صحيفة الرأي العام – سورية
سياسة

خبير صهيوني: الحرب على لبنان مكلفة جدا فلنضرب بواسطة من في الداخل

قال «داني سيترينوفيتز» الخبير الصهيوني في شؤون المنطقة إن حزب الله وإسرائيل يدركان جيّداً أنّ إشعال حرب بينهما سيؤدي إلى نتائج كارثية، و«حتى لو كانت الأفضلية لإسرائيل، فإنّ حزب الله قادر على أن يتسبب بأضرار كبيرة لها». وهذا ما يجعل الطرفين «في حالة ردع، مثلما كانت الحال في الحرب الباردة بين روسيا “الاتحاد السوفيتي السابق” وأميركا اللّتين كانتا تتخوّفان من توابع القوّة النّووية في حال نشوب الحرب».

 ورأى سيترينوفيتز الذي شغل سابقاً منصب مسؤول ملف ايران في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في مقابلة صوتيّة أجراها موقع «مونيتور» الإخباري الأمريكي أنّ خطوات حزب الله تهدف حالياً، وبشكل أولي، «إلى تثبيت معادلة الردع»، لافتاً إلى أنّ هذه المعادلة اكتسبت أخيراً أهميّة أكبر بالنسبة له، على خلفيّة مخاوف من استغلال إسرائيل عدم الاستقرار السياسي في لبنان لشنّ هجمات متواصلة على أراضيه، لاسيّما في ظلّ تهديداتٍ متكررة من مسؤولين إسرائيليّين بضرب مواقع صاروخيّة للحزب. لذلك، رأى سيترينوفيتز أن حزب الله أراد من رده على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أن يجعل إسرائيل تدرك بأنّه ستكون هناك عواقب وخيمة في حال شنّ هجماتٍ متكررة على لبنان.

لمّ شمل الأعداء

 وشدّد سيترينوفيتز على أنّ الخطوات الإسرائيلية المستقبلية لا يجب أن تركّز على «الحرب المكلفة»، وإنّما إعادة التفكير بالتّطورات السياسية الأخيرة في لبنان واستغلالها. وفي هذا السياق، لفت إلى تصرّف «المواطنين الذين اعترضوا شاحنة الصواريخ في طريق عودتها من العملية»، معتبرا ذلك «مؤشراً مهماً» إلى أنه بات بالإمكان استغلال «الوضع الحرِج للحزب في الداخل، والتّعاون مع المجتمع الدولي لفصله عن الدولة اللبنانية». وأثنى الخبير على نظرة محاوره بأنّ الهجوم «غير المتوقع وغير المسبوق» لمواطنين لبنانيين، في منطقة حاصبيا تحديداً، إضافةً إلى ما زعم أنه «مصادرة شاحنة الصواريخ»، يعدّ مؤشراً على أنّ وجود حزب الله في معقله في الجنوب بات «أقلّ صلابةً ممّا كنا نتصوّر». لذلك يمكن استغلال مثل هذه المشاهد، يداً بيد مع المجتمع الدولي، لإضعاف الحزب. وتابع: «عسكرياً يعتبر الحزب قوياً جداً، فهو يمتلك مئات آلاف الصواريخ وغيرها من المعدّات. لكنّه، سياسيّاً، في موقفٍ حرِج. وما سيحاول القيام به هو التأكّد من أنّ الدولة اللبنانية لن تهدّد وجوده، وهو ما يهتزّ حالياً، لأنّ البنية التي سعى جاهداً إلى إرسائها يتمّ الاستخفاف بها من أطراف أخرى في البلاد».

  واعتبر سيترينوفيتز أن هذه الوقائع، تمهّد على الطريق لمقاربة مختلفة، وقال: «أعتقد أنّه حان الوقت للتفكير بطريقةٍ لجمع المُعادين للحزب في الداخل اللبناني، ومنهم الدروز والسنة والمسيحيّون، وحتى بعض العناصر الشيعيّة، واستخدامهم للضغط على الحزب». ورأى أنّ مشكلة حزب الله ليست إسرائيلية محض، وأنّ على دول مثل فرنسا والولايات المتحدة التأكّد من نقطتين أساسيّتين: الأولى عدم دعم حكومة نجيب ميقاتي لأنّ مثل هذه الحكومة تصبّ في مصلحة حزب الله، وهي بمثابة واجهة له، وتسمح له بإعادة فرض البنية القديمة التي عمل جاهداً لبنائها. والثانية عدم تقديم أي مساعدات إلى الحكومة اللبنانية، «إلا بعد التأكّد من أنّها ستقطع جميع صلاتها بحزب الله».

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق