استقال إيتسيك بنفنستي،مدير عام شركة السايبر الهجومية الإسرائيلية «NSO»، من منصبه الذي تولّاه قبل أسبوعين. وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة «كلكليست» الاقتصادية، اليوم، بأن المدير المستقيل أبلغ رئيس مجلس إدارة «NSO»، آشير ليفي، بأنه قرر أنه ليس بإمكانه تولّي منصب مدير عام الشركة إثر الظروف «الخاصة» التي نشأت فيها.
وأتت الاستقالة في أعقاب وضع الولايات المتحدة شركة «NSO» على القائمة السوداء، التي تضمّ شركات «ألحقت ضرراً بالأمن القومي الأميركي»، وذلك بعدما أجرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) وتحالف الصحافيين «فوربيدن ستوريز»، تحقيقاً استقصائياً أظهر أن 50 ألف رقم هاتف تعرّض للتجسس بواسطة زبائن الشركة الإسرائيلية، وبينهم صحافيون وسياسيون ورجال أعمال، وتبيّن أن برنامج «بيغاسوس» الذي طوّرته الشركة تجسّس على هواتف قسم منهم.
وفي وقت سابق، كشف معهد «ساتي ن لاب» في جامعة تورنتو الكندية، أن إسرائيل استخدمت برنامج «بيغاسوس» للتجسس على ستة ناشطين فلسطينيين في منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وكذلك على موظفين في وزارة الخارجية الفلسطينية.
وأبلغت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية، بإدراج «NSO» وشركة «كنديرو» السيبرانية التجسسية الإسرائيلية، على القائمة السوداء قبل مدّة وجيزة جداً من الإعلان عن هذه الخطوة، ولا يزال جهاز الأمن الإسرائيلي يدرس دلالات هذا القرار.
وتُعتبر هذه الخطوة غير مسبوقة ضد شركات إسرائيلية. وجاء في بيان وزارة التجارة الأميركية، أن إدخال «NSO» و«كنديرو» إلى القائمة في أعقاب وجود أدلّة على أنهما طوّرتا وزوّدتا برامج تجسس لحكومات أجنبية، التي استخدمتها من أجل استهداف موظفين حكوميين وصحافيين ورجال أعمال وناشطين وأكاديميين وعاملين في سفارات
وأضاف بيان الوزارة أن «هذه الأدوات سمحت لحكومات أجنبية بقمع عابر للقوميّات، وهي ممارسات لحكومات مستبدة من أجل إسكات معارضين. وهذه الممارسات تهدد النظام الدولي».
وأعلنت وزيرة التجارة الأميركية، جينا رايموند، أن «الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل بحزم ضد تطوير وتجارة واستخدام تكنولوجيا لصالح أنشطة خبيثة تهدد أمن معلومات المجتمع المدني، جهات معارضة وحكومات ومنظمات خلف البحار».
ويُتوقع أن يقيّد القرار الأميركي قدرات «NSO» في بيع برامجها. وإثر ذلك، تنحّى بنفنستي بشكل فوريّ عن مناصبه في الشركة، كمدير عام وكرئيس مشارك للشركة.