أعرب الرؤساء السابقون لـ«وكالة المخابرات القومية» (الموساد) وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) و«استخبارات الجيش الإسرائيلي» (أمان) عن مجموعة واسعة من الآراء، لا سيّما حول انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، والإرهاب والأمن فيما قال مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستخبارات والأمن ديفيد كاتلر «إن هذا الإرهاب أبعد ما يكون عن الهزيمة، والتكنولوجيات المتطورة تزيد من تعزيز التهديد وتجعل من الصعب مواجهة الجماعات الإرهابية».
فقد افتتح رئيس الموساد السابق، شبتاي شافيت، كلامه في اجتماع داخل المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب «ICT» في هرتسيليا (قرية الحرم المحتلة) بالحسم أن الولايات المتحدة لن تتمكن من مغادرة الشرق الأوسط «حتى لو كان هذا هو الهدف المعلن لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن»، وذلك يعود لأن أحداث وأزمات الشرق الأوسط لها عقل خاص بها، وفقًا له، مضيفاً: «لن يسمح لك الشرق الأوسط بالمغادرة».
وجهة نظر شافيت هذه تناقضت مع وجهة نظر ثلاثة رؤساء استخبارات سابقين آخرين، ناقشوا تأثير انسحاب إدارة بايدن من أفغانستان على قضايا الأمن العالمي، وبقاء الولايات المتحدة على السلطة في المنطقة، والتهديدات من إيران وحماس. حيث قال رئيس «أمان» السابق، أهارون زئيفي فركش، ومدير الشاباك السابق، يعقوف بيري، إن الولايات المتحدة في طريقها نحو تقليص مشاركتها في الشرق الأوسط.
وعلَّق فركش قائلا: «الجميع في الشرق الأوسط ينتظرون مغادرة الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد قلصت بالفعل دورها في سورية والسعودية وأماكن أخرى في المنطقة، وأن أفغانستان كانت استمراراً دراماتيكياً لواشنطن العالمية. وختم: «الانسحاب سيكون سواء من الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر».
وقد اتفق بيري مع فركش، بالقول إن انسحاب الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص من قضايا الأمن العالمي خارج مناطق نفوذهم الأقرب، يشجع الجماعات الإرهابية على أن تكون أكثر عدوانية.
ورد شافيت بأنه يحترم آراء الآخرين بشأن هذه القضية، ولكن بينما تحدثت العديد من الإدارات الأميركية عن الانسحاب من المنطقة، يجب عليها ان تعلم أنه «إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تكون رقم 1 ، فلا يمكنها المغادرة».
واتخذ مدير «الموساد» السابق، إفرايم هاليفي، موقفا وسطيا فقال إن «الولايات المتحدة لا تعرف ما الذي ستفعله. إنها ليست مهتمة بالشرق الأوسط، بل بالقضايا العالمية»، ولكن في نفس الوقت، «لن تندفع الولايات المتحدة إلى الخروج» من المنطقة.
وعقَّب فركش أن تعليقه على الانسحاب يتعلق أكثر باستخدام الولايات المتحدة للقوة، وخاصة القوات البرية. وبالانتقال إلى ما يطلقون عليه «الصراع الإسرائيلي الفلسطيني»، قال شافيت إنه يعتقد أن «إرث اتفاقيات إبراهيم والتشكيلات الحالية في المنطقة يمكن أن تُمَّكن تحالف إسرائيل والدول العربية التي يشملها الاتفاق والولايات المتحدة من التوصل إلى حل».
وكان بيري أكثر «تشاؤماً» بقوله إن الحدث الرئيسي المقبل والمحتمل في الضفة الغربية سيكون «حرب خلافة داخلية كبيرة للسيطرة على السلطة الفلسطينية من قبل خلفاء محتملين للرئيس المسن محمود عباس».
وحذر رئيس الشاباك السابق من أن عدم الاستقرار الذي تقوم عليه مستقبل القيادة الفلسطينية يعني أن الحل أبعد من ذلك، وان إسرائيل ستظل عالقة في الضفة الغربية لسنوات قادمة.
كذلك، اتفق جميع رؤساء المخابرات على أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عزز ثقة «حماس» و»حزب الله» في صراعهما مع إسرائيل.
وبالنسبة لغزة، قال فركش إن إسرائيل ستحتاج إلى «توجيه ضربة كبيرة لغزة لاستعادة الردع» ومنع حماس من الجولات المنتظمة من الهجمات الصاروخية.
أما هاليفي فرأى أن إسرائيل بحاجة إلى الحوار مع «حماس»، والاعتراف بأن الجماعة تحكم غزة لمدة 14 عاماً، كما أنه يجب أن تتوصل إلى تفاهم طويل الأمد حتى لو كانت تفضل اختفاء المجموعة.
وفي ما يتعلق بإيران، قال فركش إن حكومة بنيامين نتنياهو السابقة «سهلت وصول إيران إلى العتبة النووية. لم تقم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش منذ 24 شباط».
وقبل بدء حديثهم، شرح مساعد الأمين العام لحلف الناتو للاستخبارات والأمن ديفيد كاتلر الذي حضر الاجتماع تجربته الشخصية عن يوم 11 أيلول. وقال إنها كانت أكبر ضربة للولايات المتحدة في تاريخها، وأنها «مهدت الطريق لحالة الإرهاب الموجودة حاليًا على مستوى العالم».
وأضاف «إن هذا الإرهاب أبعد ما يكون عن الهزيمة، والتكنولوجيات المتطورة تزيد من تعزيز التهديد وتجعل من الصعب مواجهة الجماعات الإرهابية».