أعلن البيت الأبيض عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا، تتضمّن أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيّرة «انتحارية»، بالتوازي مع تصريحات من مسؤولين أميركيين كبار، تكشف عن تضمين منظومات متطوّرة في المساعدات المرتقبة، بينها مثلاً منظومة «S-300» الروسية المضادة للطائرات.
وأوضح إعلان رسمي من الرئيس الأميركي أن قيمة الحزمة الجديدة تصل إلى 800 مليون دولار، وتضمّ 800 وحدة من منظومات «ستينغر» المضادة للطائرات، و9000 وحدة من منظومات مضادة للدروع (ضمنها 2000 وحدة من «جافلين»)، إلى جانب 100 من الطائرات المسيّرة، و7000 قطعة سلاح صغيرة وأكثر من 20 مليون طلقة، و25 ألف درعاً واقياً من الرصاص، و25 ألف خوذة.
وقد جاء ذلك بعد استماع المشرّعين الأميركيين إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في كلمة مسجلة بثت اليوم لهم.
وأشار السيناتور كريس فان هولين إلى أن عمليات نقل منظومات «S-300» يمكن أن تتم قريباً؛ فيما قال النائب مايكل ماكول، أعلى عضو جمهوري في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إنه يفضّل إرسال طائرات مقاتلة من طراز «MiG-29» إلى أوكرانيا، مضيفاً إن منظومات «S-300» موجودة، «لكننا بحاجة إلى المزيد».
وكرر زيلينسكي طلبه إغلاق الأجواء فوق أوكرانيا وفرض منطقة حظر طيران، رغم تجنّب عدد من المُشرعين الحديث حولها. وفي السياق، قال النائب إيمانويل كليفر، عضو في لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب:«لا يجب أن نسمّيها منطقة حظر طيران، يجب أن نسميها فقط الحرب العالمية الثالثة». وأكد أنه «تحدّ هائل» لتحقيق التوازن الصحيح بين تقديم المساعدة العسكرية للأوكرانيين دون التورّط في صراع نووي مع روسيا.
كذلك، رأى السيناتور ميت رومني، أنه «ليس من الجيد أن يخوض الناتو معركة في السماء مع الروس (…) من المحتمل أن يتحوّل هذا السيناريو إلى نوع من الحرب العالمية الثالثة (…) لكن يمكننا إنشاء أجواء آمنة عن طريق الحصول على طائرات MiG المتوفرة في بولندا للناس في أوكرانيا ليشغّلها الأوكران بأنفسهم».
مسيّرات «انتحارية»
على الصعيد نفسه، كشفت شبكة «NBC» الأميركية أن إدارة بايدن تدرس إمكانية إمداد الحكومة الأوكرانية بطائرات مسيرة قتالية «انتحارية» عالية الدقة.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين في «الكونغرس» مطّلعين على الموضوع تأكيدهم أن الحديث يدور أيضاً عن إمكانية تصدير صواريخ «Switchblades» الموجهة وهي مسيرات انتحارية من شأنها ضرب دبابات ومواقع مدفعية روسية في أوكرانيا بدقة عن بعد عشرات الكيلومترات، ضمن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية.
كما أوضحت الشبكة أن هناك نوعين من هذه الصواريخ التي تنتجها شركة «AeroVironment» الأميركية، وهما صاروخ «Switchblade 300» المخصص لاستهداف كوادر بشرية بضربات مركزة وصاروخ «Switchblade 600» المضاد للدروع.
ووفقاً لـ«NBC»، يمثل صاروخ Switchblade «قنبلة ذكية» مزودة بكاميرات وأنظمة توجيه ومتفجرات.
وبإمكان صاروخ «Switchblade 600»، التحليق لفترة تصل إلى 40 دقيقة ولمسافة تصل إلى 50 ميلاً، ويمكن تجهيزه للاستعمال وإطلاقه خلال دقائق معدودة.
من جهتها، رفضت «AeroVironment» التعليق على هذا الخبر، لكنها أعلنت في بيان نشرته على موقعها الرسمي «وقوفها إلى جانب الشعب الأوكراني وحلف الناتو»، معربةً عن دعمها لـ«حق الحلفاء والدول ذات السيادة في حماية وطنهم وأرواحهم عندما أصبحت حقوقهم الأساسية في خطر».
كذلك، أكدت مصادر مطّلعة لـ«NBC» أن «البنتاغون» سبق أن استخدم هذا السلاح عدة مرات في أفغانستان ودول أخرى، لكنه لم يعلن عن ذلك رسمياً.