرية الصادرة اليوم إنه بعد العمليات الثلاث الأخيرة، التي نفّذها فلسطينيون في بئر السبع والخضيرة، وبني باراك، رأى مسؤولون رفيعو المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي، أنه «لا يمكن التنبؤ إن كانت البلاد (فلسطين المحتلة) مقبلة على موجة عمليات، أو أنها في نهاية موجة كهذه». وعزا هؤلاء السبب، إلى أنها «(العمليات) لا تقف وراءها تنظيمات أو أذرع عسكرية فلسطينية».
واعتبر المسؤولون أنّ التقديرات التي تضمّنت احتمالية لتنفيذ عمليات في غضون الأسابيع أو الأشهر المقبلة، «ليست مؤكدة». ولذلك لا يمكن القول إنّ التوتر «قد يستمر لأشهر». وبالرغم من الإشاعة التي أثارها العدو ووسائل إعلامه حول «انتماء، وتماهي منفّذي عملية الخضيرة وبئر السبع مع تنظيم داعش»، وجد مسؤولو أجهزة المخابرات الصهيونية خلال مداولات لتقييم الوضع، «أنه لا يوجد علاقة مباشرة أو توجيه مباشر من التنظيم لمنفذّي العمليّتَين»، كما قالت الصحيفة، مشيرةً إلى أن هؤلاء المسؤولين «يعتقدون أن العمليّتَين فرديّتَين«.
وقد وقّع وزير أمن العدو، بيني غانتس، اليوم، على أمر استدعاء استثنائي لـ300 جندي حرس حدود في الاحتياط، لمدّة شهر وبناءً على طلب الشرطة، «من أجل تعزيز القوات في إطار عملية كاسر الأمواج» .
وذكرت الصحيفة أنّ جيش الاحتلال انتقل «من العمليات الدفاعية إلى العمليات الهجومية وممارسة ضغوط» على الفصائل الفلسطينية، وخاصةً في شمال الضفة الغربية، وفي ذلك مؤشر على نية العدو بتأجيج الأوضاع.
وعلى هذه الخلفية، كان الجيش قد نقل ثماني كتائب إلى منطقة جنين، إضافة إلى القوات المنتشرة في هذه المنطقة، من أجل تنفيذ العملية العسكرية في مخيم جنين، صباح أمس، والتي أسفرت عن استشهاد فلسطينيّين اثنين.
أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، طريقَين في الضفة الغربية المحتلة بمكعّبات إسمنتية، فيما واصل جنوده حملات الاعتقال بحقّ الفلسطينيين.