قامت وزارة التربية بخطوة رمزية جيدة لتشجيع ذوي الاعاقة واشعارهم باهتمام الجميع بهم وبانهم لا يقلون شأنا عن الاصحاء بل يتفوقون عليهم وبهذه المناسبة اجرت صحيفة الرأي العام اللقاء التالي مع معالي وزير التربية.
س1 – معالي الوزير الحدث الابرز والايجابي الذي لم تسبق وزارة التربية اي جهة اخرى عليه هو ان يكون احد ذوي الاعاقة وزيرا ولو لساعات ويتخذ قرارات نافذة برايكم الى اي مدى يمكن ان تمتد مثل هذه التجربة؟.
ج1– بالتأكيد ذوو الاعاقة كمواطنين سوريين يجب ان يكون لهم كل الحقوق وايضا عليهم كل الواجبات وبالتالي وفق الدستور ممكن ان يكونوا في اي منصب وان يقدموا كل الخدمات الممكنة وفق امكانياتهم كأي شخص في المجتمع فالاشخاص الذين تسلموا مناصب ليس لانهم ليس لديهم اعاقات، فكل المجتمع لديه اعاقات مختلفة، لكن عندما يكون لدى المعاق القدرة على القيام بعمل اداري و اصدار قرارات، ولديه خلفية فكرية واسعة تخوله لان يكون قائدا، فلا مانع من تسلمه أي منصب.
نحن اردنا من هذا العمل ان نبرهن على ان من كان لديه اعاقة يستطيع ان يكون مواطنا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وان يتسلم أي منصب اذا كان لديه الجد والاجتهاد اللازم لنيله هذا المنصب.
س2 – سيادة الدكتور دارم بصراحة لدي رسالة عتب من زملائنا المكفوفين لماذا ليس لهم حصة بهذا العمل؟.
ج2 — باعتقادي ان المكفوف ليس لديه اعاقة، انا بتجربتي هناك الكثير من المكفوفين لديهم قدرات اكبر بكثير من المبصرين، وكتابي في الجامعة تم تدقيقه لغويا من قبل استاذ كفيف في جامعة البعث، فلا ارى في فقدان البصر اعاقة، هناك التجهيزات والادوات التي يمكن استخدامها للقراءة والتعبير، فهي ليست اعاقة كالاعاقات الاخرى اذا اردت ان اخذ اعاقة قوية مثل متلازمة داون.
فعندما نركز على هذه المجموعة، لانها اكثر فئة معرضة للتنمر، وايضا مستبعدة من قبل المجتمع من الانشطة المجتمعية، بينما الاصم، والابكم، والكفيف يمارس دوره في المجتمع بشكل جيد جدا، واحيانا لا نلاحظ اعاقته، مثل الاديب طه حسين، الذي كان كفيفا، ومع ذلك كان عميدا للادب العربي في عصره، وغيره كثر، مثل الملحن المصري سيد مكاوي.
نحن نريد تسليط الضوء على هذه المجموعة، وهذا واجب لكن احيانا هم ليسوا بحاجة لذلك، طالما انهم قادرون على الوصول الى المركز الذي يطمحون اليه من خلال ذكائهم وقدراتهم، التي تفوق قدرات المبصرين.
س3 – كيف تنظرون الى اداء المدارس الدامجة التابعة لوزارة التربية؟.
ج3 — اخبرنا ان هذه التجربة جديدة على مستوى العالم ووصلت في سورية الى اربعمائة مدرسة دامجة وهذا امر جيد، لكن لسنا راضين عنه مائة بالمائة، فنحن نطمح للتوسع في هذا العمل، والمقصود بالتوسع ان تكون كل مدارس سورية دامجة، ومن هنا نوضح ان كل اعمال الترميم في مدارس سورية، يراعى فيها وضع ذوي الاحتياجات الخاصة، اضافة الى تدريب العاملين فيها، وخاصة مرحلة التعليم الاساسي على مواضيع الدمج.
منذ فترة قمنا بلقاء منظمة امال لوضع استراتيجية متكاملة لذوي الاعاقة في التعليم، والحياة، والواجبات، أي ان تكون كل الامكانيات متاحة لهم، ولديهم برامج متخصصة كي يكونوا قادرين على الاستمرار بحياتهم ومجتمعهم، وهذا بطلب خاص من السيدة الاولى.
اريد توجيه رسالة للابناء الطلبة والمعلمين، وهم يقدمون الامتحانات النهائية، وهي ان يكون هناك استيعاب كامل لكل الطلاب، وان يكون هناك ادارة خاصة لذوي الاعاقة، والمقصود بها اقامة تجارب قبل بدء الامتحان، فيدخل الطالب المعاق وهو يعرف تماما ماهي الالية، ومن سيقوم بمساعدته، وتسهيل الامور عليه.
وقد اتفقنا مع منظمة امال، وكل الجمعيات الوطنية لتحقيق هذه الغاية، وانا اناشد زملاءنا من ذوي الاعاقة ان يتقدموا لهذا الاختبار، وان يتعرفوا على الالية التي يتم العمل بها، لتسهيل ادائهم بامتحاناتهم، دون ان يكون هناك عوائق لوجستية.
س4 – الظرف الاقتصادي السيء اثر سلبا على اداء المعلم، فهل من الممكن تدارك هذا الامر ليستطيع المعلم تأدية رسالته المقدسة (قم للمعلم وفه التبجيلا……كاد المعلم ان يكون رسولا)؟.
ج4 — من حسن الحظ ان ثمانين بالمائة يؤدون الرسالة دون الالتفات الى النواحي الاقتصادية، فيقومون بعملهم على اكمل وجه، رغم ان وارداتهم المادية لا تكفي لتغطية مصاريفهم، لكنهم ولسمو اخلاقهم يؤدون عملهم بالشكل الامثل، ووزارة التربية من جانبها تسعى جاهدة لتوفير موارد اضافية للراتب بقدر ما تستطيع، ليستطيع المعلم اداء رسالته بارتياح دون الانشغال بالوضع الاقتصادي.
ومن هنا فاننا نؤكد ان المجتمع يبنى على ثلاث ركائز هي: (الصحة والتعليم والعدل)، وانا متفائل بمستقبل سورية التربوي، وبالتأكيد التربية تعني التفاؤل، فلا يمكن ان نربي بدون ان يكون لدينا تفاؤل بالمستقبل، فالعملية التربوية هي نظرة للمستقبل، واعطاء الاجيال فرصة للنجاح به، وبالتالي فان الامل هو الاساس الذي نعتمد عليه في التربية على الرغم من اننا غير راضين عن ادائنا، ونسعى لان يكون لدينا قدرات اكبر، لنؤدي خدمات اكثر للمجتمع في مجال التربية.
اتمنى من الجميع ان يتعامل مع ذوي الاعاقة بشكل سليم جدا، وان يتجنبوا حالات التنمر التي تعيق العملية التعليمية، لان هذا التنمر سيؤدي الى تحطيم شخصيات، قد يكون لها القدرة في المستقبل على انجاز اشياء لا يتصورها العقل، فغالبا من يكون لديه اعاقة في مجال معين، يكون لديه ابداعات كثيرة في مجالات اخرى، وبالتالي هذه الابداعات ممكن ان تعطي ناتجا وطنيا يعزز القيمة المضافة التي نحتاجها في التعليم، وختاما اشكر صحيغة الرأي العام.
شكرا لك معالي الوزير، لجهودك وسعة صدرك لحوارنا.
وشكرا للدكتورة ريما زكربا في المكتب الصحفي للوزارة.
اجرى الحوار:
علي عويرة ورؤى البصال